لماذا المترو ؟ عندما يقرر شخص الانتحار.. هل يفكر فى الوسيلة التى سينهى بها حياته؟ وكيف يختارها؟ آعتقد آن هذا يتوقف علي الغرض من انتحاره ... وهل يريد التخلص من حياته فى هدوء، أم يريد أن يبدأ صخبا كمقدمة لربيع عربى جديد مثلما فعل «البوعزيزى» فى تونس ؟ هل تفرق الوسيلة ؟ نعم. تفرق جداً، إذا كان المنتحر يريد أن يموت فى هدوء سوف ينفذ فعلته بعيداً عن الأعين، وتكتشف جثته غالباً بعد تعفنها. أما إذا كان يريد أن يعلن اعتراضه على الملأ أو ليحرك الجماهير سوف يختار وسيلته التى تحقق هذا الهدف، وليس أفضل من المترو. وسيلة يستخدمها يومياً عدة ملايين من البشر ناهيك عن تعطل الحركة الذى سوف يظهر أثره على جميع الخطوط. وسوف يلتقط الكارهون هذا الحادث لتضخيمه واستغلاله سياسياً. رحم الله الجميع وأدخلهم جناته الفسيحة. نريد أن نهدأ لنبنى ونراقب ما يحدث. الكل يدفع ثمن الإصلاح، وزاد من قسوته جشع التجار ونهمهم للتكسب ولو على جثث الآخرين. السلعة الواحدة نجد لها أربعة أو خمسة أسعار مختلفة فى الأسواق، وليس هناك آلية فعالة للمراقبة إلى الآن. مهما بلغت قسوة الحياة فرحمة الله سبحانه وتعالى تظلل كل شىء. فلا تقنط منها أبداً، فإذا كنت تريد التخلص من حياتك هروباً من قسوة الحياة، فالصبر فيه كل الحلول. أما إذا كنت منتميا للجماعة المحظورة أو الممولين من الخارج وتريد بفعلتك أن تكون محركا لربيع أقصد خريفا عربيا جديدا فى مصر... قد تعلمنا الدرس يا اخوتى، سوف ننتقد أفعال السياسيين كما نشاء، ولكننا لن نهدم مصر أبداً. لمزيد من مقالات عطية أبو زيد