ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية أن تخوف واشنطن من هجوم عسكري محتمل لإسرائيل ضد إيران دفع مسئوليها لتكثيف رسائل التعبير عن رفضهم لهذا الهجوم والتحذير من عواقبه للمسئولين الإسرائيليين.. كما دفع بمسئولي الدفاع الأمريكيين إلى تأمين المنشآت الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط تحسبا لاندلاع الحرب. وقالت الصحيفة في سياق تقرير أوردته اليوم إن الرئيس الأمريكي باراك أوباما ووزير الدفاع ليون بانيتا وغيرهم من كبار المسئولين الأمريكيين قد توجهوا مؤخرا بسلسلة من الخطابات السرية للقادة الإسرائيليين لتحذيرهم من العواقب الوخيمة للهجوم المحتمل، وإعلامهم بالموقف الأمريكي المتمسك بمنح المزيد من الوقت للعقوبات المفروضة على طهران كي تؤتي ثمارها ومن ثم تمتنع إيران عن تصنيع السلاح النووي.
وتكثيفا للضغط على المسئولين الإسرائيليين ، تحدث أوباما هاتفيا أول أمس وفقا للصحيفة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول الملف الإيراني.. كما سيلتقي رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية الجنرال مارتن ديمبسي مع مجموعة من مسئولي الجيش الإسرائيلي خلال زيارته لتل أبيب التي سيبدؤها خلال أيام.
وأشارت الصحيفة إلى أن تكثيف الأنشطة الدبلوماسية والخطط التأمينية من قبل الإدارة الأمريكية بشأن ملف الهجوم الإسرائيلي على إيران يأتي بالتزامن مع تحذير مباشر وجهه مسئولون أمريكيون لطهران بشأن ما تقوم به من إجراءات استفزازية مثل تهديدها بإغلاق مضيق هرمز أمام تجارة النفط العالمية وتوعدها بمعاقبة قتلة العالم النووي الإيراني بعد توجيهها أصابع الاتهام لواشنطن وتل أبيب.
ولفتت الصحيفة إلى أن الولاياتالمتحدة استنكرت اتهام إيران لها بقتل عالمها النووي كما أدانت الحادث، في حين لم تعلق إسرائيل على الحادث نهائيا.
وأوضحت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية أن الولاياتالمتحدةوإيران اتخذتا خلال الأيام الأخيرة بعض الخطوات التي من شأنها تخفيف حدة التوتر بينهما ، حيث وافقت طهران على استقبال وفد من المفتشين النوويين التابعين للأمم المتحدة خلال الشهر الجاري ، بينما قامت واشنطن مرتين خلال الشهر ذاته بإنقاذ بحارة إيرانيين من حوادث تعرضوا لها بالمنطقة.
وقالت الصحيفة إنه في مقابل تلك الخطوات الإيجابية لم تستبعد إسرائيل أو الولاياتالمتحدة الخيار العسكري بشأن التعامل مع الملف النووي الإيراني..ونقلت في هذا السياق عن السفير الإسرائيلي لدى واشنطن ميخائيل أورين قوله بأن إبقاء جميع الخيارات مطروحة هو نهج سياسي تتبعه الحكومة الإسرائيلية والإدارة الأمريكية ، وأن هذا النهج يجب أن يؤخذ على محمل الجد من قبل طهران.
وأفادت الصحيفة بأن الجيش الأمريكي وفقا لمسئولين يستعد حاليا لعدد من ردود الفعل المحتملة للهجوم الإسرائيلي، بما في ذلك الهجمات التي يمكن أن تشنها الميليشيات الشيعية الموالية لإيران في العراق ضد السفارة الأمريكية في بغداد وغيرها من المنشآت الأمريكية هناك.. لافتا إلى استعداد واشنطن للقيام بعمليات إعادة تمركز لطائراتها وأجهزتها العسكرية في دول خليجية حليفة لها في حال اندلاع الهجوم المحتمل.