ستجده فى كل شبر من شوارع القاهرة، يتحرك فجأة ويقف فى منتصف الشارع فجأة بلا أى مقدمات، ليصطدم بأى سيارة أمامه أو تصدمه أخرى خلفه، يسير فى كل اتجاه عكسى بلا ضابط أو خوف من مرور، لوحاته المعدنية مطموس بعضها بصورة متعمدة للفرار من المخالفات الدائم ارتكابها، سائقه غالباً واحد من اثنين، إما سوابق وبلطجى، وإما يفكر فى الانضمام لهذين النوعين بما يمارسه من أسلوب «الفتونة والتطاول على الركاب وسب المارة الذين يتصادف مرورهم أمامه ويعتقد أنهم عطلوا سرعته الجنونية غير المحسوبة حتى فى أضيق الشوارع وأشدها زحمة، أما حال السيارة نفسها، فحدث ولا حرج، مهشمة، مكسرة، وكأنها هاربة من مقبرة السيارات، مقاعدها بالداخل ليست بأفضل من الخارج، ناهيك عن الباب التالف الذى لا يغلق أبداً ويعرض الركاب للسقوط فى أى لحظة على أرض الشارع، سائقوه يستغلون الركاب ويرفعون الأجرة بين وقت وآخر، وهم بدورهم يتم استغلالهم من بعض فئات من الضباط وأمناء الشرطة، حيث يتم إجبارهم على تقديم خدمات مجانية للأمن، كنقل المشتبه بهم أو المتهمين إبان اللجان والحملات الأمنية، أو على الأقل توصيل «البيه» رجل الأمن إلى منزله أو إلى أى مكان آخر، ومن يعترض أو يعارض، يكون مصيره مزيداً من «الرخامة» والتعنت، واصطياده فى «الغدوة والمرواح» بالمخالفات غير المبررة وبسحب الرخص، مؤكداً أنى أتحدث هنا عن الميكروباص، هذا السرطان المتورم فى قلب القاهرة بصفة خاصة، بل محافظات مصر كلها، لا توجد ضاحية فى القاهرة إلا وتضج من فوضى الميكروباصات، التى تقف فى أى مكان لالتقاط زبائن أو تفريغهم، فهى ليس لها مواقف، وليس لها محطات خاصة، إنها كائن عشوائى، زاد من عشوائية القاهرة وعمّق من صورتها البشعة، «الوفد» تفتح الملف. جولة موسعة خاضتها «الوفد» فى اكثر من ضاحية و«موقف» من «المواقف» التى يتجمع بها الميكروباصات لرصد الحالة عن قرب، وكان ما تم كشفه على لسان سائقى الميكروبات وأيضاً المواطنون خطيراً جداً لا يمكن السكوت عليه وترك الحبل على الغارب على هذا النحو، فى موقف ميكروباصات المنيب، كان الزحام والهرج والمرج، وأكثر من سائق يتشاجرون مع بعضهم البعض تنافساً لجذب الركاب، وكل منهم يحاول أن يسبق غيره فى الدور، ويعلو الصياح بين هذا وذلك، فيما يصرخ أيضاً نفر من الركاب وهم يستعجلون السائق هذا أو ذلك، لينهى المشاجرة ويتحرك، حينما ظهر شاب أسمر ضخم، وجهه لا يخلو من أثر مشاجرات عديدة، وما إن ظهر، حتى همدت الأصوات وتراجع السائقون كل إلى سيارته وبعضهم «يبرطم» وعلمت أنه كبير الموقف أو «الفتوة» بمعنى أدق، وهو الذى ينظم سير السيارات بالدور، مقابل مبلغ من المال يتقاضاه كما يقولون إتاوة أو «فردة» بكسر الفاء، ويطلق عليها بعضهم الكارتة، وويل لمن لا يدفع له، فإنه سيحرم من الرزق ولن ترى سيارته زبوناً. الخطير فى الأمر أن سائقى الميكروباصات يقبلون بوجوده، بل يرونه ضرورة لتنظيم حركتهم وأدوارهم حتى لا يجور أحدهم على الآخر، ويقول السائق أحمد