كثر الحديث خلال الفترة الماضية عن تطوير التعليم، وبخاصة فى المراحل الإعدادية والثانوية، واستخدام "التابلت" ومحاولة الوزير د. طارق شوقى تطوير منظومة التعليم، تارة من خلال المدرسين، وتارة أخرى باستخدام نظام التابلت. الحقيقة أن منظومة التعليم وتطويره قضية أمن قومي، ولا ننسى مقولة الرئيس الأمريكي الأسبق ريجان فى الثمانيات: "أمة فى خطر"، ملمحا لأزمة التعليم فى أمريكا. سيادة الوزير.. أبناؤنا ليسوا حقول تجارب، وسبق أن تم تطبيق نظام الثانوية العامة "عامين"، وكانت كارثة وزادت الدروس الخصوصية وتوترت البيوت وتم إرهاق الأسر التى تنفق أكثر من 70% من ميزانيتها على الدروس الخصوصية (35 مليار جنيه تكلفة الدروس الخصوصية فى مصر) لذا فإن جعل الثانوية العامة 3 سنوات، كارثة كبرى تهدد كل البيوت. سيادة الوزير سنة واحدة والأسر تعيش فى كرب، لأنها تبدأ فى حجز الدروس من يناير خلال الصف الثانى، فما بالنا إذا أصبح المجموع موزع على الثلاث سنوات؟!. وقبل أن نفكر في جدوى هذا النظام ومشكلات التابلت وهل تم تطبيقه علينا أن نتذكر الضغوط النفسية والعصبية، التى ستعيد فيها الأسر علاوة على التكلفة الاقتصادية، علاوة على زيادة الدروس الخصوصية، لأن هذا النظام سيكون جديد على الطلبة، وبالتالى سيحتاج لمجموعات تقوية. معالى الوزير فى البداية يجب إلغاء أنواع المدارس المختلفة مثل البريطانية والأمريكية واليابانية والصينية، وأن تتم تنقية المناهج، وأن يتم إزالة الحشو الزائد، وأن تكون الامتحانات لقياس الفهم وليس القدرة على الحفظ، كما أرفض تطبيق نظام التابلت، حتى يتم إجراء حوار مجتمعى حقيقى حول هذا التطوير المزعوم، وفتح مجالات للحوار لإيجاد الحلول لمختلف التحديات والمخاوف التى تدور فى أذهان المتخصصين وأولياء الأمور. وأخيرا سيادة الوزير رفقا بأبنائنا، ورفقا بالأسر المصرية التى تئن من تكلفة الدروس الخصوصية ورسوم الجامعات الخاصة، والذىن أصبحوا يعانون الأمرين من تعاقب الوزراء دون رؤية حقيقية للتطوير. [email protected] لمزيد من مقالات د.سامية أبو النصر;