لا احد يفهم الفكر الاقتصادي وراء إصدار أوراق بنكنوت فئة جنيه ونصف الجنيه رغم اننا نعرف جميعا أنها ستبلي سريعا وتصبح غير صالحة للاستخدام خلال عام واحد علي الأكثر، ولا أفهم أيضا الحكمة في عدم توافر الفئات الصغيرة من الفكة مثل الخمسة والعشرة قروش وربع ونصف الجنيه، فكلنا نعاني نقص «الفكة» في التعاملات اليومية وهي مشكلة مزمنة ترجع الي عدة عقود في مصر، رغم انها لم تعد مشكلة في العديد من دول العالم. أيضا لا أفهم لماذا يكون الجنيه المصري المعدني يساوي في حجمه العملة الأوروبية فئة 2 يورو، رغم أن الأخيرة تساوي 42 جنيها تقريبا. من المؤكد طبقا للخبراء أن مشكلة عدم توافر «الفكة» تؤدي الي ارتفاع أسعار السلع بشكل مبالغ فيه، فعلي سبيل المثال تعريفة الميكروباص المحددة بجنيه واحد إذا ارتفعت 10% أي اصبحت 110 قروش سنجد أنه من المستحيل عمليا تطبيق ذلك، نظرا لعدم توافر ال 10 قروش ،وبالتالي يكون الحل الوحيد هو رفع التعريفة الي 125 قرشا، و الحال نفسها في السلع البسيطة مما يؤدي في النهاية الي زيادة معاناة الطبقات الكادحة التي تعتمد في استهلاكها علي شراء الوحدات الصغيرة. اعتقد أن حل هذه المشكلة المزمنة في مصر لا يحتاج الي عبقرية، ويكفي العمل علي توفير تلك العملات الصغيرة بالأسواق، الي جانب إعادة تصميم العملات المعدنية بحيث يصبح حجم الجنيه مساويا لحجم الخمسين قرشا، مع تصنيع العملات الأقل من سبيكة معدنية تشبه الألومنيوم، وأيضا إصدار عملات جديدة معدنية فئة 2 أو 5 جنيهات. لمزيد من مقالات عادل شفيق