بكام الطن؟ أسعار الأرز الشعير والأبيض اليوم الأربعاء 4 يونيو 2025 في أسواق الشرقية    تشكيل ألمانيا المتوقع أمام البرتغال في نصف نهائي دوري الأمم الأوروبية    رابط نتيحة الشهادة الإعدادية 2025 بالاسم ورقم الجلوس في الجيزة    تنسيق 2025.. هؤلاء الطلاب مرشحون لجامعة "ساسكوني مصر"    قبل عيد الأضحى 2025 .. أسعار الماعز والضأن في أسواق الشرقية    كامل الوزير: تذكرة المونوريل بنصف تكلفة بنزين السيارة    الدولار ب49.62 جنيه.. سعر العملات الأجنبية اليوم الأربعاء 4-6-2025    مسيرات تحلق فوق سفينة أسطول الحرية ومخاوف من هجوم إسرائيلي    اليوم.. مجلس الأمن يعتزم التصويت على قرار لوقف حرب غزة    اليوم.. ترامب يضاعف الرسوم الجمركية على الصلب والألومنيوم بنسبة 50%    جيش الاحتلال يحذر سكان غزة من التوجه لمراكز توزيع المساعدات    "مايكل وملاكه المفقود" لهنري آرثر جونز.. جديد قصور الثقافة في سلسلة آفاق عالمية    "ظهور يوريسيتش".. 3 صور لاحتفال جدو مع زوجته بالفوز بدوري أبطال أفريقيا    رسميا.. رفع إيقاف قيد الزمالك    ظهور وزير الرياضة في عزاء والدة عمرو الجنايني عضو لجنة التخطيط بالزمالك (صور)    «إنتوا هتجننونا».. خالد الغندور ينفعل على الهواء ويطالب بمنع زيزو من المشاركة مع الأهلي في المونديال    مقتل محامٍ في كفر الشيخ.. ووكيل النقابة: اعتداء وحشي    مباحث الفيوم تكثف جهودها لضبط متهم تعدى على عامل بآلة حادة    مفاجأة في حالة الطقس خلال عيد الأضحى 2025 : استعدوا ل «منخفض الهند »    مصرع وإصابة 17 شخصا في انقلاب ميكروباص بالمنيا    ضبط قاتل محامي كفر الشيخ    مشعر منى يتزين ب«الأبيض» بقدوم حجاج بيت الله في يوم التروية الآن (فيديو)    ليلى علوي تنعى الفنانة سميحة أيوب: "كانت الأم المشجعة دايمًا"    المطرب مسلم يطرح أغنيته الجديدة «سوء اختيار»    موعد أذان فجر الأربعاء 8 من ذي الحجة 2025.. ودعاء في جوف الليل    «احنا الأهلي».. رد صادم من ريبيرو على مواجهة ميسي    هزة أرضية جديدة تضرب جزيرة كريت اليونانية الآن (بؤرة الزلازل)    دعاء النبي في يوم التروية.. الأعمال المستحبة في الثامن من ذي الحجة وكيفية اغتنامه    «حسبي الله فيمن أذاني».. نجم الزمالك السابق يثير الجدل برسالة نارية    النيابة تستكمل التحقيق مع 5 عمال فى واقعة التنقيب عن الأثار بقصر ثقافة الأقصر    رئيس حزب الجيل: إخلاء سبيل 50 محبوسًا احتياطيًا من ثمار الجمهورية الجديدة    يُعد من الأصوات القليلة الصادقة داخل المعارضة .. سر الإبقاء على علاء عبد الفتاح خلف القضبان رغم انتهاء فترة عقوبته؟    خبير يكشف الهدف من طرح 11 شركة حكومية ببرنامج الطروحات    موعد مباراة البنك الأهلي وإنبي في كأس الرابطة المصرية والقنوات الناقلة    90.1 % صافي تعاملات المصريين بالبورصة خلال جلسة منتصف الأسبوع    للتنظيف قبل العيد، خلطة طبيعية وآمنة لتذويب دهون المطبخ    الهلال يسعى لضم كانتي على سبيل الإعارة استعدادا لمونديال الأندية    تعرف على أهم المصادر المؤثرة في الموسيقى القبطية    طفاطف جديدة