قصات شعر تثير الاشمئزاز، بنطلونات ممزقة بالية، إلقاء قمامة في قارعة الطريق، أغاني هابطة، شباب وفتيات لا تميزهم من بعض، كلها سلوكيات دخيلة على المجتمع المصري، وظواهر تنم عن القبح الذي يشكل خطورة على مجتمعتنا. والمتأمل فيما يرتديه الشباب والفتيات من بنطلونات وتيشرتات عصرية (ممزقة ورثة) وفقا لمفهوم هؤلاء الشباب عن الموضة والتي يدفع فيها ملايين الجنيهات سنويا، يجد أنها لا تتناسب مع ثقافتنا الشرقية، ولم تكن موجودة من قبل، وهو ما يجعلنا نتوقف كثيرا أمام هذه الظواهر التي تستحق البحث والدراسة من قبل المتخصصين من أجل معالجتها. إن افتقاد المجتمع للقدوة وغياب دور الأسرة ووسائل الإعلام وانتشار مواقع التواصل الاجتماعي، هي أسباب ساعدت على تفشي هذه الظواهر، التي يركز عليها الإعلام دون تقديم الحلول لمعالجتها، تزامنا مع دراما تليفزيونية جل اهتمامها قصص تتحدث عن المخدرات والبلطجة. وعليه يجب على المجتمع الانحياز إلى قيم الجمال التي كانت موجودة منذ زمن ليس ببعيد، في كافة أشكال الحياة سواء كانت في الموضة التي كانت تنم على الرقي والذوق الرفيع، مرورا بالمباني التي تشكل نوع من الحضارة عبر التصميم التي تبرز الجمال. إذن لابد من القيام بثورة مجتمعية من مختلفة الجهات الحكومية والأهلية، للحد من تفشي هذه الظواهر، التي أصبحت سمة أساسية من سمات المجتمع، إضافة إلى عودة دور الأسرة عبر مراقبة أبنائها ومحاسبتهم، وأن يكف الإعلام عن تصدير القبح تحت شعار الحرية التي تم استخدامها بشكل خاطيء. فهل ستستمر السلوكيات والظواهر القبيحة في المجتمع أم نرى في القريب إختفائها؟، ومن المؤكد أن تعزيز ثقافة الجمال هي السبيل الوحيد لتجنب القبح. [email protected] لمزيد من مقالات عماد الدين صابر