عبدالوهاب حامد :(br) الأفعال تحقيرا له وتحدثا بعيبه والنبي صلي الله عليه وسلم لا يحب أن يحاكي إنسانا في فعله أو طريقة كلامه أو مشيه أو غير ذلك, ولو أعطي علي ذلك شيئا كثيرا من الدنيا. مما كان إنسان أخر هو تقليده في الكلام أو, لأن المحاكاة هي نوع من أنواع الغيبة, والله عز وجل قد حرم الغيبة, فقال تعالي: ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه وقال رسول الله صلي الله عليه وسلم أتدرون ما الغيبة؟ قالوا: الله ورسوله أعلم قال: ذكرك اخاك بما يكره قيل: أفرأيت أن كان في أخي ما أقول؟ قال: أن كان فيه ما تقول فقد اغتبته, وأن لم يكن فيه فقد بهته, وعن عائشة قالت: قلت للنبي صلي الله عليه وسلم: حبك من صفية كذا وكذا. تعني: قصيرة فقال: لقد قلت كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته قالت: وحكيت له إنسانا, فقال: ما أحب أني حكيت إنسانا, وأن لي كذا وكذا. قال النووي حول معني الغيبة انها ذكرك الإنسان بما فيه مما يكره, سواء كان في بدنه أو دينه أو دنياه أو نفسه أو خلقه أو خلقه أو ما له أو ولده أو والده أو زوجة أو خادمه أو مملوكه أو عمامته أو ثوبه أو مشيته وحركته وبشاشته, وخلاعته وعبوسه وطلاقته, أو غير ذلك مما يتعلق به سواء ذكرته بلفظك أو كتابك, أو رمزت أو أشرت إليه بعينك أو يدك أو رأسك أو نحو ذلك, وضابطه: كل ما أفهمت به غيرك نقصان مسلم, فهو غيبة محرمة, ومن ذلك المحاكاة بأن يمشي متعارجا, فالغيبة لا تقتصر علي اللسان فقط بذكر العيوب, بل تكون أيضا بتقليد كلام وأفعال الآخرين والبواعث علي ذلك كثيرا منها: التشفي: وذلك حين يكون الإنسان غاضبا علي إنسان آخر بسبب ما فاته يتشفي بتقليده, فيقول: مثل قوله ويفعل مثل فعله علي وجه التنقيص, ومنها أيضا ارادة التصنع والمباهاة, وهو أن يرفع نفسه بتنقيص إنسان أخر, خاصة إذا كان في طريقة كلام هذا الإنسان أو مشيته. وقد قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: لما عرج بي مررت بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون وجوههم وصدورهم! فقلت: من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويخوضون في أعراضهم وقال عليه السلام: من رمي مسلما بشيء يريد شينه به حبسه الله علي جسر جهنم حتي يخرج مما قال