المعارضة تعول على تركيا فى المعركة المقبلة.. وانفراجة بين دمشق و «سوريا الديمقراطية» شدد الرئيس السورى بشار الأسد على أن الأولوية الحالية للنظام هى استعادة السيطرة على محافظة إدلب فى شمال غرب سوريا، متوعدا من جهة ثانية ب «تصفية» عناصر «الخوذ البيضاء». وقال الأسد فى مقابلة مع وسائل إعلام روسية نشرت أمس الأول:»هدفنا الآن هو إدلب على الرغم من أنها ليست الهدف الوحيد». وأوضح: «هناك بالطبع أراض فى شرق سوريا تسيطر عليها جماعات متنوعة، لهذا السبب سنتقدم إلى كل هذه المناطق، والعسكريون سيحددون الأولويات، وإدلب واحدة منها». وقال الأسد: «انتهينا من تحرير الغوطة، وسننتهى من تحرير الأجزاء الجنوبيةالغربية من سوريا» قرب الحدود مع الأردن وإسرائيل، حيث علق مئات من «الخوذ البيضاء» وهم عناصر الدفاع المدنى فى مناطق فصائل المعارضة السورية. ووصل 422 شخصاً من عناصر «الخوذ البيضاء» وأفراد عائلاتهم إلى الأردن الأحد الماضى، بعدما تولت إسرائيل نقلهم من جنوبسوريا، على أن تستقبلهم لاحقا بريطانيا وألمانيا وكندا وكذلك فى فرنسا. لكن مجموعة «الخوذ البيضاء» قالت إن نحو 650 من عناصرها ما زالوا عالقين بجنوبسوريا.وتعليقا على مسألة «الخوذ البيضاء» قال الأسد «إما أن يلقوا الأسلحة فى إطار العفو السارى منذ 4 أو 5 سنوات، وإما تتم تصفيتهم كبقية الإرهابيين»، ودعا الرئيس السورى من جهة ثانية ملايين السوريين الذين غادروا البلاد منذ بدء النزاع فى عام 2011 للعودة إلى سوريا رغم الحرب. وعلى صعيد مقابل، أقرّ رئيس هيئة التفاوض لقوى الثورة والمعارضة السورية نصر الحريرى ب «خسارات عسكرية مهمة» تكبدتها المعارضة على الأرض فى سوريا، إلا أنه شدد على أنها «لم تخسر الحرب»، داعيا إلى تفعيل المسار السياسى للتوصل الى حل للنزاع المستمر منذ 2011. وأكد الحريرى فى مقابلة مع وكالة فرانس برس، أن المجتمع الدولى فوّض هذا الحل إلى روسيا، حليفة النظام، واستبعد حصول معركة فى محافظة إدلب، لأنها «لن تكون سهلة»، معولا على «ضمانة» تركية للحيلولة دون هذه المعركة التى يسعى إليها النظام وحلفاؤه. وقال الحريرى «عسكريا، خسارات المعارضة هى خسارات مهمة»، لأن «بإجماع دولى تم وقف الدعم العسكرى وغير العسكرى عن قوى الثورة والمعارضة، وحتى الدعم السياسى توقف الى حد كبير.. بالمقابل، تم تفويض روسيا للتدخل بالشكل الذى تريد». وردا على سؤال عما اذا كان هذا يعنى ان المعارضة خسرت الحرب، قال «لا أبداً». وقال الحريرى: «رهاننا ليس على النظام رهاننا على الدولة التى تدعم النظام رغم أنها لا تزال تقاتل إلى جانبه وترتكب الجرائم معه، لكن كونها فُوضت دولياً وكونها اللاعب الأكبر اليوم فى سوريا، مع انسحاب معظم الدول من الملف السورى، نحن مستمرون فى العملية السياسية وفق المرجعيات الدولية». من جهة أخرى، استبعد الحريرى هجوما لقوات النظام على إدلب، معتبرا ان المعركة فيها «لن تكون سهلة». وقال الحريري: «لا شك لدى بأن لدى النظام وإيران رغبة قوية بفتح معركة عسكرية فى إدلب، لكن أعتقد أن هذا الأمر لن يكون متاحاً لهما». وتحدث الحريرى عن عوامل عدة تحول دون شن هجوم عسكرى على المحافظة، بينها أن «المعركة لن تكون سهلة، مع وجود عشرات آلاف المقاتلين من اهالى المنطقة أو الذين تم تهجيرهم من مناطق فرضت عليها التسويات». وعلى صعيد آخر، يزور وفد من مجلس سوريا الديمقراطية الواجهة السياسية لقوات سوريا الديمقراطية المدعومة من واشنطن، دمشق للمرة الأولى، بهدف بحث مستقبل مناطق الإدارة الذاتية، وفق ما أفاد قيادى فى المجلس لوكالة فرانس برس. وقال الرئيس المشترك لمجلس سوريا الديمقراطية رياض درار: «يزور وفد من مجلس سوريا الديمقراطية دمشق بناء على طلب الحكومة السورية فى زيارة رسمية هى الأولى» مضيفاً «نعمل للوصول الى الحل بخصوص شمال سوريا».