تشهد القاهرة نشاطا مكثفا تجاه إفريقيا، والتعاون معها، سواء من ناحية التشاور السياسى بين القيادة السياسية المصرية وقادة إفريقيا، أو التعاون الاقتصادي، وكان رئيس الوزراء الإثيوبى الجديد أبى أحمد ضيفا عزيزا على مصر، فى زيارة رسمية لمدة يومين التقى خلالها الرئيس عبدالفتاح السيسي. وتعكس الزيارة للمسئول الإثيوبى الرفيع المستوى إصرار القيادة السياسية المصرية على الحوار، ومواصلة التعاون مع دول القارة الإفريقية، وخاصة دول حوض النيل وفى مقدمتها إثيوبيا. وقد شهدت المباحثات المصرية الإثيوبية استمرار المشاورات بشأن تطورات سد النهضة، وحرص الزعيمان على تبنى رؤية مشتركة بين البلدين قائمة على احترام حق كل دولة فى تحقيق التنمية دون المساس بحقوق الطرف الآخر. وأظهرت المباحثات المكثفة لرئيس وزراء إثيوبيا مع القيادة السياسية المصرية توافر الإرادة السياسية وأيضا الإرادة الشعبية للتوسع بآفاق العلاقات بين البلدين، وأن تشمل جميع المجالات الاقتصادية والسياسية. ومما لاشك فيه أن عودة الدفء للعلاقات المصرية الافريقية، وزيادة التنسيق والحوار مع دول حوض النيل خاصة إثيوبيا والسودان وبقية الدول الأخرى تسهم فى زيادة حجم التعاون على مختلف المستويات، وفى مقدمتها العلاقات الاقتصادية سواء على مستوى التبادل التجارى أو الاستثمارات، ويرى رجال الأعمال المصريون أن هناك العديد من الفرص لإقامة استثمارات مشتركة ما بين مصر وإثيوبيا. ووفقا لمجلس الأعمال المصرى الإثيوبى فإن هناك مفاوضات جادة تجرى حاليا لإقامة منطقة صناعية مصرية فى أديس أبابا، فضلا عن المنطقة الصناعية المصرية الموجودة بولاية «ماكالي» بشمال إثيوبيا والتى جرى تخصيصها عام 2012، ومن أبرز القطاعات الجاذبة للاستثمار فى إثيوبيا: القطاع الزراعى والحيوانى والملابس، فضلا عن التشييد والمقاولات والبنية التحتية، وفضلا عن ذلك يمكن لمصر إقامة مشروعات صغيرة ومتوسطة فى إثيوبيا تتميز بانخفاض التكلفة والعائد السريع إلى جانب المشروعات الكبري. ويبقى أن الحوار المصرى الإثيوبى مازال مستمرا، وفى كل الأوقات، وفى جميع الظروف، مما يعكس الروح المصرية الجديدة، وأبرز ملامح التوجهات المصرية فى ظل «القيادة الجديدة».. الإصرار على الحوار، وتأكيد التعاون وفقا لقاعدة «الربح للجميع»، وعدم التفريط فى الحقوق التاريخية المصرية، وتفهم مصر لاحتياجات التنمية ورفع مستوى المعيشة للشعوب الإفريقية، وإصرارها على أن تقوم «بدور كبير» فى معركة التنمية الإفريقية مثلما أسهمت بقوة فى معركة التحرر واستقلال الدول الإفريقية من قبل. لمزيد من مقالات رأى الأهرام