تعرضت إحدى ناقلات النفط السعودية لهجوم (حوثى) بالمياه الدولية غرب ميناء الحديدة باليمن. الهجوم شكل تهديدا خطيرا لحرية الملاحة البحرية والتجارة العالمية بمضيق باب المندب والبحر الأحمر، وحمل الكثير من الرسائل. من أبرز هذه الرسائل: 1 أن طرق الصادرات البترولية العربية التى تمر إلى العالم أصبحت مهددة وبقوة من قبل إيران وأتباعها فى اليمن (الحوثيين). 2 أن الصادرات البترولية العربية، التى تعتمد عليها أمريكا والدول الغربية، يمكن تعطيلها بواسطة النفوذ الإيرانى فى أية لحظة؛ حتى وإن كانت بعيدة كل البعد عن مضيق هرمز الذى تطل إيران عليه. 3 أن السعودية ودول الخليج العربى مهددة بحصار بحرى بواسطة تهديد مضيقى هرمز وباب المندب، بالإضافة إلى بحر العرب. 4 أن الضغوط بتدويل ميناء الحديدة وعدم تسليمه إلى السلطات اليمنية الشرعية أصبحت أكبر من أى وقت مضى، وأن نموذج تدويل الأراضى العربية بات مطروحا على الساحة الدولية فى أكثر من حالة بوصفه الحل "المعتدل" والبديل عن الاستيلاء الكامل على الممتلكات العربية تدويل القدس فى فلسطين، تدويل بعض مناطق الداخل السورى، أطروحة تدويل الحديدة فى اليمن، تدويل النزاع والبترول الليبى. 5 استدراج الدول العربية إلى مستنقع "سيناريو وهمى" يحمل عنوان: المواجهة الأمريكيةالإيرانية -والتى يعود إضفاء صفة "الوهمية" عليها- إلى "حقيقة وواقع". إن الطرفان (أمريكاوإيران) متواجدان فعليا جنبا إلى جنب بتنسيق واضح فى عدة مناطق عربية أبرزها البحر الأحمر، ومضيق هرمز والأراضى القطرية والأراضى العراقية والسورية التى يتشاوران حول تقسيم مناطق النفوذ بها بما يتماشى مع مصلحة إسرائيل!. وباختصار كلها رسائل مضادة للعرب وتمثل تهديدا لمصالحهم ومستقبلهم بشكل جاد وخطير. ولا يمكن النظر إلى كل ما سبق بمعزل عن التحذير الذى صدر من موسكو فى الأسبوع الأول من شهر يوليو الماضى، حينما أعلن وزير الدفاع الروسى "سيرجيه شويجو" أن واشنطن تنتهج سياسة استعمار جديدة فى الشرق الأوسط تنطوى على دعم أية أيديولوجيات مهما كانت وحشية (مسلحين) لإضعاف الحكومات الشرعية فى البلد المستهدف، ثم تدبير مسرحيات، ثم اللجوء إلى القوة العسكرية لإيجاد حالة "فوضى موجهة" لصالح واشنطن. وبعد ساعات أكدت ماريا زاخاروفا -الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية- ما قاله شويجو، ولكن تلاشى صوت الوزير والمتحدثة باتخاذ التفاوض الأمريكى الروسى مسارات جديدة. ويبقى الأمل العربى متعلقا بلحظة تقارب وبموقف "فعلى" متحد أمام مخطط الاستدراج والاستنزاف الإقليمى الدولى الموجَّه ضد الدول العربية. لمزيد من مقالات طارق الشيخ