انتشرت ظاهرة التنمر بكثرة فى الاونة الاخيرة، وبدت مقلقة فى المدارس والجامعات وحتى فى الشارع ، وفى اماكن العمل، مما دعا منظمة اليونسيف الى اطلاق برنامج دولى لمواجهة هذه الظاهرة، ولكن ماهو التنمر وكيفية مواجهته؟ اللواء دكتور ممدوح مجيد أستاذ القانون والباحث فى العدالة الجنائية يقول: التنمر يمكن تعريفه بصفة عامة بانه «سلوك عدوانى متكرر للاضرار بشخص آخر عمدا جسديا او نفسيا، وبهدف اكتساب السلطة على حساب شخص آخر، وهو ينطوى على ممارسة العنف والسلوك العدوانى من قبل فرد او مجموعة من الافراد نحو غيرهم, ويتحقق التنمر بالتنابز بالالقاب او الاساءات اللفظية او المكتوبة او الاقصاء او التعمد للاهانة او التجريح المتكرر او بالابعاد عن الانشطة الاجتماعية او الرياضية, وتنتشر هذه الظاهرة بين طلاب المدارس. اللواء دكتور ممدوح مجيد خطورة التنمر وأسبابه ظاهرة التنمر نشأت فى الغرب وبدأت تغزو مجتمعاتنا العربية ومدارسنا بفعل العولمة وغزو الاعلام الغربي, وتشير الاحصائيات العالمية والخاصة بهذه الظاهرة إلى ان كل ثمانية طلاب ثانوى فى الولاياتالمتحدةالامريكية يغيبون يوما واحدا فى الاسبوع على الاقل من الذهاب للمدرسة خوفا من التنمر, كما كشفت الدراسات ان نسبة ليست قليلة ممن تعرضوا للتنمر فى المدارس تروادهم افكار انتحارية واكتئاب. وقد ينتهى بارتكاب جرائم عنيفة وهو مادعا منظمة اليونسيف الى تبنى حملة دولية لمواجهة ظاهرة التنمر فى المدارس ولقد استجابت وزارة التربية والتعليم لهذه الدعوة واطلقت حملة توعوية بالتعاون مع المجلس القومى للطفولة، لان الشخص المتنمر عادة يكون شخصية سيكوباتية عنيفة يمكن ان يتحول الى مجرم خارج المدرسة واحيانا إلى إرهابى يهدد استقرار المجتمع ويحتاج الى علاج نفسي, او قد يكون يعانى من مشاكل اسرية اجتماعية او مادية، او تعرض المتنمر لعنف, اما بالنسبة للطفل الذى يكون أكثر تعرضا للتنمر، هو الطفل المدلل الذى يحظى بالحماية الابوية الزائدة لافتقاده الثقة فى النفس واعتماده على ابويه فى كل شيء كما من الاسباب الرئيسية للتنمر الالعاب الالكترونية العنيفة. التنمر والاتفاقية الدولية تتضمن الاتفاقبة الدولية لحقوق الطفل 54 مادة، بالاضافة الى بروتوكولين اختيارين وقد بنيت جميع بنودها على وجوب تمتع الاطفال بحقوق الانسان الاساسية كحق البقاء والنمو والتطور وحق الحماية من الايذاء، والاضرار والحماية من سوء المعاملة وعدم التمييز، وعدم الاهانة والحفاظ على كرامتهم الانسانية دون تحيز او تمييز بسبب العرق او الدين او الجنس او اللون او الاصل او البيئة او الاعاقة، ولمواجهة هذه الظاهرة يجب اولا الاعتراف بوجود المشكلة ثم التشخيص وتحديد مستويات ظهورها فى السنوات الدراسية التى تنتشر فيها اكثر من غيرها. ووضع برنامج خطة هدفه الوصول الى مدارس خالية من التنمر بالتعاون مع الاسرة والمسئولين مع تغيير ثقافة المدرسة وتأكيد الاحترام المتبادل وتوعية المعلمين والطلاب بخطورة التنمر وانتشار هذا السلوك. والاكثار من الانشطة الاجتماعية والرياضية الجماعية لتنمية روح التعاون واحترام الآخر. فضلا عن الاستعانة فى المدارس باخصائى نفسى لمعالجة الطفل المتنمر والضحية المتنمر به.