وسط تصاعد للاضطرابات والفوضى، اضطرت اللجنة الانتخابية الباكستانية أمس إلى تأجيل إعلان نتائج الانتخابات التشريعية التى جرت أمس الأول فى الوقت الذى أعلن فيه بطل الكريكيت السابق عمران خان فوزحزبه وسط اتهامات من جانب المعارضة بأن الانتخابات شهدت عمليات تزوير فاضحة. فمن جانبه، قال خان فى خطاب «إن حكومتنا ستكون أول حكومة لا تنفذ عملية تصفية حسابات سياسية».وأضاف خان أنه يريد إقامة علاقات تبنى على المصالح المتبادلة مع الولاياتالمتحدة معربا أيضا عن رغبته فى إحلال السلام فى أفغانستان.وأشار إلى أن قادة كل من الهندوباكستان يجب عليهم اللجوء للحوار لحل أزمة إقليم كشمير المتنازع عليه، وتابع أنه يريد علاقات تجارية مع الجيران بمن فيهم منافسة باكستان الأولى الهند.وتعهد خان بالتحقيق فى كل الشكاوى المتعلقة بحدوث تزوير فى الانتخابات. وكانت عمليات فرز الأصوات قد شهدت تأخيرا كبيرا، وذكرت وسائل الإعلام المحلية أن أقل من نصف الأصوات تم فرزها بعد مرور حوالى 13 ساعة على انتهاء التصويت. وبررت اللجنة الانتخابية الباكستانية التأخير «بمشاكل تقنية» مرتبطة باستخدام برنامج معلوماتى جديد للانتخابات. وقال سردار محمد رضا مدير اللجنة فى مؤتمر صحفى إن «هذه الانتخابات لم تشوبها أى عيوب، إنها صحيحة وشفافة 100٪»، لكنه لم يحدد الموعد النهائى لإعلان النتائج الكاملة. وسجلت لجنة الانتخابات بعد إحصاء 48٪ من الأصوات الأولية تقدم حزب الحركة الوطنية من أجل العدالة الذى يقوده خان فى 113 من بين 272 دائرة انتخابية. وتقدمت «الرابطة الإسلامية الباكستانية- جناح نواز» وهو حزب الحكومة المنتهية ولايتها فى 64 دائرة انتخابية بينما تقدم حزب الشعب الباكستانى بزعامة ابن رئيسة الوزراء السابقة بناظير بوتو فى 42 دائرة.واحتفل أنصار عمران لفترة طويلة ليلا بالفوز الذى كان متوقعا. وفى المقابل، أعلن حزب الرابطة الاسلامية رفضه للنتائج بأكملها بسبب ما وصفه بمخالفات واضحة وكبيرة. وأوضح أن النتائج احتسبت فى غياب ممثليه. وتحدث زعيم الحزب شهباز شريف - شقيق رئيس الوزراء السابق نواز شريف المسجون بتهمة الفساد - عن عمليات تزوير واضحة إلى درجة أنها أبكت الجميع، على حد تعبيره. كما عبر بيلاوال بوتو زردارى زعيم حزب الشعب الباكستانى الذى حكم البلاد من 2008 إلى 2013 عن موقف مماثل ووصف نتيجة الانتخابات «بالمشينة». وكتب نجل رئيسة الوزراء الراحلة بناظير بوتو قائلا إن «مرشحينا يشكون من أن ممثلينا الانتخابيين طردوا من مراكز التصويت فى جميع أنحاء البلاد».