قال العلامة الشيخ شهاب الدين أحمد الأبشيهي في كتابه المستطرف في كل فن مستظرف أوحي الله تعالي إلي موسي عليه الصلاة والسلام إن المغتاب إذا تاب فهو آخر من يدخل الجنة وإن أصر فهو أول من يدخل النار ويقال لا تأمن من كذب لك أن يكذب عليك ومن اغتاب عندك غيرك أن يغتابك عند غيرك وقيل للحسن البصري رضي الله تعالي عنه إن فلانا اغتابك فأهدي إليه طبقاً من رطب فأتاه الرجل وقال له اغتبتك فأهديت إلي فقال الحسن أهديت إلي حسناتك فأردت أن أكافئك. وعن ابن المبارك رحمه الله تعالي قال لو كنت مغتاباً أحداً لاغتبت والدي لأنهما أحق بحسناتي وإذا حاكي إنسان إنسانا بأن يمشي متعارجاً أو متطأطئاً أو غير ذلك من الهيئات يريد تنقيصه بذلك فهو حرام وبعض المتفقهين والمتعبدين يعرضون بالغيبة تعريضاً تفهم به كما تفهم بالتصريح فيقال لأحدهم كيف حال فلان فيقول الله يصلحنا الله يغفر لنا الله يصلحه نسأل الله العافية نحمد الله الذي لم يبتلنا بالدخول علي الظلمة نعوذ بالله من الكبر يعافينا الله من قلة الحياء الله يتوب علينا وما أشبه ذلك مما يفهم تنقيصه فكل ذلك غيبة محرمة. وأعلم أنه كما يحرم علي المغتاب ذكر الغيبة كذلك يحرم علي السامع استماعها فيجب علي من يستمع إنسانا يبتديء بغيبة أن ينهاه إن لم يخف ضرراً فإن خافه وجب عليه الإنكار بقلبه ومفارقة ذلك المجلس إن تمكن من مفارقته فإن قال بلسانه أسكت وقلبه يشتهي سماع ذلك قال بعض العلماء إن ذلك نفاق قال الله تعالي "وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتي يخوضوا في حديث غيره". [email protected]