قرأت رسالة الدكتور محمد محمود يوسف فى بريد الاهرام تحت عنوان «الرقم الذى حير العباقرة»، وهو الرقم 2520، وقد اندهشت أن يكون هذا الرقم محيرا للعباقرة حتى إن مواقع التواصل الاجتماعى انشغلت به أيضا بدعوى أنه يقبل القسمة على الأرقام من 1 إلي10 بدون باق، وأشير إلى أنه ليس رقما بل هو عدد، فالأرقام، وهى أحادية، عشرة فقط بدءا من الصفر حتى الرقم 9، والعدد هو ما يتكون من رقمين فأكثر، ويمكن اعتبار العدد رقما فى حالة الترقيم فقط كأن نقول الصفحة رقم.... أو الرسالة رقم.... وهكذا، ويمكن قسمة العدد 2520على أعداد أكبر من 10 بدون باق مثل : 12، 15، 18، إلخ حتى العدد 1260، كما أن هذا العدد ليس الوحيد فى ذلك، فمضاعفاته تؤدى إلى النتائج نفسها, وهى عدم وجود باق من القسمة مثل الأعداد : 5040 7560 10080 إلخ هذا، وبالنسبة للمثال الخاص بمجموع الأعداد الطبيعية المنتظمة فثمة معادلات بسيطة تستخدم فى ذلك بكل سهولة سواء كانت الأعداد فى متوالية حسابية أو فى متوالية هندسية، وهذه المعادلات فى مقرر علم الجبر لطلاب المرحلة الأولى من الثانوية العامة، وإذا كانت عوامل العدد محل الرسالة وهى 7 التى تمثل عدد أيام الأسبوع، و12 الذى يمثل عدد شهور السنة و30 الذى يمثل عدد أيام الشهر، فإن ذلك محض مصادفة فمثلا عدد أيام الشهر ليست 30 يوما فى جميع الشهور وإنما هو اصطلاح تجارى لتيسير العمليات الحسابية التجارية، فعلى المنوال يمكن استخراج العوامل التالية من العدد نفسه 2520 وهي: 4 7 9، 10 وهذه العوامل ترتبط - بالمصادفة أيضا - بفريضة الحج : الرقم 4 عدد الأشهر الحرم ومنها بالطبع أشهر الحج، والرقم 7 عدد مرات السعى أو الطواف، والرقم 9 هو يوم عرفة، والعدد10 وهو مجموع أيام الصيام لمن لم يتيسر له الهدي.. إن علوم الرياضيات من العلوم الشيقة التى يتعين الاهتمام بها باعتبارها «أم العلوم»، وللعلماء العرب باع كبير فيها، ومن أشهرهم الخوارزمى صاحب كتاب «الجبر والمقابلة»، وإليه ينسب علم اللوغاريتمات، ومن العلماء الذين ألفوا أرجوزة فى هذا العلم ابن الياسمين، حيث يقول فى متن أرجوزته: على ثلاثة يدور الجبر، المال والأعداد ثم الجذر، ومن علماء الرياضة العالميين الأمريكى ج0 بوليا، مؤلف كتاب «البحث عن الحل»، وهو كتاب جدير بالقراءة ومن أهم النصائح التى وردت فيه عبارة: «المراجعة نصف الحل»، وهى بالفعل نصيحة ثمينة تصلح لجميع العلوم وكل أمور الحياة. محمد فكرى عبدالجليل