3 شهداء في قصف إسرائيلي استهدف منزلًا لعائلة "الدربي" غرب مدينة رفح    ميقاتي: إعلان حماس الموافقة على وقف إطلاق النار خطوة لوقف العدوان الإسرائيلي    طقس اليوم مائل للحرارة نهارا مائل للبرودة ليلا.. والعظمى بالقاهرة 28    ضابط شرطة.. ياسمين عبد العزيز تكشف حلم طفولتها وعلاقته بفيلم «أبو شنب»    صدقي صخر: تعرضت لصدمات في حياتي خلتني أروح لدكتور نفسي    وسائل إعلام أمريكية: القبض على جندي أمريكي في روسيا بتهمة السرقة    ميلكا لوبيسكا دا سيلفا: بعد خسارة الدوري والكأس أصبح لدينا حماس أكبر للتتويج ببطولة إفريقيا    خبير لوائح: أخشي أن يكون لدى محامي فيتوريا أوراق رسمية بعدم أحقيته في الشرط الجزائي    شبانة ينتقد اتحاد الكرة بسبب استمرار الأزمات    سعر الحديد والأسمنت اليوم في مصر الثلاثاء 7-5-2024 بعد الانخفاض الأخير    مصر تستعد لتجميع سيارات هيونداي النترا AD الأسبوع المقبل    وصول بعض المصابين لمستشفى الكويت جراء استهداف الاحتلال حي التنور شرق رفح    للمرة الثانية في ليلة واحدة، زيندايا تتصدر الترند بإطلالتها الجديدة ب الميت جالا    رامي صبري يحيي واحدة من أقوى حفلاته في العبور بمناسبة شم النسيم (صور)    كاسونجو يتقدم بشكوى ضد الزمالك.. ما حقيقة الأمر؟    العاهل الأردني: الهجوم الإسرائيلي على رفح يهدد بالتسبب في مجزرة جديدة    كريم شحاتة: كثرة النجوم وراء عدم التوفيق في البنك الأهلي    صدقي صخر يكشف مواصفات فتاة أحلامه: نفسي يبقى عندي عيلة    أمين البحوث الإسلامية: أهل الإيمان محصنون ضد أى دعوة    وكيل صحة قنا يجري جولة موسعة للتأكد من توافر الدم وأمصال التسمم    لا تصالح.. أسرة ضحية عصام صاصا: «عاوزين حقنا بالقانون» (فيديو)    عيار 21 الآن بعد الارتفاع الأخير.. أسعار الذهب والسبائك اليوم الثلاثاء 7 مايو بالصاغة    مصرع سائق «تروسكيل» في تصادم مع «تريلا» ب الصف    صندوق إعانات الطوارئ للعمال تعلن أهم ملفاتها في «الجمهورية الجديدة»    عملت عملية عشان أخلف من العوضي| ياسمين عبد العزيز تفجر مفاجأة.. شاهد    صليت استخارة.. ياسمين عبد العزيز تكشف عن نيتها في الرجوع للعوضي |شاهد    التصالح في البناء.. اليوم بدء استلام أوراق المواطنين    النيابة تصرح بدفن 3 جثامين طلاب توفوا غرقا في ترعة بالغربية    مصرع شخص وإصابة 10 آخرين في حادثين منفصلين بإدفو شمال أسوان    اللواء سيد الجابري: مصر مستمرة في تقديم كل أوجه الدعم الممكنة للفلسطينيين    وفد قطري يتوجه للقاهرة لاستئناف المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس اليوم    الدوري الإنجليزي، مانشستر يونايتد يحقق أكبر عدد هزائم في موسم واحد لأول مرة في تاريخه    برلماني يطالب بإطلاق مبادرة لتعزيز وعي المصريين بالذكاء الاصطناعي    عاجل - تبادل إطلاق نار بين حماس وإسرائيل قرب بوابة معبر رفح    القومية للأنفاق تبرز رحلة بالقطار الكهربائي إلى محطة الفنون والثقافة بالعاصمة الإدارية (فيديو)    "يا ليلة العيد