أو كما يلقبونه أبو أسامة إن الدنيا بتبقى «هايصة» فى الموقف لما يغيب الفتوة، مؤكداً أن ما يحصله منهم شهرياً يصل من 6 : 10 آلاف جنيه، مشيراً إلى أن رجال الشرطة يعلمون بوجوده، ويؤيدون هذا الوجود حتى يستريحوا من التدخل الدائم فى أى خناقات تنشب بالموقف. ويؤكد أبوأسامة أن أجرة الميكروباصات لم تعد تكفى تغطية سعر البنزين أو حتى السولار، فالأجرة تتراوح من جنيه إلى اثنين جنيه ونصف حسب المكان وبعد المحطة، مشيراً إلى أن ارتفاع أسعار البنزين والسولار يلتهم مكاسب السائقين، وهو سبب أنهم لا يقومون بصيانة السيارات وفقاً له، لانهم لو اهتموا بصيانة السيارات وإصلاح ما يحدث بها من صدمات سيؤدى إلى إفلاسهم وإنفاق كل مكاسبهم على هذه الصيانة. ويلتقط منه أطراف الحديث زميله أبو المكارم الذى يؤكد أن صيانة الميكروباصات نار، الورش والميكانيكية لا يرحمون، وزى المناشير طالعين نازلين واكلين، وقطع الغيار نار فى الأسواق، ولا نجد أى جهة تحمينا ونلجأ إليها لإيقاف ارتفاع أسعار قطع الغيار خاصة المستورد منها، ويضيف أن السيارة لما بتفتح فى التصليح بتخرب بيت صاحبها، لهذا السبب يتركون السيارات مكسرة وشكلها لا يسر عدواً ولا حبيباً، وهذا يؤدى بدوره إلى تعطيل تجديد الرخصة للميكروباصات فى المرور لأن المرور يتمسك بأن تكون السيارة فى حالة جيدة «أمن ومتانة»، وبالتالى نسبة كبيرة من الميكروباصات تسير برخصة منتهية، ويتم فى ذلك تقديم إكراميات «رشاوى»، ليغلق بعض رجال المرور أعينهم أمام سير هذه السيارات دون ترخيص. استغلال نفوذ فى موقف صقر قريش بالمعادى تشابهت الصورة، مع بعض الفوارق، أن الميكروباصات تسد الشارع بالطول والعرض، لا تصطف فى مكان محدد، مما يعرقل حركة باقى السيارات فى الطريق وأيضاً يعطل حركة المرور ويربكها، ولا يوجد أيضاً رجل مرور واحد فى هذا الموقف شأنه شأن موقف المنيب، الأجرة كانت 50 قرشاً، وارتفعت إلى 75 قرشاً ثم جنيه وجنيه ونصف داخل منطقة صقر قريش والمعادى، حالة السيارات أيضاً سيئة، لا أبواب تغلق ولا شبابيك، الراكب يوشك على السقوط بفعل الباب المفتوح، حالة السيارات من الداخل يرثى لها، المقاعد ممزقة و«مخلّعة»، ناهيك عن مشهد معظم السائقين، أغلبهم صبية، ملابسهم «مبهدلة»، ومن المؤكد أنهم لا يحملون رخصة قيادة مع سنهم الصغيرة. ويبادرنى أحدهم طالباً عدم ذكر اسمه عندما يعلم مهمتى بقوله: قبل ما تكتبوا عن مشاكل الناس مع الميكروباصات اكتبوا عن مشاكلنا إحنا مع المرور ومع كثير جداً من رجال الداخلية، بيستغلونا أسوأ استغلال، فى الحملات يجبرونا ناخد المشتبه بيهم ويلموهم فى الميكروباصات بتاعتنا من غير أى أجرة، والويل للى يرفض، وكمان أى أمين رايح مأمورية أو مشوار، يغصب على أى سواق يوصله وكأن الميكروباص العربية الملاكى بتاعة أبوه، واللى يرفض يا ويله، بيستغلوا نفوذهم ضدنا ويتوصى علينا، وكل شويه تتاخد رخصه و«نتلسع» مخالفات، وممكن كمان يشدوا أى واحد مننا على القسم بأى تهمة أو اشتباه