هناك شئ ما غير معروف ولامفهوم يعوق تعمير سيناء, وفي التسعينيات وخلال وزارة الجنزوري تم اطلاق ماسمي بسلسلة المشروعات العملاقة, وكان من بينها مشروع ضخم لتنمية سيناء رصد له وقتها75 مليار جنيه علي ان ينتهي في عام2017, غير ان هذا المشروع توقف في مهده برغم استمرار العمل في مشروعات توشكي وشرق التفريعة وشمال غرب خليج السويس. وباستثناء الذي تحقق في تنمية شرم الشيخ سياحيا فإن كل جهود التنمية والاستثمار في انحاء سيناء غالبا ماتتوقف عند نقطة ما برغم اهتمام المستثمرين واهل سيناء بالاستثمار في أراضيهم وبرغم الموقف الرسمي من الدولة الداعم لتعمير سيناء. وقد كان الظن ان دواعي امنية وراء عرقلة خطط تنمية سيناء, وربما كان هذا قائما في وقت ما لكن الآن الدنيا تغيرت وقامت ثورة في مقدمة اولوياتها تنمية البلد ومن بينها شبه جزيرة سيناء. وباستثناء ترعة السلام فإن منطقة شمال سيناء لم تشهد جهدا حقيقيا للتنمية والاستثمار, اللهم إلا جهودا متفرقة هنا وهناك لإنشاء مصنع او جامعة وهذه ليست تنمية.. حتي ترعة السلام نفسها برغم انتهاء العمل بها منذ سنوات الا ان خطط الاستزراع المرتبطة بها لم تبدأ بعد.. ولااحد يعلم لماذا ؟ سيناء ارض الفيروز والفرص تكاد تتحول الان الي عبء استراتيجي علي الأمة بعد ان اغري فضاؤها الواسع وقلة عدد سكانها بالطمع في أراضيها بدوسيناء لايزيد عددهم علي320 الف مصري الكل يقول ان تنمية سيناء قضية استراتيجية قبل ان تكون اقتصادية ولكننا لانري جهدا يصب في هذا الاتجاه, والأولي ان نربط أراضي سيناء بالوادي ولايوجد افضل من الاقتصاد لتحقيق هذا الهدف فالمصانع والمزارع والأسواق وفرص العمل هي التي تحفز الناس علي الحركة والتنقل في ارجاء البلاد.. مطلوب علي وجه السرعة خطة عملية لتنمية سيناء وجذب الاستثمارات اليها ووضع آليات لتنفيذ هذه الخطة علي الفور, وربما يحتاج الأمر الي انشاء مجلس أعلي لتنمية سيناء يكون من مهامه مواجهة كل الأسباب والعوامل غير المفهومة التي عرقلت ولاتزال تعرقل تعمير سيناء. المزيد من أعمدة عماد غنيم