«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الفعل فاعل .. المسكوت عليه!.
نشر في الأهرام اليومي يوم 30 - 09 - 2016


هى رياضية أم اجتماعية؟.
أنديتنا هويتها «إيه» بالضبط؟. أندية رياضية أم اجتماعية أم «خلطة» من الاثنين لا أحد يعرف مقاديرها على وجه الدقة؟!.
هذه الحدوتة هى ما بدأت وأنهيت بها كلامى الأسبوع الماضى فى هذا المكان موضحاً أن الفارق هائل بين الرياضية والاجتماعية وأن عدم اكتراثنا بحجم هذا الفارق هو أحد أهم أسباب كوننا «مربوطين» على «درجة» التمثيل المشرف!.
قد يقول قائل اليوم: وما دخل الأندية بالتمثيل المشرف؟. أليست المنتخبات الوطنية وبمعنى أدق الاتحادات الرياضية هى المسئولة مسئولية تامة ومباشرة عن المنتخبات ومستواها ونتائجها فى البطولات.. إفريقية كانت أو عالمية؟.
أقول أنا: بحكم نظامنا الرياضى الذى لا يعرف أحد له نظاماً.. النادى فى الواقع هو وحده الذى يصنع قاعدة البطولة وأساسها وقوامها وعلى عاتقه وحده ولا جهة غيره تقع عليها المسئولية وتتحدد المستويات المستقبلية!. كيف؟. هذه النقاط ربما توضح الأمور!.
1 النادى بإمكاناته المادية والفنية والإدارية كَبُرَت أو صَغُرَت هو الذى ينتقى النشء الصغير الذى يتوسم فيه صلاحيته لقطاع البطولة فى أى لعبة!. النادى معذور فى عملية الانتقاء.. لأن عدد الأطفال المتاح أمامهم فرصة ممارسة الرياضة.. قليلة قليلة قليلة إذا ما قورنت بعدد الأطفال الذين لا يمارسون الرياضة لعدم وجود مساحات أرض يلعبون عليها!. النادى معذور.. لأن العدد القليل الذى يبحث النادى عن المواهب بينهم.. طبيعى ومنطقى أن ما سيكتشفه سيكون قليل القليل الذى يبحث النادى عن المواهب بينهم.. طبيعى ومنطقى أن ما سيكتشفه سيكون قليل القليل إن وجدهم أصلاً.. وهذا ما يجعله يتغاضى عن مواصفات فى عملية الانتقاء ويجعله يرضى بالموجود وبمنطق شىء أفضل من لا شىء.. والدليل!.
2 الأهلى والزمالك هما أكبر الأندية وأكثرها تحملاً لمسئولية قطاع البطولة فى أغلب اللعبات وفى مقدمتها كرة القدم.. ماذا عنهما فى قطاع الناشئين؟.
الناديان عندهما فرق ناشئين كرة قدم فى جميع مسابقات المراحل السنية التى ينظمها اتحاد الكرة ومنطقتى القاهرة والجيزة.. هذه حقيقة والثانية.. أن أى فريق فى أى مرحلة سنية فى أى من الناديين لو استفسرنا عن عدد الناشئين الواعدين المنتظر أن يكملوا المشوار ويوماً سيلعبون للفريق الأول.. سنكتشف أنهم ثلاثة وربما على أفضل تقدير أربعة!.
على فكرة.. هذه حقيقة تتفق عليها الأجهزة الفنية وأيضاً الجماهير العاشقة التى تتابع تدريبات ومباريات ناشئيها!. الجميع يعرف بالاسم هؤلاء الواعدين.. وهم قليل جداً وسط الكثير!. «يعنى إيه»؟.
3 المعنى..أن أى مرحلة سنية أو فريق للنادى فى هذه المرحلة مقيد فيه 25 أو 30 لاعباً وهؤلاء يمثلون النادى فى المباريات الرسمية.. والنادى يتحمل تكلفة تدريب وتغذية ومواصلات وملابس وعلاج وربما دروس خصوصية.. يتحمل كُلفَة 25 أو 30 رغم أن الواعدين منهم ثلاثة أو أربعة.. إن حماهم الله من أنفسهم.. من سلوكياتهم التى قد تصادر مستقبلهم الكروى!.