وخطوط سير في رأس البرّ خلال عيد الأضحى بدمياط    رئيس الأركان يعود إلى مصر عقب انتهاء زيارته الرسمية إلى دولة رواندا    تأخر شحنة مهمة ينتظرها وعطل في المنزل.. برج العقرب اليوم 4 يونيو    تامر حسني: «زعلان من اللي بيتدخل بيني وبين بسمة بوسيل ونفسي اطلعهم برة»    رشوان توفيق ينعى سميحة أيوب: موهبتها خارقة.. وكانت ملكة المسرح العربي    أبرزهم شغل عيال وعالم تانى.. أفلام ينتظر أحمد حاتم عرضها    مي فاروق توجه رسالة نارية وتكشف عن معاناتها: "اتقوا الله.. مش كل ست مطلقة تبقى وحشة!"    مسلم يطرح أحدث أغانيه "سوء اختيار" على "يوتيوب"    رئيس الوزراء يشهد توقيع عقد شراكة وتطوير لإطلاق مدينة «جريان» بمحور الشيخ زايد    البيت الأبيض: ترامب سيشارك في قمة الناتو المقبلة بهولندا    سفير روسيا بالقاهرة يكشف ل«البوابة نيوز» شروط موسكو لوقف الحرب في أوكرانيا    «الإفتاء» تنشر صيغة دعاء الخروج من مكة والتوجه إلى منى    حملات مكثفة على المنشآت الغذائية استعدادًا لعيد الأضحى المبارك بالمنوفية    بمكون منزلي واحد.. تخلصي من «الزفارة» بعد غسل لحم الأضحية    رجل يخسر 40 كيلو من وزنه في 5 أشهر فقط.. ماذا فعل؟    "چبتو فارما" تستقبل وزير خارجية بنين لتعزيز التعاون الدوائي الإفريقي    "صحة المنوفية": استعدادات مكثفة لعيد الأضحى.. ومرور مفاجئ على مستشفى زاوية الناعورة المركزي    لأول مرة.. الاحتلال يكشف أماكن انتشار فرقه فى قطاع غزة..صورة    ماهر فرغلي: تنظيم الإخوان في مصر انهار بشكل كبير والدولة قضت على مكاتبهم    هل تكبيرات العيد واجبة أم سنة؟.. أمين الفتوى يُجيب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الإدارة.. تعيد الرياضة وأخواتها وتكشف المواهب ورعايتها!
نشر في الأهرام اليومي يوم 10 - 08 - 2018

الرياضة وأخواتها الأنشطة التربوية.. غياب من المدرسة منذ نصف قرن على الأقل.. وهى خسارة فادحة هائلة تستنزف الوطن ويعانى منها الوطن.. اقتصاديًا واجتماعيًا وأمنيًا ورياضيًا!.
الرياضة التى أقصدها هى ممارسة أى نشاط بدنى.. لأجل لياقة بدنية ونفسية وصحية.. تنعكس على مجتمع وتؤثر إيجابيًا على الوطن!.
الوصول إلى هذا المفهوم.. يبدأ برد اعتبار الرياضة وأخواتها.. وأول خطوة.. المعرفة والاعتراف!.
نعرف أن الرياضة ليست «الكورة» والدورى والسبوبة التى تدور فيها مئات الملايين من الجنيهات!.
ونعترف بأن الرياضة نشاط بدنى حتمى لابد أن يؤديه الإنسان يوميًا.. ليجعله قادرًا على تأدية متطلبات الحياة.. والدستور ترجم ذلك بمادة.. تنص على أن ممارسة الرياضة حق لكل مواطن.. وإن كنت أراها حق وطن قبل المواطن!. حق وطن.. أن تكون أجياله قوية.. قادرة على الإنتاج وعلى حماية الوطن ورفع شأن الوطن.. ومتوازنة بدنيًا ونفسيًا.. لتصنع مجتمعًا متسامحًا متكافلاً متماسكًا مترابطًا متفاهمًا.. يستحيل النفاذ منه أو الالتفاف عليه.. لأنه تم تحصينه ضد الشائعات والأكاذيب والبذاءات والكراهية والفتن!.
إن عرفنا المعنى الحقيقى للرياضة وأنها وحدها التى تصنع التوازن البدنى والنفسى والصحى.. واعترفنا!.
