تزايدت في الآونة الأخيرة جرائم تعبر عن حالة الانفلات الأخلاقي داخل المجتمع، فمن منا لم يسمع عن قيام ابن بقتل والديه نتيجة لتعاطيه المخدرات، وأب يقتل أبناءه لمروره بضائقة مالية، وأم تجردت من مشاعر الأمومة وتركت ابنها على قارعة الطريق، وزوجة تذبح زوجها بمعاونة عشيقها، إضافة لجرائم التحرش والاغتصاب التي يتعرض لها الأطفال على أيادي الذئاب البشرية، والانحطاط السلوكي لغالبية الشباب كما نراها في المواصلات وبخاصة مترو الأنفاق باعتباره الوسيلة التي يستقلها الغالبية العظمى من فئات الشعب. كل ذلك يدل على انتشار ظاهرة الانفلات الأخلاقي في مجتمعنا بالآونة الأخيرة، والتي طفت على السطح في أعقاب ثورة يناير 2011، عبر سلوكيات لم يعهدها المصريون من قبل، تكشف لنا عن غياب دور الأسرة في تربية أبنائها بانشغال الأب في توفير لقمة عيش طيبة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعيش البلاد، مما جعل الأبناء ينحرفون إلى سلوكيات لم تكن موجودة في المجتمع، وإن وجدت فهي تمثل نسبة ضئيلة، وكذا غياب دور المؤسسات التربوية والثقافية والدينية. ولعل من العوامل التي أدت إلى انتشار هذه الظاهرة الأعمال الفنية سواء كانت درامية أو سينمائية، لاحتوائها على مشاهد غير أخلاقية أثرت بشكل واضح على أخلاق وسلوكيات الأطفال والشباب، الذين يشاهدون هذه الأعمال، التي لا يعني صانعوها سوى جني الأموال. إذن .. ماذا حدث للمصريين؟، ولماذا كل هذه العنف؟، وأين التسامح؟، ولماذا أصبحت قلوبنا قاسية ونفوسنا مريضة؟، وكيف يمكن إنقاذ المجتمع من هذه الظاهرة التي تهدده؟، وهل هي ناتجه عن غياب دور الأسرة والمؤسسات التربوية والثقافية وتأثير وسائل الإعلام؟. سلوكياتنا هي التي تجيب على بعض التساؤلات التي تدور في أذهاننا، وبخاصة عندما نتحدث عن ذهاب البركة من حياتنا، والأمن والأخلاق من شوارعنا. لابد من إحياء دور الأسرة والمدرسة، والمؤسسات التعليمية والثقافية، وإعادة النظر في الرسالة الإعلامية، لغرس القيم والأخلاق الحميدة، وخلق جيل جديد يكون متسامحا. [email protected] لمزيد من مقالات عماد الدين صابر