ينبغى من الآن أن تُوضَع الآليات التى تحمى المدن الجديدة من الفوضى والكلاكسات والميكروفونات، بمنع الأسباب قبل أن تطلّ برأسها هناك أيضاً، حتى نتفادى ما يهدد السكينة ويقلق حياة عموم الشعب إلى حد اختراق المنازل وجعل الراحة مستحيلة والنوم بعيد المنال، وهو ما لم تنجُ منه مدينة أو قرية حتى ما تم إنشاؤه فى السنوات القليلة الماضية والذى جرى الترويج له بأنه سيحل هذه المشاكلات. انظر إلى حالة واحدة لتعرف مدى الفشل! ففى مدينة أكتوبر، وعلى المحور الرئيسى وأمام مربع يضم جامعة خاصة حديثة ومستشفى ضخما فخما، إذا بمشكلة مرور تتفاقم يوماً بعد يوم! هل تتخيل أن الدنيا ضاقت فى هذه الصحراء الشاسعة المترامية التى تحيط بمجموعة مبانٍ تابعة لمؤسستين فقط، إلى حد أن من وضعوا التصاميم ومن منحوا التراخيص غفلوا عن أن هذه المنشآت سوف تجذب حركة مرور ضخمة، وأنه كان يلزم توفير أماكن متسعة لركن وانتظار سيارات العاملين والمترددين والأتوبيسات والميكروباصات! فحدثت الكارثة، وإذا باكتظاظ مرورى فى قلب هذا الخلاء الممتد يتسبب فى مشكلة عويصة، مما جلب السُيَّاس، بزعم تسهيل الحركة، فكان الاختناق مع الزعيق والخناقات..إلخ! وكأننا فى قلب العشوائيات والحوارى الضيقة!. لقد استفحلت الأزمة فى مصر كلها وصار الحسم واجباً بإعمال القانون بلا هوادة، وبمحاسبة من يتجاوز دون استثناء، مع ضرورة الإقرار بأن الفساد الصغير وسط فئة من ينفذون القانون من أهم الثغرات التى يجب إيجاد حل لها. قد يكون من الأفضل البدء بإلغاء الميكروفون تماماً من الاستخدام خارج أى منشأة، ولتكن البداية من المدن الجديدة على أن يتبع التنفيذ عموم البلاد، مع عدم الخضوع لابتزاز استخدامه فى رفع الأذان، لأنه يجب أن يكون فى العلم العام أن الدنيا لم تعرف هذا الاختراع إلا منذ نحو 140 عاماً فقط، وأن عصر المسلمين الذهبى سبقه بقرون، كما أن استخدامه لم ينفعهم فى شىء، بل إن انتشاره تصادف مع تراجع أحوالهم فى العالم وهوانهم على أنفسهم فى بلادهم تحت الاستبداد والفساد!!. [email protected] لمزيد من مقالات أحمد عبدالتواب