قال العلامة الشيخ شهاب الدين أحمد الأبشيهي في رائعته المستطرف في كل فن مستظرف ذكر أبوالعباس الشيباني قال وفد علي أبودلف عشرة من أولاد علي بن أبي طالب رضي الله عنه في العلة التي مات فيها فأقاموا ببابه شهرا لا يؤذن لهم لشدة العلة التي أصيب بها ثم أفاق فقال لخادمه بشر ان قلبي يحدثني ان بالباب قوما لهم الينا حوائج فافتح الباب ولا تمنعن احدا قال فكان أول من دخل آل علي رضي الله عنه فسلموا عليه ثم ابتدأ الكلام رجل منهم من ولد جعفر الطيار فقال أصلحك الله أنا من أهل بيت رسول الله وفينا من ولده وقد حطمتنا المصائب وأجحفت بنا النوائب فإن رأيت أن تجبر كسيرا وتغني فقيرا لا يملك قطميرا فافعل فقال لخادمه خذ بيدي واجلسني ثم اقبل معتذرا اليهم ودعا بدواة وقرطاس وقال ليكتب كل منكم بيده انه قبض مني ألف دينار قالوا فبقينا والله متحيرين فلما أن كتبنا الرقاع ووضعناها بين يديه قال لخادمه علي بالمال فوزن لكل واحد منا ألف دينار ثم قال لخادمه يابشر اذا أنا مت فادرج هذه الرقاع في كفني فإذا لقيت محمدا في القيامة كانت حجة لي اني قد أغنيت عشرة من ولده ثم قال ياغلام ادفع لكل واحد منهم ألف درهم ينفقها في طريقه حتي لا ينفق من الألف دينار شيئا حتي يصل إلي موضعه قال فأخذناها ودعونا له وانصرفنا ثم مات رحمه الله... وقيل لأعرابي انك تموت قال وإلي أين أذهب قالوا إلي الله تعالي فقال لا أكره ان أذهب إلي من لا أري الخير الا منه وبكي الخولاني عند موته فقيل له ما يبكيك وقلة أبكي لطول السفر قلة الزاد وقد سلكت عقبة ولا أدري إلي أين أهبط وإلي أي مكان. معتز [email protected]