اعترفنا.. بأننا حتى اليوم.. نظرتنا دونية للرياضة!. نعم نراها على أنها لعب يُلهى أولادنا عن الدراسة .. ونجهل أنها وحدها صانعة التوازن البدنى النفسى للإنسان!. أنها وحدها الوقاية الأفضل للإنسان من أمراض العصر.. الاكتئاب والإدمان والتطرف!.
اعترفنا بجهلنا.. أن الرياضة بمفهومها الحقيقى.. أهم مشروع استثمارى.. وهل هناك أهم وأعظم من استثمار الإنسان!.
اعترفنا.. بأن أى مشروع.. قوامه الأساسى الإنسان.. وأن الإنسان المتوازن.. هو القادر على الإنتاج والاندماج والتماسك والتآخى.. وأن هذا التوازن إنتاج حصرى للرياضة.. والمعنى.. أنه فى غياب ممارسة الرياضة.. الإصلاح والارتقاء.. صعب جدًا.. إن لم يكن مستحيلاً!.
هذا التوضيح يلزمنا لنعرف ونتعرف على المعنى الحقيقى للرياضة.. ونعترف بأنها النشاط الوحيد القادر على صناعة التوازن البدنى والنفسى والصحى للإنسان.. والإدراك بحتمية ترجمة مادة الدستور.. من كلمات على سطور تؤكد حق كل مواطن فى ممارسة الرياضة.. إلى واقع.. نرى فيه الحكومة توفر مساحات الأرض الخلاء فى كل محافظة.. لأجل أن يمارس كل طفل وشاب الرياضة!.
يوم تفعل الحكومة ذلك.. ويوم تعيد الحكومة الرياضة إلى المدرسة.. فهذا معناه أن الأغلبية الكاسحة من أطفالنا وشبابنا يمارسون الرياضة.. ومعناه أيضًا مردود هائل إيجابى على الوطن.. اقتصاديًا واجتماعيًا وصحيًا ونفسيًا.. وأيضًا!.
ممارسة الأغلبية للرياضة.. تكشف عن المواهب الرياضية الموجودة داخل هذه القاعدة العريضة.. وهنا تبدأ المنافسة أو ما نسميه قطاع البطولة.. وهو للمواهب المتميزة فى اللعبات المختلفة.. وكلما اتسعت قاعدة الممارسة.. ازدادت أعداد المواهب المكتشفة.. وكلما اكتشفنا المواهب فى سن مبكرة.. وفرنا لها أكبر رعاية فى أصغر عمر.. بما يضمن الوصول لأعلى مستوى فنيًا وبدنيًا!.
للأسف.. لا شىء من هذا عندنا.. عن إهمال نتيجة جهل.. أو عن عمد.. الله أعلم!. المهم أن ممارسة الأغلبية للرياضة غير موجودة من سنين طويلة.. وعليه الأجيال المتوازنة بدنيًا ونفسيًا وصحيًا معدومة.. والمواهب التى تصنع قاعدة البطولة.. خاضعة للمصادفة.. ونظرية «الصدفة» مستحيل أن تقدم خطًا بيانيًا ثابتًا للمستوى.. وهذا يفسر تذبذب مستوى منتخباتنا.. مرة فوق وعشرة تحت!.
وقد يقول قائل: ولماذا لم تسارع الدولة حاليًا فى إعادة الرياضة للمدرسة التى يوجد بها 22 مليون ولد وبنت؟.
الدولة تجاهد لأجل أن تعود المدرسة إلى نفسها.. مؤسسة تربوية تعليمية!.
كلنا يعلم وبعضنا ينكر.. أن التعليم.. مثل الصحة والإسكان والكهرباء والمواصلات والرى والزراعة والزيادة السكانية الرهيبة.. كلنا يعلم حجم أزماتنا المستحكمة المتراكمة من سنين طويلة طويلة..
كلنا يعلم وبعضنا ينكر.. أن أزمات سنوات.. حلها لن يكون بين يوم وليلة.. ومع هذا.. أزمة مثل الكهرباء.. انتهت فى لا وقت.. وهى التى كان متوقعًا أن تستمر طويلاً.. وانتهت!.
والتعليم.. أزمة مستحكمة ناجمة عن تراكم مشاكل سنوات متروكة بدون حلول إلى أن أصبحت بالغة الصعوبة والتعقيد.. وهذا ما جعل الدولة تخضع ملفها للبحث والدراسة لأكثر من سنتين.. من أجل الوصول إلى جذور كل مشكلة وليس أطرافها.. لأن الإصلاح الحقيقى للتعليم.. يتحقق باقتلاع المشكلات من جذورها وليس استئصال أطرافها الظاهرة لنا فوق سطح الأرض!.