آنستينا وجددتي الأمل فينا".. موعد عيد الأضحى المبارك 2024 وأجمل عبارات التهنئة بالعيد    العمل العربيَّة: ملتزمون بحق العامل في بيئة عمل آمنة وصحية كحق من حقوق الإنسان    سؤالًا برلمانيًا بشأن عدم إنشاء فرع للنيابة الإدارية بمركز دار السلام    إبراهيم عيسى: لو 30 يونيو اتكرر 30 مرة الشعب هيختار نفس القرار    الأوقاف تعلن افتتاح 21 مسجدا الجمعة القادمة    ب800 جنيه بعد الزيادة.. أسعار استمارة بطاقة الرقم القومي الجديدة وكيفية تجديدها من البيت    عملية جراحية في الوجه ل أسامة جلال    فيديوهات متركبة.. ياسمين عبد العزيز تكشف: مشوفتش العوضي في سحور وارحمونا.. فيديو    فرح حبايبك وأصحابك: أروع رسائل التهنئة بمناسبة قدوم عيد الأضحى المبارك 2024    يوسف الحسيني: إبراهيم العرجاني له دور وطني لا ينسى    دعاء في جوف الليل: اللهم اجعل كل قضاء قضيته لنا خيرًا    مصر للطيران تعلن تخفيض 50% على تذاكر الرحلات الدولية (تفاصيل)    في 7 خطوات.. حدد عدد المتصلين بالراوتر We وفودافون    رغم إنشاء مدينة السيسي والاحتفالات باتحاد القبائل… تجديد حبس أهالي سيناء المطالبين بحق العودة    ريمونتادا مثيرة، ليون يفوز على ليل 4-3 في الدوري الفرنسي    هل يحصل الصغار على ثواب العبادة قبل البلوغ؟ دار الإفتاء ترد    بالأسماء، إصابة 16 شخصا في حادث الطريق الصحراوي الغربي بقنا    بعد الفسيخ والرنجة.. 7 مشروبات لتنظيف جسمك من السموم    للحفاظ عليها، نصائح هامة قبل تخزين الملابس الشتوية    كيفية صنع الأرز باللبن.. طريقة سهلة    أستاذ قانون جنائي: ما حدث مع الدكتور حسام موافي مشين    في 6 خطوات.. اعرف كيفية قضاء الصلوات الفائتة    عقوبة التدخل في حياة الآخرين وعدم احترام خصوصيتهم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



النظام الجديد ل«الثانوية».. رصاصة الرحمة على التعليم
تحولت إلى حقل تجارب لخيالات الوزراء
نشر في الوفد يوم 03 - 06 - 2017

المسئولون رفعوا الراية البيضاء .. والطلاب وأسرهم حائرون فى «عنق الزجاجة»
نظام السنوات الثلاث كارثى ويزيد من معاناة أولياء الأمور ويرهقهم مادياً مع الدروس الخصوصية
الثانوية العامة «بعبع» الأسر المصرية على مر العصور.. ليس فقط كونها نقطة فارقة فى حياة ومستقبل الطالب بل انها تحتاج لتدبير وتخطيط لفترات طويلة لتجهيز أموال الدروس الخصوصية وتخطيط حالة الطوارئ للأسرة كاملة.
الثانوية العامة قهرت كل الحكومات المصرية ورفع أمامها وزراء التربية و التعليم على مر العصور «الراية البيضاء».. هزيمة واستسلاما والسبب ببساطة عدم وجود منهج علمى مدروس للعملية التعليمية ككل والاعتماد على الحشو والحفظ ما خرج بمصر بعيدا عن التصنيف العالمى.. وبات خريجو الجامعات المصرية دون المستوى.
ولأن الثانوية العامة تعد عنق الزجاجة وبداية تحديد المسار لطالب العلم فقط خضعت للعديد من التجارب المقتبسة والممنهجة والنتيجة مزيد من الانحدار التعليمى واللعب بأعز ما تملك الأمة.. مستقبل أبنائها.
