أجرى الرئيس السوري، بشار الأسد مقابلة مع وكالة فرانس برس قال فيها إن هناك "فرصا كبيرة" لترشحه للانتخابات الرئاسية المقررة في يونيو 2014. وأوضح الأسد قائلا "بالنسبة إلي، لا أرى أي مانع من أن أترشح لهذا المنصب، أما بالنسبة إلى الرأي العام السوري، (...) إذا كانت هناك رغبة شعبية ومزاج شعبي عام ورأي عام يرغب بأن أترشح فأنا لن أتردد ولا لثانية واحدة بأن أقوم بهذه الخطوة". واستبعد الأسد في المقابلة القبول برئيس وزراء حكومة انتقالية من معارضة الخارج لعدم امتلاكها صفة تمثيلية. "منطق سياسي" وأشار الرئيس السوري إلى أن "هذا (الأمر) يعتمد على من تمثل هذه المعارضة (...). أن نأتي برئيس وزراء من المعارضة وهو لا يمتلك الأكثرية (في البرلمان) فهذا مناقض للمنطق السياسي في كل دول العالم". وأردف الأسد قائلا "الانتخابات (النيابية) المقبلة (...) ستحدد الحجم الحقيقي لقوى المعارضة المختلفة". وأوضح الأسد قائلا "المشاركة من حيث المبدأ، نحن معها وهي شيء جيد"، لكنه اعتبر أن "كل واحد من هؤلاء يمثل الدولة التي صنعته، ومشاركة هؤلاء تعني مشاركة هذه الدول في الحكومة السورية". وتابع الرئيس السوري قائلا "لنفترض بأننا وافقنا على مشاركة هؤلاء في الحكومة، هل يجرؤون على المجيء إلى سوريا؟ (...) إنهم لا يجرؤون. كانوا يتحدثون في العام الماضي أنهم يسيطرون على 70 في المئة من سوريا، ولكنهم لا يجرؤون على المجيء إلى ال70 في المئة التي حرروها كما يدعون". وقال الأسد إنهم "يأتون إلى الحدود لمدة نصف ساعة ومن ثم يهربون من سوريا، فكيف يمكن أن يكونوا وزراء في الحكومة؟ هل يمكن أن يكون الوزير من الخارج؟". وأضاف الأسد أن معركة إسقاط الدولة السورية "فشلت" وأن "المعركة على الإرهاب مستمرة" وتحتاج إلى "زمن طويل". وقال الرئيس السوري "نستطيع أن نقول بأننا في هذه المرحلة نحقق تقدماً.. نحن نسير إلى الأمام ولكن هذا لا يعني بأن النصر قريب، هذا النوع من المعارك معقد.. ليس سهلاً". ومضى الرئيس السوري للقول إن القرار الأهم الذي يمكن أن يتمخض عن جنيف2 هو "مكافحة الإرهاب". "إرهاب" وأوضح الأسد قائلا إن المطلوب هو "الضغط على الدول التي تقوم بتصدير الإرهاب عبر إرسال الإرهابيين والمال والسلاح الى المنظمات الإرهابية، لا سيما السعودية وتركيا، وطبعاً الدول الغربية التي تقوم بالتغطية السياسية لهذه المنظمات". واعتبر الأسد أن "هذا هو القرار الأهم أو النتيجة الأهم التي يمكن لمؤتمر جنيف ان يخرج بها.. أي نتيجة سياسية تخرج من دون مكافحة الإرهاب ليس لها أي قيمة". وحذر الرئيس السوري من أن خسارة "هذه المعركة" ستؤدي إلى "فوضى" في الشرق الأوسط. وأوضح الأسد قائلا "في أية معركة حسابات الربح والخسارة هي احتمالات واردة دائما، ولكن عندما تدافع عن بلدك فمن البديهي أن تضع احتمالاً وحيداً هو احتمال الربح فقط لأن خسارة سوريا لهذه المعركة يعني فوضى في كل منطقة الشرق الأوسط". "دفاع عن الوطن" وأكد الاسد الذي يقيم في دمشق مع زوجته وأولاده الثلاثة أنه لم يفكر يوما في "الهروب" من سوريا. وأوضح الأسد قائلا "لا يوجد خيار للهروب في مثل هذه الحالات، يجب أن أكون في مقدمة المدافعين عن هذا الوطن". وقال الرئيس السوري فيما يخص الاتهامات التي توجهها منظمات حقوق الإنسان الدولية إلى الحكومة السورية "أي منطق ذاك الذي يقول بأن الدولة السورية تقتل شعبها؟ (...) هذا الكلام غير منطقي". وأردف الأسد قائلا إن "هذه المنظمات لا توجد لديها وثيقة واحدة تثبت بأن الحكومة السورية قامت بارتكاب مجزرة ضد المدنيين في أي مكان منذ بداية الأزمة حتى اليوم". وأضاف الأسد قائلا "كل الفيديوهات والصور تؤكد أن من يقوم بارتكاب مجازر هم الإرهابيون الذين يقتلون المدنيين في كل الأماكن". مشاركة وتأتي مقابلة الأسد قبل يومين من انعقاد جنيف2 الذي يرمي إلى التوصل إلى حل للأزمة السياسية التي تشهدها سوريا. وكان الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أعلن السبت أنه سيشارك في مؤتمر جنيف بهدف وحيد هو رحيل الرئيس السوري وأركان نظامه ومحاكمتهم. ويفترض أن يبحث جنيف-2 في تنفيذ بيان جنيف-1 الذي انعقد في يونيو 2012 ونص على تأليف حكومة كاملة الصلاحيات في سوريا تضم ممثلين عن المعارضة وعن النظام وتشرف على مرحلة انتقالية، من دون ان يتطرق الى مصير الأسد.