الدولة من العام الدراسى الجديد.. بدأت المشوار الصعب.. الذى فيه ترفع شأن المُعلم أدبيًا وماديًا.. وترفع كفاءة المدرسة بزيادة أعدادها وخفض كثافة فصولها.. وتعيد صياغة المحتوى التعليمى.. من مناهج حفظ وتلقين.. إلى مناهج بحث ومعرفة!.
الدولة بدأت مشوار.. إعادة المدرسة إلى نفسها.. وعندما يحدث هذا وبإذن الله سيحدث.. وقتها تعود الرياضة إلى المدرسة.. مادة أساسية عملى ونظرى.. وكلتاهما مادة نجاح ورسوب.. وهى فكرة لى تدور فى ذهنى من زمن.. حولتها مع د.فاروق عبدالوهاب عميد كلية التربية الرياضية بالمنيا الأسبق إلى مشروع قابل للتطبيق لتكون الرياضة مادة أساسية وليست هامشية أو جانبية.. لأنها حق وطن فى أجيال قوية متوازنة.. وهذا المشروع يحقق أضعاف ما نفكر فيه أو نحلم به!.
فى انتظار عودة المدرسة إلى نفسها مؤسسة تربوية تعليمية.. وإلى أن يحدث هذا.. علينا أن نأخذ بمبدأ.. ما لا يؤخذ كله.. لا يترك كله!. أعنى.. أنه علينا أن نستفيد بما نقدر عليه من الرياضة!.
............................
الرئيس السيسى من أيام فى المؤتمر الوطنى السادس للشباب.. اقترح أن نذهب نحن للبحث عن المواهب.. لا أن ننتظر أن تأتى لنا المواهب لأنها لن تأتى ولن نراها لو جلسنا العمر ننتظر!.
الرئيس اقترح العودة إلى الكشافين.. لأجل اكتشاف المواهب فى القرى والنجوع والكفور.. دون تملل أو استهانة.. ودون أن ننسى للحظة.. أن آخر مواهبنا.. موهبة فرز أول.. أى من صنف نجوم الكرة الكبار فى العالم!. لا ننسى أن موهبتنا خرجت من قرية صغيرة.. تدور فى فلك مركز صغير.. مثله عشرات المراكز فى محافظة الغربية.. ولا دهشة ولا غرابة.. أن تقدم القرية الصغيرة.. محمد صلاح.. أحد أهم وأشهر نجوم الكرة فى العالم!.
دعوة الرئيس بالعودة إلى الكشافين.. اجتهاد لحل مشكلة.. هى أصلاً مشكلتان!.
الأولى.. تواضع قاعدة الممارسة للكرة.. أى الأعداد ضئيلة جدًا جدًا.. بالقياس لتعداد الأطفال والشباب.. والعدد قليل.. لأن ملاعب الممارسة قليلة.. والحل عند الحكومة التى عندها الأرض.. والأرض هى التى نقيم عليها.. ليس أقل من ألف ملعب خماسى فى المحافظات.. تكون إضافة للهيئات الموجودة فى القانون.. وتكون هيئات ممارسة فقط.. لإتاحة الفرصة أمام أى طفل.. أن يمارس الرياضة بدون أى قيود أو شروط.. وشرط أن تُدَار توفر هيئة الممارسة هذه بواسطة موظف من الجهة الإدارية.. وبذلك نضمن لهذه الهيئة الرياضية النفاذ بجلدها من المصير الذى أهلك مراكز الشباب.. بوجود مجالس إدارة لها!. الكيان الصغير.. جعلوا له مجلس إدارة.. يعنى انتخابات.. يعنى القبليات والعصبيات.. وليس الرياضة والشباب.. المهم نسفوا الفكرة التى من أجلها اخترع المرحوم جلال قريطم مراكز الشباب لتكون أهم كيان رياضى.. فى أصغر نسيج بالمجتمع.. بهدف الممارسة والممارسة فقط.. لأكبر عدد من أطفالنا.. واكتشاف المواهب الموجودة فى النسيج الأصغر للمجتمع!.