وهناك «يتشبح» ويتبهدل، واحنا غلابة ما نقدرش نقف فى وش أى أمين ولا ضابط، وإلا تتخرب بيوتنا. يتابع زميل له ويدعى وليد، ويلقب بالصعيدى أن أكبر مشكلة تواجههم هى البلطجية اللى بيفرضوا الكارتة عليهم دون وجه حق، أى الإتاوة، وويل لمن لا يدفع يتم الاعتداء عليه وتحطيم سيارته وقطع رزقه، ويطالب بوضع حد لهؤلاء البلطجية لإنقاذ السائقين، وإيجاد حل بتدخل الشرطة والنقابة المستقلة للسائقين وأصحاب الميكروباصات. فيما تقول إحدى المواطنات وتدعى أسماء محيى الدين وهى طالبة ثانوى وكانت تهم بركوب أحد الميكروباصات: أنا بخاف أركب الميكروباص بالليل، بحس أن السواق دايماً مش طبيعى ومبرشم ولا واخد أى حاجة مخدرة، وتلاقيه ماشى فى أى اتجاه من غير ضابط بالطول أو بالعرض، يقف فى أى مكان من غير إشارات لأنه أساساً ما فيش عنده بالسيارة أى أنوار أو اتجاهات، وعشان كده بتحصل حوادث تصادم كتير، وحتى بصى ماتلاقيش ولا ميكروباص حالته سليمة، وللأسف معظم السواقين بيتعاطوا مخدرات وفيه منهم مدمنين. وتضيف شقيقتها، التى برفقتها وتدعى إيمان: أنا مرة كنت ركبت الميكروباص ولقيت السواق عمال يبصلى بشكل غريب وكنت آخر واحدة فى الخط ولقيته عايز يمسك إيدى وبيقولى ما تخليكى معايا شوية، وصرخت ونزلت جريت، وللأسف ماكانش فيه ولا راجل شرطة ولا حتى مرور، وكنت راجعة من الدرس، ومن ساعتها حرمت أركب ميكرباص وأنا وحدى، مش عارفة ليه ما بيبقاش فيه نقطة شرطة عند كل موقف ميكرباصات عشان الناس تلجأ له لو حصل أى تجاوز أو مشكلة من سواق. بلطجة ويقول المواطن عبده المحمدى، أحد الركاب من منطقة المنيب، إن سائقى الميكروباصات يتعاملون مع الركاب كالبلطجية، يصرون على ترك باب السيارة مفتوحاً مما يعرض أى راكب بجانب الباب لخطر السقوط، بجانب معاملته السيئة للركاب، وويل لراكب ليس معه فكة يسمع ما لا يرضيه من السائق، كما أنهم لا يلتزمون بالمحطات، وقد يجبر الركاب على النزول فى أى محطة تحلو له، وإلا تحولت لمشاجرة، وما أكثر مشاجرات سائقى الميكروباصات مع المواطنين، فهم يتعاملون معنا بأسلوب بلطجة أو إرهاب، حتى إن بناتى الثلاث يرفضن ركوب الميكروباصات بسبب ما يتعرضن له من مضايقات التحرش سواء داخل زحام الميكروباص أو من السائق نفسه، وأصبح معظم دخلى أنفقه على التاكسيات حماية لبناتى. فى موقفى الميكروباصات الخاص بمنطقتى رمسيس والإسعاف، لم تختلف كثيراً الروايات، غير أن أحد السائقين ويدعى عماد الشهير ب«بلبل» يقول، إحنا بنطالب نقابة سائقى الميكروباصات التدخل، وأن يكون ليها قوة ونفوذ تحمينا من رجال المرور ومن ورش الميكانيكا ومن أسعار قطع الغيار، وإنها تحمينا كمان من البلطجية ومن بتوع المرور اللى بعضهم ما عندوش ضمير وبيستغلنا، لازم نشعر بوجود النقابة دى وتتحرك تحمى حقوقنا، وتتدخل لما حد يتقبض عليه وتنظم الأجرة بشكل لا يظلمنا ولا يظلم الركاب، وكمان لازم النقابة تكون مسئولة أنها تجيب واحد ينظم العربيات ويحدد اللى عليه الدور «يحمل الركاب» فى