الغريب فى الأمر أننا نعيد نفس التجارب دون الاستفادة من أخطاء الماضى أو عناء محاولة النظر إلى الخلف لتزداد المأساة وتتراكم جبال التجارب غير المدروسة على الطلاب وأولياء أمورهم حيث يكتوى الجميع بنار الدروس الخصوصية وبدلا من أن تكون المعاناة لسنة واحدة ستصبح ثلاثا.
معظمنا عاش تجربة الثانوية القديمة نظام العام الواحد ثم جربنا الثانوية التراكمية - نظام التحسين - عامان ألهبا صدور وجيوب الأسر المصرية وزاد معهما الضغط نظرا لزيادة الدروس الخصوصية، وتم إلغاء النظام لعدم جدواه، والآن تتجه وزارة التربية لأن تعتمد الثانوية العامة على النظام التراكمى لمدة 3 سنوات!
الحقيقة أن المأساة الجديدة سيكون عمرها 4 سنوات إذا أضفنا إليها امتحان إتمام الشهادة الإعدادية.. باختصار الطالب المصرى سيكون ملزما بالمرور من عنق الزجاجة بعد معاناة منذ بداية الصف الثالث الإعدادى حتى الحصول على الثانوية العامة.. أما أولياء الأمور فإنهم يحتاجون إلى تدخل العناية الإلهية لتدبير الأموال اللازمة للدروس الخصوصية والتحكم والسيطرة على أولادهم خوفا من الانهيار أو الانتحار!!
بعد 200 عام من تطبيق هذا النظام فى مصر، فجأة وبلا مقدمات، سيتحول عام الرهبة والخوف إلى 4 أعوام طحنا للطالب والأسرة معا، بدءا من الإعدادية حتى الثانوية، المستقبل مبهم، ودخول الجامعة من رابع المستحيلات، ورغبات الطلاب فى التراب بعد إلغاء الأدبى والعلمى.
تصريح الدكتور طارق شوقى، وزير التربية والتعليم، عن نظام الثانوية العامة الجديد، هز أركان البيوت المصرية، وتلاعب بأعصاب جيل كامل، خاصة بعد أن أعلن أن النظام سيعتمد على نظام تراكمى مثل الجامعات. وأنه سيكون متاحاً أمام الطالب أن يحصل على مجموع تراكمى فى الثانوية العامة بسنواتها الثلاث، ولم تكن هناك سنة واحدة تحكم مستقبل الطالب، ولن يكون هناك شىء اسمه علمى وأدبى.
وأوضح الوزير، أنه سيتم احتساب النجاح فى الثانوية على ما يتحصله الطالب فى الصفوف الأول والثانى والثالث، ليكون أمامه فرصة لتحسين مستواه إذا أخفق فى أى سنة، على أن تكون مدة صلاحية شهادة الثانوية العامة 5 سنوات، يستطيع الطالب خلالها أن يتقدم إلى الجامعة فى أى وقت.
وأشار الوزير إلى أنه سيكون أمام الطالب أن يعمل أو يبحث أو يقوم بأى شيء خلال الخمس سنوات ثم يتقدم إلى الجامعة، على أن يتم تغيير نظام التنسيق تماماً من خلال اختبارات قدرات وبنوك أسئلة مؤهلة لدخول الجامعة.
وقال وزير التعليم: هذا لا يعنى أن أبناء الكبار فى الدولة هم فقط من سينجحون فى هذه الاختبارات، كما يردد البعض من خلال الواسطة والمحسوبية، هذا لن يحدث، وللأسف الجميع يخشى ذلك، وهذا لن يحدث، كل شيء معمول حسابه كويس.
ولمزيد من التوضيح والشرح المفصل قدم مشروع تطوير النظام الجديد للثانوية العامة فى 17 نقطة تم تداوله من خلال مواقع التواصل الاجتماعى «الفيس بوك» و«الواتس آب».
الثانوية العامة شهادة منتهية ولا علاقة لمجموعها بالقبول بالجامعات.
يمكن لخريج الثانوية العامة العمل بشهادته فى بعض الوظائف التى لا تتطلب شهادة جامعية.