شىء من هذا لم يحدث والذى حدث.. أن أصغر كيان رياضى.. حولناه لأكبر بؤرة صراع فى الريف.. وما كان الهدف الأساسى منه توفير فرص الممارسة لكل من يريد ممارسة الرياضة.. أصبح كيانًا قبليًا مستقطبًا للعائلة الأقوى نفوذًا.. ولا ممارسة ولا يحزنون!.
المشكلة الأخطر.. أن المواهب التى نفذت بجلدها وظهرت بالمصادفة.. هذه المواهب.. لا تجد من يراها ويكتشفها لأجل الدفع بها إلى قطاع المنافسة والرعاية اللائقة لصناعة نجم فى اللعبات الجماعية أو بطل فى الفردية.. ومن هذا المنطلق.. أطلق الرئيس دعوته.. لأجل أن يذهب الكشافون إلى كل مكان.. فيه أطفال تلعب الكورة!.
يذهب الكشافون إلى هناك.. ربما يجدون بينهم موهبة أو أكثر.. إن لم تجد من يكتشفها ويلتقطها.. انتهت قبل أن تبدأ!.
............................
طيب.. رآها الكشاف.. رأى الموهبة وأصبح على يقين أنه اكتشف موهبة.. لكنه اكتشف أيضًا أن دوره انتهى بالعثور على الموهبة!.
نعم دور الكشاف انتهى بتقديم الموهبة لنا.. إلا أن!.
إذا كان اكتشاف الموهبة عملاً مهمًا.. وهو فعلاً مهم.. فالأهم رعاية هذه الموهبة.. إن كنا نريد صناعة كرة قدم بجد.. وتلك هى مشكلتنا التى بسببها لم تستفد الكرة المصرية من أغلب المواهب الكروية التى منحها الله لنا.. لأننا لم نوفر رعاية من الأصل.. أو أن الرعاية بدأت فى مرحلة سنية متأخرة.. بالإضافة إلى كونها «رعاية» يدوية.. أى اجتهادات محلية.. لا علاقة لها بمفهوم الرعاية العلمى المكتمل النواحى القادر على غرس وتنمية السمات النفسية المطلوبة فى نجم كرة عالمى.. غرسها وتنميتها فى الناشئ الموهوب الذى تتم رعايته فنيًا وبدنيًا ونفسيًا وسلوكيًا.. ولا صغيرة أو كبيرة إلا ويتعلمها لتصبح جزءًا من ثقافة الاحتراف المقبل عليه!.
الرعاية ليس كما نفهم ونفعل.. توقيع عقود وتوفير فلوس العقود فى مواعيدها.. وعلى سبيل الترضية.. المساعدة فى حل عقود إعلانية للاعب.. وخلاص!.
الرعاية عندنا.. اتجاه واحد كل بنوده تتكلم عن حقوق اللاعب.. فلوسه كذا ومكافآته كذا.. لكن ولا أى كذا عن واجباته.. خاصة أنه دخل باب الشهرة من وسع.. دون أن يتعلم حرفًا واحدًا عن سلوكيات وثقافة الاحتراف والشهرة والنجومية!. متى ينام و متى يستيقظ؟ وماذا يأكل.. والممنوع من أكله!. أحد لم يعلمه كيف يتعايش ويتعامل مع الشهرة!. أحد لم يعلمه كيف يتعلم مع الفلوس الكثيرة! أحد لم يعلمه.. أن المال والشهرة أكبر فتنة وأول فتنة.. وإن لم يتعلم.. ابتلعه الغرور.. وأعمى عينه وقلبه وأذنيه.. لضمان عدم وصول النصيحة إليه.. وعندما تنقشع الغمامة.. فإن أول ما يسمعه ويدركه ويفهمه.. قرار الاستغناء عنه بلا شروط.. والحداية لا ترمى كتاكيت.. كما يقول المثل.. والنادى مستحيل أن يفرط فى لاعب فيه رجا!.
عشرات المواهب الكروية الفذة ظهرت فى الكرة المصرية.. من أكمل منهم المشوار عدد قليل.. وهذا العدد القليل.. أكمل المشوار «بواحد على عشرة» من موهبته.. لأنه أحب السهر والفلتان أكثر من حبه للنظام والالتزام والتدريب!. قناعته أن موهبته تعفيه من أى التزام وتعينه على أى نظام.. ينام وش الفجر.. يأكل اللى نفسه فيه.. يشرب اللى يعمل له دماغ.. ولذلك كل من سافر للعب فى الخارج.. أغلبهم عاد على نفس الطائرة.. لم يتحمل متطلبات كرة القدم الحقيقية.. عاد فاشلاً مثلما سافر مستهترًا!.
