علي مدار العشرين عاما المنقضية ظل اختيار النسبة الاكبر من مديري الامن ومساعدي الوزير من قيادات جهاز الأمن الوطني، وكان الاستثناء الوحيد لذلك هو في عهد الوزير محمد إبراهيم يوسف، وعلي الرغم من أن وزير الداخلية الحالي اللواء محمود توفيق ينتمي بحكم العمل إلي هذا الجهاز العظيم، قطاع الامن الوطني، إلا أنه لم ينحز إليه، وقام بتعيين معظم مديري الامن من جهاز الأمن العام وهو توجه له مغزاه في الفترة القادمة ويعني أن الأمن ستكون من أولوياته القضاء علي مظاهر البلطجة في الشوارع، والسرقات بالاكراه، وحماية المواطنين من الاعتداءات التي يتعرضون لها خاصة في المناطق الشعبية، وسوف تسهم خبرة القيادات الجديدة في ضبط الشارع المصري في ربوع الوطن علي امتداده من الناحية الامنية فإذا أضفنا إلي هذا التوجه المهم ما تم استحداثه من آليات تسهم في ضبط القضايا الجنائية بدقة وفي وقت أقل، وهو ما كان معمولا به في تسعينيات القرن الماضي ما أدي إلي الحد من الجريمة خلال تلك الفترة. وقد قام الوزير بترقية عدد كبير من الضباط الي رتبة اللواء وترقية عدد كبير من دفعات 86 و 87 في أماكن مهمة بالبحث الجنائي، في الوقت نفسه استعان الوزير بجميع قيادات الامن الوطني بصورة كبيرة في تخصصهم المهم في مكافحة الارهاب وهو ما سوف يساهم خلال الفترة المقبلة في ضبط العناصر الارهابية الهاربة. وبوجود تلك الخبرات العظيمة في الأمن الوطني وهم علي دراية كاملة بتلك الخلايا النائمة وكذلك النشطة منها وهو ما سوف ينعكس إيجابا في التعامل مع هذه الملفات وهو ما سيكون له مردود علي مصلحة الوطن والتنمية الحقيقية كما ستقوم تلك القيادات بإعادة بناء الجهاز بعد قيام الجماعة الارهابية بتفريغه من أهم عناصره أثناء توليهم الحكم. كما يحسب للواء محمود توفيق ايضاً انه قام بتكريم الضباط الذين عملوا بسيناء وكانوا سببا في النجاحات الامنية علي مدار الأعوام الماضية ممن كان لهم دور بارز ومهم في هذا المجال، وحتي الآن فقد قام بتعيينهم في ادارات مهمة عقب انتهاء فترة عملهم بسيناء وهو ما سوف يكون حافزا لجميع الضباط الذين يعملون بجد واجتهاد. لقد أثبتت حركة الشرطة الاخيرة أن اللواء محمود توفيق يحترم التخصص والابداع فيه وذلك من خلال إعادة اللواء خالد فوزي إلي قطاع الإعلام مرة أخري مساعداً له، حيث كان له دور بارز في الفترة الماضية وسوف يشهد القطاع بعودته طفرة بارزة والذي يعد تعيينه دفعة قوية في هذا القطاع المهم وسيكون علي عاتقه مهمة إعادة ترتيب القطاع إلي ما كان عليه، وإعادة اللواء أحمد ابراهيم مساعداً له لأكاديمية الشرطة يسير بنفس منهج الاختيار الذي يحترم التخصص ومن خلال تلك القيادات الجديدة فإننا ننتظر ابداعاً أمنيا يكون في مصلحة الوطن والمواطن. [email protected] لمزيد من مقالات محمد شومان