يمكن لخريج الثانوية العامة التقدم للخدمة بالقوات المسلحة قبل الدخول فى الجامعة.
يدخل فى تقدير الثانوية العامة الثلاث سنوات مجتمعة.
الدور الرئيسى فى عملية التعلم هو الطالب وليس المعلم.
لن يكون هناك كتب مدرسية ولن يكون هناك منهج محدد، وبالتالى لن يكون هناك أى حاجة لدى الطالب أو الأسرة لتلقى الدروس الخصوصية.
ستكون عملية التعلم كما يلى: سيطلب المعلم من بعض الطلبة عمل بحث فى موضوع معا: مثلا الرابطة الأيونية، وسيتوجه الطلبة لموقع بنك المعرفة للبحث عن الرابطة الأيونية، هناك عشرات الفيديوهات على هذا الموقع بها شرح لمعلمين أجانب ومدبلجة وتعتمد أيضا على التعليم الافتراضى بالرسوم المتحركة وسيقوم الطالب بعملية الشرح للفصل بأكمله، وسيكون دور المعلم هو التوجيه والتصحيح إذا فهم الطالب المعلومة بطريقة مغلوطة.
ستكون هناك درجات على الحضور والإلقاء فى الفصل وامتحانات الشفوى.
من سيختبر الطلبة فى امتحانات الشفوى معلمون من مدارس ومحافظات أخرى.
سيكون لكل طالب ملف لحظة دخوله الصف الأول الثانوى سيدون فيه كل معلم ملاحظاته عن الطالب، مثلا سيكتب المعلم أنه يلاحظ ان للطالب مهارة أدبية فى صياغة العبارات أو ان لديه مهارة عقلية فى الرياضيات، او انه متفوق فى الكيمياء، وسيدون أيضا سلوك الطالب فى هذا الملف من كل من المعلم والإخصائى الاجتماعى والإخصائى النفسى ومدير المدرسة، سيكون لهذا الملف دور هام فى القبول بكليات الفنون الجميلة والتربية الرياضية والكليات الأدبية إذا نال الطالب مثلا جائزة فى مجال الشعر أو مسابقة رياضية، وستنظر جميع الكليات إلى سلوك الطالب.
لن يكون هناك علمى أو أدبى، وسيكون هناك أصلا تداخل فى العلوم، فمثلا سيكون هناك موضوع كبير عن الماء، سيتحدث الطالب عن كيمياء الماء والخواص الفيزيائية للماء وجيولوجيا المياه، والبيئات المائية وهكذا.
سيكون المحتوى العلمى أقل مما هو الآن والدور الأكبر للأنشطة، وسيوضع فى الملف أنشطة الطالب الفنية والأدبية والرياضية والاجتماعية.
سيكون تقدير نظام الثانوية العامة بممتاز أو جيد جدا أو جيد أو مقبول.
ستعلن كل كلية على حدة عن حاجتها الى عدد محدد من الطلبة، فمثلا كلية صيدلة إسكندرية ستعلن عن حاجتها إلى 500 طالب فقط، وأى طالب يرغب فى التقدم لها يتقدم بملفه إلى الكلية ويدخل فى منافسة على امتحانات القبول، ستعلن كلية الصيدلة أن امتحانات القبول ستكون فى الرياضيات والكيمياء والفيزياء والبيولوجى، وستكون جميع الامتحانات مرقمة على الحاسب الآلى وغير خاضعة للعنصر البشرى نهائى.
يجوز للطالب مثلا الراغب فى كلية الصيدلة ان يقدم فى جميع كليات الصيدلة بالجمهورية واذا لم ينجح فى الاختبارات فى المرة الاولى يجوز له ان يعد نفسه من جديد بشرط الا يمر 5 سنوات على نيل شهادة اتمام الثانوية العامة.
سيبدأ تطبيق الثانوية العامة فى صورتها الجديدة على الطلبة التى ستلتحق بالصف الأول الثانوى فى سبتمبر القادم.
سيتم الإعلان عن التفاصيل الكاملة فى يوليو القادم، وسيتم إطلاق منصة المناهج الجديدة ببنك المعرفة فى سبتمبر القادم.
