لعل ما قامت به الشرطة المصرية خلال الأسبوع الماضى من كشف غموض العثور على جثث اطفال الهرم الثلاث وتحديد المتهمين والقبض عليهم قبل مرور 4 ايام من اكتشاف الجريمة لهو ما يؤكد احترافية رجال الشرطة المصرية فى هذا العمل الامنى بل ولا نبالغ إن قلنا خبراء فيه، حيث احتاج البحث لكشف غموض هذا الحادث الى معلومات دقيقة للوصول الى تحديد من هم الضحايا قبل اى شيء ثم بعد ذلك من وراء الجريمة، فكان التحدى كبيرا أمام رجال الامن والبحث الجنائى الذين عملوا على هذه القضية. لقد قام الفريق الامنى الذى كان يتابعه اللواء محمود توفيق وزير الداخلية شخصياً منذ العثور على جثث الاطفال حتى الوصول الى المتهمين باسترجاع ذاكرة النجاحات الأمنية السابقة إلى الاذهان لهذا الجهاز العظيم الذى قام بكشف أهم القضايا فى تسعينيات القرن الماضى قبل ظهور الاجهزة الحديثة التى ساعدت بشكل كبير فى كشف القضايا من وسائل الاتصالات المختلفة وكاميرات المراقبة الموجودة فى الشوارع والعمارات والمحلات التجارية فكانت سببا فى الوصول الى اكثر من 80% من القضايا، ولكن قضية «أطفال الهرم» لم يكن بها خيط واحد ممكن أن يساعد فى كشف غموضها ولكن فريق البحث والمعلومات الذى ضم ضباط الامن الوطنى والامن العام والبحث الجنائى بالجيزة كان اعتمادهم الاكبر على التنقيب الدقيق فى مكان الحادث للحصول على المعلومات التى أدت فى النهاية لحل غموض القضية. فالتحية تصبح واجبة لهذا الفريق بدءا من وزير الداخلية مرورا بمدير الامن الوطنى ومدير الامن العام حتى أصغر ضابط بالفريق الذى اعاد الطمأنينة الى الجميع. وقد أكد لنا هذا الحادث من جديد أن جريدة «الاهرام» مازالت هى صاحبة الانفرادات فى الصحافة المصرية، فقد نجحنا فى صفحة حوادث السبت من الاسبوع الماضى فى الحصول على تفاصيل الوصول للمتهمين فى الحادث ونشرنا تلك المعلومات قبل صدور بيان وزارة الداخلية بيومين وحددنا أنهم ثلاث سيدات، وأن من قام بالتخلص من الجثث سيدتان ومعهم فتاة صغيرة، ألقين الجثث فى مكان الواقعة ولذن بالفرار كما حددنا أن سبب وفاة الاطفال هو الاختناق بدخان نتيجة حريق وهو ما أكده بيان الداخلية لاحقاً بالإضافة للعديد من المعلومات الأخرى الكثيرة التى نشرها الأهرام. لقد أثبتت هذه التجربة اننا نمتلك جهازا امنيا على اعلى مستوى من التدريب، يمتلك أدوات البحث الجنائى وطرق استخلاص المعلومات بامتياز وهو ما ادى فى النهاية الى الوصول الى المتهمين فى القضية التى شغلت الرأى العام ولانبالغ إذا قلنا إنها بثت الرعب فى نفوس وقلوب كثير من المواطنين، خوفا على ابنائهم ولكن ضبط الجناة أزال هذا الخوف وعادت الطمأنينة الى نفوس الآباء والأمهات. [email protected] لمزيد من مقالات محمد شومان