4 لأن قاعدة ممارسة الرياضة معدومة بالقياس لتعداد يوضح أنه عندنا فق ال 20مليون طفل وطفلة فى مرحلة الطفولة.. والمواهب الموجودة فى العشرين مليونا مؤكد أنها أضعاف أضعاف أضعاف المواهب التى نبحث عنها وسط بضعة الآلاف المتاح لها ممارسة الرياضة!. لو قاعدة ممارسة الرياضة فيها ملايين .. النادى سيجد أمامه مئات المواهب يختار من بينها الأفضل للقيد فى أى مرحلة!. وهذا كان واقعاً بالفعل وقت كانت المدرسة قاعدة الممارسة!. وقت كانت المدرسة تأخذ على عاتقها مهمة اكتشاف المواهب.. لأن كل مدرسة فيها على الأقل 4000 تلميذاً.. يمارسون الرياضة والممارسة هى فقط التى تكشف عن الموهبة!. وقتها كانت المدرسة قاعدة ممارسة وقاعدة منافسة.. وفرق السعيدية والخديوية والتوفيقية.. قدمت للكرة المصرية نجوم الكرة المصرية فى أكبر ناديين!. وقتها المقيدون فى أى مرحلة سنية أغلبهم إن لم يكن كلهم موهوبين!.
5 عندنا مواهب مثل التى نشاهدها فى كل العالم.. كماً من حيث العدد وكيفاً من حيث قيمة الموهبة.. الفارق بيننا أننا نكتشف نسبة ضئيلة جداً من مواهبنا والباقى وهو كثير لا نراه أصلاً.. وما نكتشف.. إما أن يكون فى سن متأخرة يصعب فيها تطويع الموهبة.. والقليل فى سن مبكرة لكننا لا نحسن رعاية هذه الموهبة.. لأن نظام الانتخابات فى الأندية وهو نظام أندية اجتماعية.. صعب أن يفرز مجالس إدارات تعرف متطلبات قطاع البطولة وأهمها على الإطلاق العناية الفائقة بالنشء الصغير الذى سيكون بطلاً يوماً!. عندهم يضعون أيديهم على مواهبهم فى سن مبكرة لأن كل أطفالهم تمارس إجبارياً فى المدرسة كل الأنشطة التربوية وفى مقدمتها وعلى رأسها الرياضة!. يكتشفون مواهبهم مبكرا ويخضعون للإعداد العلمى مبكراً لذلك يصلون لأعلى المستويات العالمية!.
ميسى أحد أهم مواهب الكرة فى العالم.. اكتشفوا موهبته فى مرحلة سنية صغيرة.. فبدأ الاهتمام وبدأت الرعاية مبكراً!. طفل موهوب فى الكرة لكنه يعانى مشاكل صحية كبيرة!. عنده مشكلة فى العظام.. لكنها ليست مشكلة إن تمت مواجهتها مبكراً!.
6 الحكاية عندنا صعبة وتزداد صعوبة!. صعبة لأننا من سنين طويلة قلبنا الآية.. وبدلاً من أن تكون ممارسة الرياضة فرض عين على كل طفل وهى الهدف الأهم باعتبار الرياضة حق لكل طفل.. حقه أن يمارسها بصرف النظر سيكون بطلاً أو لا!. إن ظهرت موهبته كسبناه فى المنافسة.. وإن لم يكن موهوباً كسبناه إنساناً متوازناً بدنيا وصحيا ونفسياً وما أعظمه مكسب للوطن!.
نحن عكسنا المنطق وجعلنا المنافسة أو البطولة هى الأهم!. طيب كيف سنعثر على الموهوبين والملايين لا تمارس الرياضة أصلاً؟. وكيف سيكون مستوانا فى المنافسة ونحن تخلينا بإرادتنا عن الغالبية العظمى من مواهبنا المدفونة التى لم نرها لأنها لم تلعب!.
لم نهتم كثيراً بموضوع المستوى والنتائج لأننا اخترنا نظرية التمثيل المشرف وكأنه ليس بالإمكان أفضل مما كان.. والحقيقة أنه بالإمكان أن نكون مثلهم وربما أفضل!.
7 نعم بإمكاننا وفى متناولنا أن نكون مثلهم وربما أفضل لأن تعدادنا كبير وكل يوم نزيد عددا هائلا وهنا أمر لا يوجد له مثيل فى العالم ولا حتى في الصين أكبر دولة تعداداً!. نحن معدل الزيادة السكانية عندنا خمسة أضعاف معدل الزيادة فى الصين.. ما علينا!. عندنا يكون تعدادنا 90 مليوناً منهم 60٪ شباب وداخلهم 20 مليون طفل وطفلة والعشرين مليونا هم القاعدة المثالية لاكتشاف المواهب حيث مرحلة العمر صغيرة فيها الطفل خامة نقية.. لا شوائب سلوكية أو ممارسية بعد فى مخزونها التراكمى وهذا أمر بالغ الأهمية يسهل مهمة الإعداد ويُعَظِم حجم المردود!.
