العضلات والقوة تفرض وجودها .. وأوروبا شعارها «ممنوع الاقتراب أو المنافسة» من النظرة الأولى لما حدث فى مباريات دور الثمانية لكأس العالم, لابد ان تنحى المنطق جانبا مثلما كان الحال من قبل فى الأدوار السابقة لاسيما فى ظل حالة الخسوف التى اصابت الاسماء الكبيرة والنجوم اللامعة ذات السمعة والصيت, وانسحابها من داخل البساط الأخضر رغم أنفها تاركة المشهد للوجوه الجديدة التى باتت تطرب وتسعد الجماهير ليس بأدائها الفنى المهارى العالى ولكن بالقوة البدنية والتحركات السريعة غير الطبيعية التى ترهق العقول قبل القلوب. بالعودة الى الوراء قليلا وبالتحديد منذ عام 2002.. بدأت خريطة كرة القدم تتغير بعد تدخل تحليل الأداء وتركيز المدربين على الالتزام الخططى واللياقة البدنية التى أسهمت فى إزالة متعة كرة القدم واستغلال المهارات الفردية، فى الوقت الذى مازالت هناك منتخبات تعتمد على «النجم الأوحد» وهو ما تسبب فى خروج منتخبات كبرى مثل الأرجنتينوالبرازيل اصحاب التاريخ الكبير فى الساحرة المستديرة. اللياقة البدنية بالنظر للمنتخبات المتأهلة لدور نصف النهائى فى كأس العالم 2018 يتضح أن الفرق يتميز لاعبوها باللياقة البدنية العالية التى أسهمت فى صنع الفارق لمنتخباتها حتى الدقائق الأخيرة مثل روسياوكرواتيا.. كما ان المنتخبات حاليا لديها ميزة غير مسبوقة انها تمتلك لاعبين معدل أعمارهم ما بين 25 إلى 30 عاما أى أن هؤلاء لديهم القدرة على المشاركة فى كأس العالم 2022 بقدرات جيدة متسلحة بالخبرات والقدرة على التعامل مع المواقف الصعبة. بالتطبيق على منتخب الشياطين الحمر أو بلجيكا نجد أن المدرب روبرتو مارتينيز وفريقه وصل إلى دور الثمانية وهو ليس مرشحا للفوز باللقب ويقدم أداء محترما إلى درجة أنه ربما يبدو الأمر منصفا أن يشعر بالفخر، حيث وجدت بلجيكا الآن بعد كل الإخفاقات مستواها وربما لم يتوقع سوى عدد قليل هوية الرجل الذى يقودها إلى ذلك لكنه كان انتصارا أيضا لمارتينيز الذى يستحق الإشادة. وعشية مباراة البرازيل حاول روميلو لوكاكو، التفكير فى نقاط ضعف البرازيل لكن اتضح أنه لا يستطيع العثور عليها لاسيما أن «ثلاثة من أربعة» من دفاع البرازيل يتمتعون بخبرة كبيرة ويتطلب الأمر براعة كبيرة للتفوق عليهم، فاللغز كان يكمن فى المدافع الرابع فاجنر الذى لعب سبع مباريات مع البرازيل ويشارك فى التشكيلة الأساسية بسبب إصابة دانى الفيس قبل البطولة والذى نجح فى التعامل مع خطورة المكسيك لكنه مثل بقية زملائه لم يتعرضوا لاختبار حقيقى فى المونديال. كان من الواضح على الفور أن مارتينيز شعر أن البرازيل يمكن سحبها إلى الوسط وإزعاجها فى طرفى الملعب واستمتع لوكاكو بمواجهته ضد فاجنر من مركزه الجديد فى الجناح الأيمن بمجرد أن بدأت المباراة .. وقدم منتخب الشياطين الحمر أداء مذهلا فى الشوط الأول والذى بدا أنه اختار القوة على حساب السحر عندما شارك مراون فيلاينى وناصر شاذلى لكن هذه المجموعة فى خط الوسط منحت الفرصة لخط الهجوم للتألق. لكن بلجيكا، التى أخفى مارتينيز ملامحها قبل أن يمنح تعليماته الأخيرة قبل المباراة للاعبيه، لا يجب التعامل معها باستهانة الآن وعندما تنزل إلى أرض الملعب لمواجهة فرنسا فى الدور قبل النهائى غدا ربما يصاحبها جزء بسيط من الاطمئنان والتفاخر, يدعمه فى ذلك صدارته لقائمة أكثر الفرق تسجيلًا فى المونديال ، حيث أحرز لاعبوه 14 هدفًا، بينما يُعد منتخب البرازيل، الذى ودع المسابقة من ربع النهائي، هو الأكثر محاولات هجومية على مرمى الخصوم، ب292 محاولة. أرقام من دور الثمانية شهد هذا الدور تسجيل 11 هدفًا فى 4 مباريات، بمعدل 2.7 هدف فى المباراة الواحدة انتهت 3 مباريات، بفوز أحد المنتخبين، فى الوقت الأصلى من المباراة، بينما امتد لقاء واحد فقط، إلى ضربات الجزاء، بعد انتهاء الوقتين الأصلى والإضافي، بالتعادل الإيجابي. لم تشهد مباريات ربع النهائي، أى ضربة جزاء، فى الوقتين الأصلى والإضافي، بينما سجل البرازيلى فيرناندينيو، الهدف الوحيد فى هذا الدور، بالخطأ فى مرماه. أشهر حكام المباريات، 16 إنذارًا، خلال مباريات دور ربع النهائي، بمعدل 4 كروت فى اللقاء الواحد، فى الوقت الذى لم تسجل فيه أى حالة طرد، فى اللقاءات الأربعة. على الرغم من خروج منتخب إسبانيا، من دور ثمن النهائي، إلا أنه واصل صدارته، للمنتخبات الأكثر تمريرًا، فى المونديال، ب3120 تمريرة، بينما انتزعت السويد، التى ودعت البطولة من دور ال8، صدارة الأفضل دفاعًا، ب224 تصديًا لهجمات الخصوم. شهدت 3 مباريات، فى النسخة الحالية من المونديال، العدد الأكبر من الأهداف، والبالغة 7 أهداف؛ وهي: الأرجنتينوفرنسا (ثمن النهائي)، بلجيكا وتونس (المجموعات)، إنجلترا وبنما (المجموعات)، بينما يأتى لقاء كرواتياوروسيا، الأكثر تهديفًا فى ربع النهائي، ب4 أهداف. وتعتبر مباراتا إنجلترا وكولومبيا، فى دور ال16، وبنما وبلجيكا، فى دور المجموعات، الأكثر عنفًا، حيث شهدت كل منهما، 8 كروت صفراء وحمراء. اللاعبون فى أرقام واصل الإنجليزى هارى كين، نجم منتخب الأسود الثلاثة، تصدر قائمة هدافى المونديال، ب6 أهداف، يليه كل من البرتغالى كريستيانو رونالدو، والبلجيكى روميلو لوكاكو، والروسى دينيس سواريز، ب4 أهداف. البرازيلى نيمار، ظهر كأفضل لاعب فى المحاولات الهجومية، ب27 محاولة، سجل خلالها هدفين فقط، بينما يُعد لاعب اوروجواى ماتياس فيشينيو، الأكثر قطعًا للمسافات فى البطولة حتى الآن، ب52 كيلومترا. حصل مودريتش، على جائزة أفضل لاعب فى مباراة كرواتياوروسيا، لتكون المرة الثالثة الذى يتوج فيها بهذا الأمر، معادلًا هارى كين، نجم منتخب إنجلترا.