كل عام تتكرر شكاوى جماعية للعديد من الآباء والأمهات من تراجع مستوى أطفالهم الدراسى وضعف التركيز، ويصل الأمر أحيانا الى زيادة التوتر والقلق عند الأطفال، وبالتالى انخفاض مستوى التحصيل الدراسى لديهم، ولكن أثبتت الدراسات أن المسئول الأول عن تلك الشكاوى هو «نقص الحديد»، بشكل كبير داخل الجسم. الدكتور بهاء عبد الحميد الشيخ اخصائى طب الاطفال وحديثى الولادة يوضح أن الحديد من أهم العناصر الغذائية التى لا غنى عنها فى النمو العقلى للطفل وقدراته فى أول 1000 يوم من عمر الطفل (وتشمل 9شهور حمل وأول سنتين من العمر) ووفقا للدراسات التى سبق عرضها فى آخر المؤتمرات العلمية بجامعة عين شمس فإن نسب الإصابة بأنيميا نقص الحديد تختلف من محافظة إلى أخرى ويزداد انتشارها فى المناطق الريفية بالصعيد، وأشارت دراسة قامت بها كليه طب جامعة الفيوم الى أن نسب الإصابة للاطفال من عمر 6 شهور الى 12 عاما تعدت 64% وفى دراسة أخرى قام بها قسم الأطفال بطب جامعة المنيا تعدت نسب الاصابة بين البنات فى مرحلة التعليم الأساسى بمحافظة المنيا 40 % كماتنبهت الدراسات الى أن الأطفال المصابين بنقص الحديد أكثر عرضة لمشكلات التحصيل الدراسى خصوصا إجراء العمليات الحسابية (الرياضيات) وأقل قدرة على استيعاب الأوامر والنصائح والحكم على الأمور وأقل قدرة على التعبير عن شخصيتهم ورغباتهم وأكثر عرضة للإجهاد السريع والخمول وضعف التركيز خصوصا فى منتصف اليوم الدراسي. وأضاف أن الدراسات الطبية أثبتت أن الطفل الذى يعانى من نقص الحديد معرض للاصابة بفرط النشاط وتشتت الانتباه 3 أضعاف الطفل العادي، ونقص الحديد يرتبط تأثيره على المخ على حسب طول أو قصر المدة الزمنية التى يتعرض فيها الطفل لنقص الحديد خلال أول 1000يوم من عمره. ويشير الى ان انيميا الحديد من أكثر أنواع الأنيميا شيوعا بين المصريين وفى انحاء الوطن العربى ولكم ان تتخيلوا ان نحو 50%من أطفالنا يعانون من أنيميا الحديد، وللحفاظ على اطفالنا من تأثير انيميا الحديد يجب تقديم الحديد الوقائى للاطفال الرضع من بداية الشهر الخماس او السادس من العمر وأيضا الغذاء الصحى الغنى بعنصر الحديد كاللحم الاحمر والكبد والدواجن والاسماك، ويعتبر البنجر من أهم الخضروات المشهورة بارتفاع نسب الحديد ويقدم بصور عدة من أهمها عصير بنجر مضاف اليه برتقال، وتفاح مضاف إليه عسل أبيض، ومهلبية البنجر ويكون ذلك عن طريق سلق البنجر ويضرب فى الخلاط ثم يضاف اليه النشا وسكر الارز، ويمكن تخليل البنجر فى المنزل (دون إضافة خل) لرفع المناعة، أو سلطة البنجر أو إضافة البنجر الى السلطة الخضراء مع الليمون. ويقول د.محمد سامى يوسف استشارى التغذية العلاجية إنه تم عمل دراسات عديدة حول تأثير الحديد على التلاميذ وقد أثبتت أن نقصه قد يعمل على تراجع كفاءة قدرته على التحصيل الدراسى السليم، وكذلك فإن توافر الحديد بنسب جيدة فى جسم الانسان يعمل على تحسين التحصيل الدراسى لدى الأطفال. ويوضح أن نقص الحديد عند الأطفال وسن المراهقة له عدة أسباب أهمها إما نقص فى الموارد التى تمد الجسم بعنصر الحديد أو زيادة فى نسبة فقد الجسم له، لذلك يجب أولا التأكد من توافر الاغذية التى تمنح الطفل الحديد الكافى له وذلك عن طريق الاعتماد على المصادر الحيوانية والنباتية من الاغذية، خاصة الحيوانية لأنها وإن كانت نسبة الحديد بها قليلة فان امتصاصها يكون عاليا بعكس المصادر النباتية التى يكون امتصاص الحديد بها أقل، لذلك نفضل المصدر الحيوانى للحديد مثل اللحوم والأسماك وغيرها. كما يؤدى أيضا أن هناك مصادر اخرى للحديد بديلة عن اللحوم نظرا لارتفاع اسعارها خلال تلك الفترة مثل الحبوب المدعمة الغنية بالحديد والبقوليات والألبان المدعمة بالحديد، وكذلك ننصح بتناول السلاطة وعليها الليمون لتحسين امتصاص الحديد، كما ننصح بالامتناع عن تناول الشاى والقهوة لانهما يؤديان الى ضعف امتصاص الحديد. ويشير دكتور محمد إلى أنه يجب الانتباه أيضا لمشكلة فقد الحديد والتى تحدث نتيجة اصابة الجسم بالديدان او والشرخ الشرجى الذى يؤدى الى نزيف خفيف ومستمر ويكون غير واضح وحالات الالتهاب والأمراض المزمنة والدورة الشهرية عند البنات، لذلك يجب ان يتم أولا علاج تلك الحالات لانها قد تتسبب بشكل مباشر فى نقص الحديد بالجسم، أما وقت الدورة الشهرية عند البنات نقوم بالاهتمام بعنصر الحديد بتناول المواد الغنية به بشكل اكبر من الايام العادية . من المشكلات التى يحدثها نقص الحديد ايضا الشعور بالنعاس أو الارهاق، كما ان نقص الحديد من الممكن ان يؤدى الى فشل فى عضلة القلب بل ويصل الى الوفاة لان نقص الحديد يؤدى الى نقص الهيموجلوبين الذى يحمل الاوكسجين للخلايا مما يضطر القلب لان يعمل بدرجة اكبر لتعويض هذا الفقد.