8 عندنا البشر الموجود داخله كم مواهب كبير فى جميع المجالات.. لكننا لا نراهم وانحرمنا منهم من نصف قرن على الأقل.. من يوم إعدام الأنشطة التربوية فى مصر بقرار إلغائها من المدارس المصرية بحجة بناء فصول على الملاعب وتحويل غرف الأنشطة الأخرى لفصول!.
وقت كانت الأنشطة التربوية فى المدرسة.. كنا نضع أيدينا على كل المواهب الموجودة فى مدارس مصر.. لأن كل الطلبة تمارس الرياضة وغير الرياضة والطلبة فى المدارس هم أكبر قاعدة بشرية فى مصر وحالياً هى 20 مليون طالب وطالبة!.
وقتها الوطن لم يُحرَم من مواهبه وكانت بصمة المواهب الكثيرة واضحة وجلية فى كل مجال! عمالقة كبار وليسوا واحداً أو اثنين إنما عدد كثير جداً!. انتاج المدرسة المصرية من المواهب وقت كانت المدرسة فيها الأنشطة التربوية.. هذا الإنتاج وصل إلى قمته فى الستينيات التى كانت حصاداً للمواهب التى اكتشفتها ورعتها المدارس فى السنوات السابقة!. فى الستينيات عمالقة فى كل مجال.. فن.. رياضة.. ثقافة.. شعر.. موسيقى.. غناء.. كل المجالات!. فى أواخر الستينيات توقفت الأنشطة التربوية.. وانغلق «محبس» اكتشاف المواهب.. ومن عبد الوهاب وعبد الحليم.. إلى من كل ما يقولوه.. «إيه»!.
9 المناهج الدراسية هى فى الواقع العدو الأول لمصر والمصريين!. «إزاى»؟.
يقينى أن قرار إلغاء الأنشطة من المدرسة.. قرار مقصود وهدفه معروف لمن أصدره!. الهدف حرمان وطن من مواهبه!. أيضاً يقينى القائم على تجربة خضتها بنفسى وقت قيامى بحملة لأجل تطوير المناهج التعليمية التى حرمت الشاب والفتاة فى مصر من كل شىء وأى شىء!. هذه المناهج قامت بتأميم شباب مصر لصالح التخلف العلمى بواسطة هذه المناهج!. وليت الأمر يُبْقى على فائدة أو مخزون معروف إنما المحصلة صفر لأن منهج العلم فى مصر.. قائم على الحفظ والتلقين وما يحفظه الطالب يُمحى من ذاكرته بعد الامتحان بأسبوع.. وهذا بات واضحاً أنه أمر مطلوب وبشدة لأجل أجيال حرمناها من الحياة السوية عندما حرمناها من ممارسة الأنشطة التربوية .. وهنا مربط الفرس والنتيجة المطلوب تحقيقها.. لأن التوازن البدنى النفسى الذى تغرسه الأنشطة فى الطفل والشاب.. انعدم.. وفاقد الشىء لا يعطيه.. والذى كنا ننتظره بطلاً إن كان موهوباً أو أديباً أو شاعراً أو ملحناً.. فوجئنا به فريسة سهلة للإدمان أو التطرف.. وخامة صالحة للفوضى!.
قولاً واحداً.. لن نضع أيدينا على مواهبنا فى كل المجالات.. ومناهج الحفظ والتلقين موجودة فى المدرسة المصرية!. هى إن وجدت من سنين بفعل فاعل وللأسف هى موجودة إلى اليوم!.
10 التعليم ومناهجه فى الدول الأكثر تقدماً.. نقطة مهمة أساسية كانت على أجندة زيارة الرئيس السيسى فى سنغافورة التى بها أحدث مناهج تعليم فى العالم واليابان المتقدمة تعليماً على العالم!.
السادة المسئولون عن المناهج واضح أنهم لم يلقوا بالاً لتوجيهات الرئيس ولم يهتموا بزيارة الرئيس لمدرسة ابتدائية فى اليابان!. غضوا البصر عن كونها رسالة بأن الإصلاح يبدأ من هنا من الطفل الصغير !. السادة المسئولون عن مناهج التعليم.. فيما يبدو والله وحده الأعلم.. أنهم لن يغيروا المناهج.. ستبقى المناهج الكبيرة الكثيرة حتى لا يبقى للطفل والشاب لحظة وقت يستمتع فيها بشىء يحبه!. ستبقى المناهج التعليمية الكبيرة الكثيرة المنزوعة الفائدة العلمية.. لأجل أن يبقى مستوى التعليم المتخلف الهابط ولأجل أن يحرموا أطفالنا وشبابنا من الاستمتاع بأفضل مراحل عمرهم.. وأجيال بلا أنشطة تربوية يمارسونها.. أرض خصبة للإدمان.. للتطرف.. للاكتئاب.. وهذا ما نحن فيه بالفعل!.
