من خلال أصابعه الصغيرة، استطاع شحات أبو ذكرى (54 سنة) أن يتغلب على عقدته التى لم يستطع لسنوات طويلة أن يتخلص منها، "جدول الضرب" الذى كان يقف عاجزا عن حفظه أو فك طلاسمه حتى توصل إلى طريقة جديدة تمكنه ليس فقط من إجراء عمليات حسابية، بل تحويل يديه إلى آلة حاسبة شديدة التمكن من إجراء عمليات الجمع والطرح والضرب والقسمة. خلال فترة الإعدادية، كان كثيرا ما يعاقبه المدرس بسبب حفظه جدول الضرب فظل سنة كاملة يبحث عن طريقة تجنبه ذلك العقاب القاسى، "البرشام" أو "المانيفستو" لم تكن مجدية بالنسبة له حتى توصل إلى تلك الطريقة السريعة التى جعلت الكثيرين يعتقدون أنه يملك ذاكرة إلكترونية ولكن تلك الطريقة لم تعدو أن تكون مجرد ربط بين النظام العشرى فى الحساب وبين أصابعه العشرة. يستخدم أبو ذكرى أصابعه لصنع عملية حسابية فى غاية السرعة، فخلال أقل من 10 ثوان يستطيع أن يجرى عمليات حسابية فى غاية التعقيد، ولم يكتف أبو ذكرى بالعمليات الحسابية البسيطة، بل يحاول تطوير تلك الطريقة لتساعد فى حل اللوغاريتمات والكسور العشرية والاعتيادية بل والجذور أيضا. قرر شحات بعد سنوات طويلة أن يسجل براءة اختراع تلك الطريقة ليتمكن من تدريسها للأطفال والمكفوفين الذى أكد أنها طريقة فعالة تمكنهم من إجراء أعقد العمليات الحسابية بسهولة شديدة، ويتمنى أن يتم استبدال الطرق العقيمة المستخدمة فى تعليم طلبة المدارس العلميات الحسابية بتلك الطريقة التى يعتقد أنها يمكن أن تحقق طفرة فى المستوى التعليمى ليس فى الرياضيات وحدها، بل فى كل العلوم المرتبطة بالرياضيات. "تلك الطريقة الحسابية تنمى الذكاء وتساعد على اتساع الخيال وسرعة البديهة، كما أنها تنشط الذاكرة وتجعل الطفل يتعود على البحث عن المعلومة وليس الحصول عليها جاهزة، كما هو الحال فى الآلة الحاسبة مما يعطل التفكير ولا يجعله يعمل عقله. "لدينا الإمكانيات البشرية التى يمكنها أن تكون أكثر فاعلية، ولكنها تحتاج إلى قليل من التدريب" قال أبو ذكرى مؤكدا أن تعليم الأطفال العمليات الحسابية باستخدام عداد كما هو الحال فى "اليوسى ماس" لا يحقق أية استفادة للطفل وهو مجرد استبدال للآلة الحاسبة بالعداد. تلك الطريقة الحسابية الجديدة لم تكن الاختراع الوحيد لشحات أبو ذكرى، فقد نجح فى تقديم 27 اختراعا واستطاع تسجيل 4 اختراعات منهم، حيث أتاح له عمله فى مجال "ميكانيكا السيارات" إلى تكثيف اختراعاته فى هذا المجال، حيث اخترع جهاز لحماية السيارات من السرقة بحيث تتحول كل أجهزة السيارة وقت تعرضها للسرقة إلى أداة لمنع السيارة من التحرك وكأنها تحولت إلى قطعة من الصخر لا يمكن إزاحتها عن مكانها ولا تعود أجزاء السيارة إلى طبيعتها إلا ببصمة إصبع صاحبها وبعد إدخال الرقم السرى. من المعروف أن انفجار إطارات السيارات وقت الحوادث هو الذى يتسبب فى انقلاب السيارات وانفجارها، لذلك اخترع أبو ذكرى تصميما هندسيا جديدا فى الإطار المطاطى والمعدنى للسيارات من نفس خامات الإطار العادى، والذى لا يسمح للسيارة بالهبوط إلى أقل من مستوى ارتفاعها العادى، وبالتالى لا تنقلب ولا تحتاج تلك الإطارات إلى تغييرها، حيث يمكن أن يعاد إصلاحها. هل يمكن أن تصدق إمكانية أن تستبدل البنزين فى سيارتك بالمياه؟ الاختراع الأخير الذى أوشك أبو ذكرى مهندس الميكانيكا على الانتهاء من وضع لمساته الأخيرة، حيث يثبت فى السيارة جهاز يستخلص الهيدروجين من المياه ليستخدم فى تشغيل السيارة، وهو جهاز غير مكلف ويعادل تكلفة البنزين خلال شهر واحد كما أنه غير ملوث للبيئة، حيث تخرج مواسير الشكمانات نقط مياه وبخار ماء. الإنفاق على التجارب الكثيرة التى يجريها أبو ذكرى للوصول إلى هذه الاختراعات، يبدو أمرا باهظ التكاليف، لذلك فإن الوصول إلى تطبيق تلك الاختراعات على أرض الواقع يحتاج إلى وجود مستثمرين مؤمنين بهذه الأفكار وإلا ظلت هذه الأفكار حبيسة الأدراج غير قادرة على رؤية النور.