عندما زرت المتحف المقام فى آستانا عاصمة كازاخستان تمعنت فى محتويات الركن الخاص بطريق الحرير القديم الذى ينطلق من الصين ويمر بدول أخرى بدت أدوات التجارة من موازين وحبوب وغيرها أهم مكونات الغرفة الصغيرة. هذه المعالم تؤكد شيئا مهما هو أن التجارة لغة مفهومة وأن الشعوب تتبادل عبرها المنافع مؤكدة أنها تقبل بعضها البعض. تذكرت ذلك وانا أتابع أخبار احتجاج نادر من بعض مسلمى الصين على اعتزام السلطات إعادة بناء مسجد انتهى ترميمه العام الماضى فقط وسبب الاحتجاج، وفق ماأذاعته وكالات الأنباء، أن ممثلا للحزب الشيوعى الحاكم حضر الاحتفال ببدء الترميم، مما أعطى انطباعا بأن هناك موافقة رسمية على الترميم ولكن السلطة المحلية نوهت إلى شيئين أحدهما أن البناء لم يحصل على الأوراق الرسمية اللازمة، وأن هناك تبرعات خارجية أسهمت فى بناء بعض المساجد. وفى ضوء الحساسية الشديدة تجاه احتمال تأثير المال الخارجى على قبول أفكار مترفة،فإن بعض المراقبين يرون أن هذا هو السبب الفعلى للاتجاه لهدم المسجد ،وهو الاتجاه الذى تم ارجاؤه انتظارا لعمل مخطط جديد للمسجد. واذا كانت السياسة الخارجية تعبر عن السياسة الداخلية بدرجة ما، فإن التساؤل المطروح يدور حول ماهو احساس المواطن الصينى عندما يشارك فى مشروعات طريق الحرير الجديد التى تمر بدول ترتفع فيها مآذن المساجد الى عنان السماء، وايضا مدى تمسك الجانب الصينى بالهوية الصينية عندما تسيطر مشروعاته على منطقة ما. فيبدو أن طريق الحرير الجديد يحتاج إلى المزيد من التسامح نحو تمسك الآخرين بمقدساتهم. لمزيد من مقالات عاطف صقر