11 عندى اقتراح لتعويض غياب الأنشطة من المدرسة.. لكنه سيبقى منقوصاً مادامت المناهج التعليمية على حالها.. لأنها تمنع أو تُحِد الطفل والشباب من ممارسة الأنشطة إن وجد فرصة لممارستها!.
اقتراحى وأرجو تنفيذه.. أن تقوم الدولة ممثلة فى وزارة الشباب والرياضة.. بإنشاء هيئة رياضية جديدة.. تضاف إلى الهيئات الموجودة.. مراكز الشباب والأندية والاتحادات واللجنة الأوليمبية!. الوزارة تنشىء هيئات ممارسة الرياضة!.
ببساطة.. مطلوب عشرات المئات من مساحات الأرض ملاعب مفتوحة. كل مساحة بها ملعب أو ملعبان أو ثلاثة.. تلعب عليها كرة خماسية أو يد أو طائرة أو سلة. كل هيئة بها ملعب أو أكثر.. أرضيته نوع معين من الأسفلت «الرخو» وهو أقل صلابة من التارتان أو الباركية.. والمعنى أنه يتم اللعب عليه وصيانته بسيطة ومعدل الأمان مرتفع وعمره أطول وتكلفته ربع تكلفة ملاعب التارتان الموجودة فى مراكز الشباب!.
هيئة الممارسة يديرها موظف من الجهة الإدارية.. ومهمتها والهدف منها.. إتاحة الفرصة أمام كل طفل وشاب لممارسة الرياضة فى محاولة لتوسيع قاعدة الممارسة التى ستنعكس إيجاباً على قاعدة المواهب!. أعلم أن المنهج التعليمى سيبقى عائقاً لأن المنهج لم يترك للطالب أى وقت.. لكننى أدرك أن إنشاء مئات بل آلاف الملاعب سيكون نقطة تحول رائعة وعناصر جذب رائعة متاحة مجاناً أمام الشباب.. ليخرج فيها وعليها طاقات هائلة مختزنة داخل الشباب.. إن بقيت مكبوتة تتحول إلى قنابل موقوتة لا أحد يعلم متى وأين تنفجر؟!. تنفجر فى المخدرات والإدمان أم فى التطرف والإرهاب؟!.
12 إذا أضافت وزارة الشباب والرياضة هيئة الممارسة إلى الهيئات الرياضية.. وإذا اقتنعت الحكومة بأن الملعب أهميته مثل أهمية المدرسة والمستشفى!. إذا اقتنعت ووفرت مساحات أرض فى كل المحافظات لأجل أن تكون هيئات ممارسة ولا شىء غير الممارسة.. وهذا كان الهدف من إنشاء مراكز الشباب.. تلك الفكرة الرائعة التى قدمها ونفذها الراحل جلال قريطم.. الذى خطط لأن يكون مركز الشباب أصغر خلية رياضية فى أصغر قرية مصرية لأجل إتاحة فرصة ممارسة الأنشطة التربوية أمام كل طفل وشاب!.
الهدف الرائع دمرناه عندما جعلنا لمراكز الشباب مجالس إدارات.. لأنك إذا أردت تقسيم المُقسَّم وإنتاج الخلافات وتعميق الانقسامات.. «إعمل» انتخابات وهى كفيلة بالقضاء على اليابس قبل الأخضر!. هذا ما حدث.. وباتت مراكز الشباب محور صراع قبلى وأسرى فى القرى والنجوع والكفور!. أصبحت محور خلاف وانقسام لا مجال جذب للنشاط والممارسة!. مراكز الشباب ومجالس إدارتها.. تخلت عن الهدف الذى لم ير النور!. مجالس الإدارات لم تسمع عن حكاية الممارسة التى أنشأ جلال قريطم مراكز الشباب لأجلها!.
مجالس الإدارات هى الأخرى راحت تبحث عن المنافسة وأقحمت نفسها فى قطاع البطولة وراحت تنفق ميزانيتها القليلة على 30 لاعباً هم فريق مجلس الشباب.. بدلاً من أن تفسح ملعبها للمئات ليمارسوا الرياضة للرياضة!.
إذا أضافت وزارة الشباب والرياضة هيئة الممارسة إلى الهيئات الرياضية.. سيكون ذلك إضافة عظيمة للرياضة بمفهومها الحقيقى.. وتعويضاً حقيقياً عن الدور الذى غاب لمراكز الشباب.. ومساحة كبيرة متاحة لممارسة الرياضة التى انقطعت ممارستها فى المدرسة المصرية من نصف قرن!.
فى انتظار رد السيد الوزير.
لمزيد من مقالات ابراهيم حجازى


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.