كل موقف، وأنا أطالب بأن يبقى فيه تسعيرة للركوب، وتترفع شويه، عشان الملاليم اللى بناخدها من الركاب لا تكفى عيش حاف، خصوصاً من الغرامات ومع الحوادث اللى بتحصلنا. ويشكو «بلبل» من التوك توك ويقول: التوك توك خرب بيوتنا وقاسمنا فى لقمة عيشنا، وكمان هو سبب البلاوى فى الحوادث، فجأة تلاقيه طلع من تحت الأرض ومشى قدام الميكروباص، وعشان العربية تقدر تتلاشاه وما تخبطش فيه لا الميكروباص يخبط فى أى عربية تانية ماشية أو يخبط حد مشى، أنا وزمايلى قرفنا من التوك توك، وقالوا إنهم هيلغوه بس ما تلغاش أبداً ومالى الدنيا. ويؤيده فى الرأى زميله محمد عبدالله، والذى يؤكد أن النقابة المستقلة لسائقى وأصحاب الميكروباص، لا تقوم بدور حقيقى حمايتهم من بطش رجال المرور، كما ليس لها دور مثلاً فى عمل التوازن بين الأجرة وبين ارتفاع أسعار البنزين والسولار، فالسيارة التى كانت تحتاج سولار ب30 جنيهاً وصلت الآن من 50 إلى 60 جنيهاً يعنى الضعف، بجانب ارتفاع أسعار صيانة السيارات وقطع الغيار والكاوتش، كله زاد بلا أى رقابة أو ضابط وصاحب الميكروباص عليه أن يتحمل كل هذا، وأن يرضى المواطنون بأجرة مخفضة، فكيف يتم ذلك. فيما يطرح المواطن أسامة أحمد محمود معاناة أخرى مع الميكروباصات، فيقول: أواجه يومياً المر بسبب الموصلات، وإذا ما استقللت ميكروباص فأرى الاستغلال واحداً، فالسائق يستغل الازدحام ويقوم بتمزيق المسافة التي يجب أن يقطعها؛ مما يجعله يأخذ أجرة كاملة على نصف هذه المسافة، وفي الوقت نفسه يضطر معه المواطن إلى دفع أضعاف ما يجب أن يدفع، وتضييع وقت أكثر مما يجب أن يأخذه مشواره. مخدرات للمزاج وعندما أسألهم عن إصرار العديد من السائقين على تعاطى المخدرات أثناء القيادة وخطورة ذلك على حياته وحياة الركاب، يقول «بلبل»: والله أنا عن نفسى مش بأتعاطى حاجة، بس زمايلى بيتعاطوا برشام ولا حتة حشيش على الماشى تعدل مزاجهم وتخليهم يقدروا يواجهوا الضغط الكبير طول اليوم والقرف اللى بيشوفوه من الركاب والمرور، بس طبعاً أكيد ده خطر، وبيسبب حوادث كتير قوى، وربنا يحفظنا، والمرور بطل حكاية الكشف على السواقين وتعاطيهم المخدرات، الحكاية دى صحيت لها كام يوم، وبعدين هديت خالص، وأنا شايف أن التفتيش مطلوب. وعن القيادة عكس الاتجاه بعشوائية، يبرر «بلبل» بقوله: بنبقى مزنوقين فى الطريق، والزبون مستعجل، وإحنا عايزين نخلص من «النقلة» ونعمل «نقلة» تانية وتالتة عشان نلحق نعمل لنا قرشين كويسين يكفوا مصاريف العيال، وعشان كده السواق بيغامر ويضحى ويلف يمين وشمال ويكسر الإشارة، أو يزنق نفسه هنا وهناك، طبعاً ده غلط كبير وبيعمل حوادث، بس هنعمل إيه. ويتابع: يعنى هى جت على الميكروباصات، ما شوارع مصر كلها سمك لبن تمر هندى الشوارع لا ليها ملامح ولا لون كلها هايصة فى بعض، والمرور تعبان قوى، لا ضبط ولا ربط. ويطالب زميله محمد بضرورة وجود مواقف ومحطات محددة للميكروبات تقف بها السيارات على غرار محطات الأتوبيسات، وذلك منعا