فى عموده «مجرد رأي» بالأهرام تحدث أ.صلاح منتصر عن الرقم 2520 باعتباره أغرب الأرقام الذى حير عباقرة الرياضة حتى اليوم لأنه يقبل القسمة على الأرقام من 1 إلى 10 بدون كسور ، وهو ما يصعب بل يستحيل مع أى رقم آخر. وبعد بحث مستفيض اكتشف علماء الرياضيات أن هذا الرقم هو حاصل ضرب 7(عدد أيام الأسبوع) x12 ( عدد شهور السنة ) x30 (عدد أيام الشهر) . وصدق الله العظيم الذى يقول فى محكم كتابه «وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِّتَبْتَغُوا فَضْلًا مِّن رَّبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلًا» [الإسراء12]. ومن المؤكد أن للأرقام أسراراً وغرائب وعلاقات تمت الاستفادة منها فى اختراع الآلات الحاسبة والحاسوب وماكينات الصرف الآلى ATM وغيرها . وأذكر فى هذا السياق أن تفهم العلاقات الرياضية وتطويعها يعد من أبرز أسباب تقدم اليابان ، وهو ما حدا ببعض الباحثين إلى إجراء تجربة فريدة وطريفة على عينة من تلاميذ المدارس اليابانية مع أقرانهم من دول عديدة ، حيث أعطى كل تلميذ آلة حاسبة جديدة وطلب منهم حساب مجموع الأعداد من 1 إلى 10000 وفوجئ الجميع بأن التلاميذ توصلوا إلى الحل الصحيح فى غضون دقائق معدودة، بينما ظل أقرانهم يجمعون بالطريقة النمطية (1+2+3.....+10000) وهو ما تطلب وقتاً طويلاً للغاية ناهيكم عن كثرة الوقوع فى الخطأ مما استوجب بدء العملية الحسابية من جديد ، وعندما فحصت إجابات التلاميذ اليابانيين وجد أنهم ملمون بالعلاقات بين الأرقام على النحو التالي: الأرقام المطلوب حساب مجموعها هى من 1 إلى 10000 ويمكن الحصول على حاصل جمعها بسرعة عن طريق جمع بداية المدى ( الرقم 1) ونهايته (10000) والقسمة على 2 والضرب فى نهاية المدي. لتبسيط الأمر فإذا طلب منا جمع الأرقام من 1 إلى 10 مثلاً فإن المجموع بالطريقة التقليدية النمطية سيكون :( 1+2+3+4+5+6+7+8+9+10=55)، وهو ما يمكن الحصول عليه بسرعة فائقة كما يلى :(1+10/2)x01=55 أتمنى على الزملاء كتاب بريد الأهرام من المتخصصين فى علوم الرياضيات والفيزياء والهندسة إلقاء المزيد من الضوء وبشكل مبسط لإزالة الغموض عن العلاقات بين الأرقام وكيف أمكن تطويع هذه العلاقات لاختراع الأجهزة الرقمية وطرق التحليل التى تعتمد على التصوير الرقمى (DIA) والتقنيات الرقمية التى انتشرت بشكل مذهل فى كل نواحى الحياة الانتاجية والعلمية والخدمية وغيرها فأصبحنا نسمع عن الكاميرات الرقمية والمكتبات الرقمية والاقتصاد الرقمى وغيرها حتى إنه يمكننا القول بأننا نعيش فى العصر الرقمى أو عصر «الديجيتال». د. محمد محمود يوسف أستاذ بجامعة الإسكندرية