وأعود إلى ما بدأت به الكلام.. إن كان اكتشاف الموهبة مهمًا.. فإن الرعاية هى الأهم.. فى مشوار صناعة نجوم عالمية المستوى!.
نحن لا يوجد عندنا مفهوم كامل لهذه الرعاية.. والموجود.. ما نراه فى قطاعات الناشئين بالأندية.. وأكبر ناديين مثال وأقصد الأهلى والزمالك.. والموجود بهما لا علاقة له بالرعاية من قريب أو بعيد.. كيف؟.
مسابقات الناشئين مفروض أنها قاعدة البطولة التى تغذى الفريق الأول فى كل ناد.. ومنها يتم اختيار منتخب مصر.. وعليه!.
يجب أن يكون كل ناشئ مُقَيَّدH فى فريق ناد.. يجب أن يكون قيمة مضافة.. يعنى موهبة تضيف وترفع من شأن اللعبة.. فهل هذا موجود؟.
طبعًا لا.. وأضرب مثالاً بأكبر ناديين.. الأهلى والزمالك.. وكلاهما عنده فرق ناشئين.. وكلاهما.. أى فريق لديه.. الموجود به من مواهب واحد أو اثنان فى الفريق وال23 ناشئًا الآخرون.. مكانهم الطبيعى اللعب فى الرياضة للجميع وليس فى مسابقة رسمية الهدف منها رفع مستوى الكرة بمصر!.
معنى الكلام.. أن النادى يهدر مالاً ووقتًا وجهدًا على 23 لاعبًا لن يصلوا الفريق.. وهم موجودون لتكملة شكل فريق لابد من وجوده ومشاركته فى المسابقات!.
هذه واحدة والثانية.. غياب المفهوم الحقيقى للرعاية فى قطاعات الناشئين.. لا أحد يُعَلِم الصغار ثقافة وسلوكيات البطولة.. النظام والالتزام فى الملعب وخارج الملعب.. يُعَرِف الصغير أن مشوار البطولة.. مهارات ولياقة وتغذية ونوم وسلوكيات!.
الكل يعرف أن ثقافة البطولة لا وجود لها فى قطاعات الناشئين!. والكل مصمم على الفريق الذى لن يكمل المشوار منه إلا لاعب أو اثنان.. لكن لا يهم.. لأن الأهم وجود الفريق.. وفى وجوده لابد من وجود مدير فنى ومساعد مدير فنى ومدرب ومساعد له ومدير إدارى ونائبه وطاقم إداريين.. وخلاصة القول.. الفريق الذى يعلم الجميع أن 24 أو 23 ناشئًا منه لن يكملوا مشوار الكرة ولن يفيدوا النادى أو الكرة المصرية.. ومع ذلك هم موجودون.. لأجل أن يتواجد جيش المستفيدين!.
طيب.. تعالوا نجعل جيش المستفيدين.. يستفيدون ويفيدون!. «إزاى»؟.
بالإدارة ولا شىء إلا الإدارة!. كل ناد يقوم بتكوين فريق كشافين.. مهمتهم.. متابعة أى بقعة أرض يلعب عليها أطفال الكورة!.
أى موهبة.. فورًا تنضم للنادى فى مرحلتها السنية!. معنى الكلام.. أن الفريق المقيد به 25 ناشئًا أصبحوا كلهم مواهب.. لأننا استعنا بالكشافين.. وفتحنا القوائم المغلقة فى الأندية.. أمام المواهب الموجودة فى محافظات مصر.. ويوم نفعل ذلك.. وبإمكاننا أن نفعله من اليوم.. نفعلها وننقل الكرة المصرية من حال إلى حال!.
هذا حل عاجل.. يمكن تطبيقه من اللحظة.. لتحظى المواهب بالرعاية.. فى مرحلة مبكرة وبأندية كبيرة!
الحل الجذرى الدائم لمنظومة الرعاية الكروية.. الأسبوع المقبل بمشيئة الله.

لمزيد من مقالات إبراهيم حجازى


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.