للحوادث وحتى يلتزم سائقو الميكروباصات بالأماكن المحددة، وبالتالى يتم تلاشى وقوفهم فى أى مكان وعمل زحام وارتباك، وأيضاً يعرف المواطن راسه من رجليه، ويحترم هذه المحطات، مش كل شوية يقف السواق فى أى حتة، ده الركاب ناقص يخلونا ننزلهم على سلالم بيتهم، يعنى الواحد ينزل من الميكروباص ومجرد ما أمشى مترين يوقفنى التانى عشان ينزل، لكن لو فيه محطات محددة وبالأسماء، الفوضى هتنتهى والعملية هتتنظم أحسن، ويطالب أيضاً بالقضاء على التكاتك التى باتت تمشى بصورة عشوائية. بيئة ملوثة ووفقاً لتقرير جمعية ضحايا الطرق الصادر نهاية العام الماضى، فإن الميكروباصات تعد الثانية فى الترتيب بعد سيارات النقل التى تسبب حوادث الطرق، وبصفة عامة يسقط سنوياً 13 ألف قتيل و60 ألف مصاب فى نزيف الأسفلت بحوادث الطرق، بسبب السرعات الجنونية والأخطاء البشرية مع غياب الرقابة والسرعات العالية حيث يتعامل بعض السائقين مع الطرق باعتبارها أماكن للسباق، ويقودون سياراتهم في سرعات جنونية، وتزداد هذه الحوادث بسبب ارتفاع نسبة تعاطي السائقين للمواد المخدرة والمنشطة، ونصيب سيارات الميكروباص من الحوادث يصل إلى 32%، وتتكلف الدولة من 17: 20 مليار جنيه سنوياً بسبب الحوادث وعلاج المصابين. والميكروباصات كما هى مصدر للزحام، وتسببها فى زيادة وتعقيد مشكلة المرور لعدم التزامها بالوقوف فى المواقف، أو بقواعد وآداب المرور، وسيرها دوما عكس الاتجاه، فإنها فوق كل هذا مصدر لتلوث البيئة وهو ما سبق وأكده الدكتور خالد فهمى، وزير البيئة مؤخراً فى تصريحات له، والذى أكد أن الوزارة تسعى دائماً إلى الدفع بالتنمية الاقتصادية ولكن ليس على حساب البيئة، وأن أهم عنصر يتم العمل عليه هو الهواء من خلال عدة محاور، ومشروعات خاصة مثل مشروع تغيير الميكروباصات القديمة بأخرى جديدة، وذلك للقضاء على مصدر أساسى من مصادر تلوث الهواء، حيث سيتم التخلص من الميكروباصات التى تعدى عمرها الافتراضى 30 عاماً، وسيتم تخريدها أى تحويلها إلى خردة، وبالتالى القضاء على الانبعاثات الضارة التى تنتجها تلك الميكروباصات التى تجوب شوارع القاهرة الكبرى وتلوثها، مقابل إتاحة آلية تمويلية لصاحب الميكروباص يستطيع من خلالها أن يشترى ميكروباصاً يعمل بالغاز الطبيعى أو بالاتفاق مع الصندوق الاجتماعى للتنمية مقابل فائدة 4٫5% ومدة التقسيط 5 سنوات وقسط شهرى 1900 جنيه، وأن هناك مشروع الجراجات التى تعمل بالإشارات الإلكترونية بمنطقة وسط البلد، حيث يمكن للسائق أن يتعرف على أماكن الانتظار بمنطقة وسط البلد وبالتالى يتم تقليل فترة الانتظار والانبعاثات الناتجة. وفى النهاية تتحمل وزارة النقل والإدارة المحلية في المحافظاتوالقاهرة الكبرى مسئولية الفوضى التى تثيرها الميكروباصات بسبب فشل الحكومة في تنظيم العمل بين هيئاتها المختلفة المدن الكبرى لتنظيم النقل بصفة عامة وعالم الميكروباصات بصفة خاصة، وضمان السير بانتظام وسرعة وأمن، مما يحد من استخدام من السيارات الخاصة.