نيتانياهو يعين وزيرا جديدا للدفاع المدني

استعدادا لمواجهة محتملة مع طهران

رغم تصاعد التهديدات الإسرائيليلة بشن ضربة عسكرية إستباقية ضد إيران‏,‏ أكدت الولايات المتحدة أمس أنه لايزال هناك وقت للطرق الدبلوماسية لحل الأزمة النووية الإيرانية‏. وذلك في الوقت الذي رفضت فيه طهران التصعيد الإسرائيلي ضدها, مؤكدة أن تهديدات تل أبيب نابعة من الشعور بالخوف والضعف. فمن جانبه, أكد المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني مجددا عزم الولايات المتحدة علي مواصلة الجهود الدبلوماسية للتوصل إلي تسوية للملف النووي الإيراني,قائلا إن واشنطن لا تزال تعتقد أن هناك وقتا ومساحة للدبلوماسية, ويمكن لإيران أن تستفيد من ذلك, مشيرا إلي إمكانية تشديد العقوبات علي طهران.
وعلي الجانب الإسرائيلي, عين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نيتانياهو أمس أبراهام ديختر وزيرا جديدا للدفاع المدني وذلك وسط تزايد الجدل العام حول احتمال توجيه ضربة عسكرية ضد إيران.
وكان ديختر وزيرا للأمن الداخلي ورئيسا لجهاز الأمن( شين بيت), ويذكر أنه أعلن في وقت سابق أنه يفضل ألا تتحرك إسرائيل بمفردها لدي توجيه أي ضربة لمنشآت نووية إيرانية.ووصف معلقون إسرائيليون ديختر(59 عاما) بأنه قريب إلي كل من نتانياهو ووزير الدفاع إيهود باراك, وهما أعلي صانعي قرار فيما يخص أي تحرك عسكري ضد إيران. وكان ديختر عضوا في وحدة كوماندوس خاصة خدم فيها الاثنان. وأكد نتانياهو نبأ تعيين ديختر وزيرا للدفاع المدني قائلا إن ديختر سيتولي الآن عملا مهما يساعد فيه في النشاط الذي عمل فيه طوال حياته.. الإسهام في أمن الدولة. وسيحل ديختر محل الجنرال السابق ماتان فيلناي الذي عين في الآونة الأخيرة سفيرا لدي الصين. وقال ديختر علي صفحته علي موقع فيسبوك إنه قبل المنصب الوزاري دون أن يشير إلي إيران. وفي غضون ذلك, قال مايكل اورين السفير الإسرائيلي لدي واشنطن في مقابلة مع شبكة إن.بي.سي الأمريكية إن ساعة إسرائيل تدق بشكل أسرع من ساعة الرئيس الأمريكي باراك أوباما فيما يتعلق بالمواجهة مع إيران. وأشار اورين إلي ما سماه اختلافات هيكلية بين الولايات المتحدة وإسرائيل قائلا إن الولايات المتحدة دولة كبيرة بعيدة عن الشرق الأوسط أما إسرائيل فهي دولة صغيرة تقع في محيط إيران وتتعرض للتهديدات بشكل شبه يومي من قبل القادة الإيرانيين.و أضاف السفير الإسرائيلي أن خمسة أشهر من المفاوضات مع إيران لم تنجح في حل الأزمة. وفي المقابل, حذر ياروم آرياف مدير عام وزارة المالية الإسرائيلية السابق من أن الحرب الإسرائيلية علي طهران ستكلف اقتصاد إسرائيل مليارات الشيكلات. ونقلت صحيفة هاآرتس الإسرائيلية عن ارياف قوله إن حرب لبنان الثانية عام2006- والتي استمرت34 يوما فقط وقاتل فيها جبهة إسرائيلية واحدة ولم تتطلب نشر كاملا للقوات كلفت إسرائيل ما يزيد عن15 مليار شيكل, فما سيكون الحال في حالة الحرب مع إيران التي بالتأكيد ستكون أوسع نطاقا وستحتاج لأسلحة وتكتيكات حربية مكلفة للغاية.وتوقع الخبير الإسرائيلي أن يخسر الاقتصاد الإسرائيلي في حالة الحرب مع إيران1.5 مليار شيكل يوميا و45 مليارا شهريا.
وفي تصعيد إيراني, رفضت طهران التهديدات الإسرائيلية المكثفة بتوجيه ضربة عسكرية ضدها, محذرة من أنه حتي وإن أقدم بعض المسئولين الإسرائيليين علي تلك الخطوة التي وصفتها بالحمقاء فإنهم سيواجهون عواقب وخيمة للغاية. وقال المتحدث باسم وزارة الخاريجة الإيرانية رامين مهمانبراست للصحفيين وفقا لتقديراتنا, فإننا لا نتخذ تلك التهديدات علي محمل الجد لأننا نراها خاوية ولا أساس لها. وتابع قائلا حتي إذا كان بعض المسئوليين في النظام غير الشرعي( إسرائيل) يريدون تنفيذ تلك الخطوة الحمقاء, فإن المسئولين في قلب الحكومة الإسرائيلية لن يسمحوا بذلك لأنهم يعرفون أنهم سيعانون عواقب وخيمة للغاية جراء هذا التصرف. ومن جانبه, قال وزير الدفاع الإيراني أحمد وحيدي إن الحرب الكلامية والجعجعة من جانب بعض زعماء النظام الصهيوني سببها شعورهم بالضعف والخوف وليس علامة علي القوة, حيث أنهم يعلمون جيدا أنه لن يكون لهم قبل بالقوة الإيرانية. وأضاف إن الصهاينة متخوفون للغاية من الصحوة الإسلامية في المنطقة لدرجة أنهم لم يعدوا يثقون حتي في ظلهم ويحاولون إخفاء ذلك بمثل هذا الصوت العالي والحرب النفسية, علي حد وصفه. وفي سياق متصل, أكد مساعد رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية العميد مسعود جزائري علي أن توفير أمن الملاحة في منطقة الخليج يمكن أن يتحقق من خلال خروج القوات الأمريكية منها. ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية إرنا عن جزائري قوله إذا أرادت دول العالم إرساء أمن الملاحة والتجارة في مسار الخليج ومضيق هرمز فيجب أن تتخذ خطوات للضغط علي الولايات المتحدة لسحب قواتها من المنطقة, ودعا دول الخليج إلي العمل لإرساء أمن الملاحة في الممر المائي الاستراتيجي بصورة كاملة. وعلي صعيد آخر, انتقدت روسيا بشدة العقوبات الأمريكية الجديدة علي إيران محذرة من أن تلك العقوبات ستضر بالعلاقات الروسية الأمريكية إذا تأثرت شركات روسية بالقيود الأمريكية الجديدة. وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان نحن نعتبر الجهود الرامية إلي فرض تشريعات امريكية داخلية علي العالم كله غير مقبولة بالمرة. ونرفض أساليب الابتزاز الصريح التي تلجأ اليها الولايات المتحدة فيما يتعلق بشركات دول أخري وبنوكها.