مفاجأة «برعى»
مفاجأة لم أتوقعها من رد النائب عبد الرحمن برعى عضو لجنة التعليم بالبرلمان، عندما سألته عن رأيه ودور البرلمان فى نظام الثانوية العامة الجديد؟ قال وبكل تأكيد وعزم حتى الآن لا يسمى نظام، ده كله كلام نظرى مقترح ليس له قواعد ولا شكل ولا نظام ولا يؤخذ به علي محمل أنه كلام نهائى، فهذا الكلام ليس أكثر من تصورات لم تخرج لمرحلة النور.
وأكمل: ما قاله وزير التعليم مجرد كلام لم يصل لمرحلة الإجراءات ولا نظام قبول بكليات، ولم يتم الربط ولا التنسيق بين وزارة التربية والتعليم ووزارة التعليم العالى، ولا حتى وزارة التربية والتعليم تعلم عنه شيئا.
كررت سؤالى على النائب بطريقة مختلفة وقلت: الدكتور طارق شوقى صرح فى أكثر من لقاء ومداخلة تليفونية عن النظام الجديد للثانوية العامة والمزمع بدؤه فى سبتمبر القادم.
فأجاب مؤكدا: أنه كلام بعيد عن أرض الواقع ولا يوجد مقترح يسمى نظام الثانوية العامة الجديد ولم يعرض على الوزارة أى كلام فى هذا الشأن وهذا الكلام ليس الا كلاما يتخيله الوزير.
ورغم إصرار النائب وتأكيده على عدم وجود نظام جديد للثانوية العامة، فرضت عليه سؤالى الأخير، ماذا لو طبق هذا النظام أو قدم للمناقشة؟
قال وهو بنفس الإصرار: اذا كان النظام يحمل مثقال ذرة عدم ضمان وتدخل دور المجاملات على اعتبار اننا شعب مجامل لن يتم هذا النظام الجديد.
وتساءل النائب: كيف أضمن لابن الفلاح ان يقبل فى الكلية التى يريدها ؟!! فإذا كان الموضوع سيتم على خلفية القبول فى كليات الشرطة واختبارات النيابة الإدارية، فمن المنتظر القضاء على كل حاجة حلوة فى البلد.
شاهد عيان
اتصلت بالدكتورة زينات طلابة استاذ بمعهد التخطيط القومى وشاهد عيان على تصريحات وزير التربية والتعليم أثناء مؤتمر «مستقبل التعليم .. حلول ابداع» سألتها عن عيوب ومميزات نظام الثانوية العامة الجديد فأجابت بكل ثقة لا استطيع الرد على تساؤلك إلا عندما يكون هناك قرار رسمى صدر فى هذا الشأن.. فلماذا نستبق الأحداث، طالما كل ما قيل مجرد كلام ودراسة ليس إلا.
وأضافت: عندما ذكر وزير التعليم مشروع تطوير نظام الثانوية العامة الجديد أثناء المؤتمر كنت حاضرة الكلام وكان عبارة عن مناقشة عادية ومجرد تصورات.. وفوجئت بعدها بمانشيتات على جميع المواقع الالكترونية والصحف الورقية بنظام الثانوية الجديد والحقيقة انني استغربت واندهشت لأنها لم تخرج عن كونها مناقشة ودراسة وليس قرارا.
وأشارت د. زينات إلي أنه سوف يعقد خلال الأيام القادمة مؤتمر بالمركز التربوى بحضور ممثلين عن منظمة اليونسكو ووزير التربية والتعليم وننتظر إذا كان هناك جديد فى نظام الثانوية العامة.
سألتها: وما رأيك اذا صدر قرار بالنظام الجديد؟
قالت: أكبر خطأ أن نعالج او نتناول موضوع التعليم جزئيا، لابد من معالجة ودراسة الموضوع فى إطار منظومة التعليم ككل لكل المراحل بدءا من المتابعة المستمرة للطالب من البداية.. وصولا بالاتفاق بين وزير التربية والتعليم ووزير التعليم العالى ووزير التخطيط.
200 سنة ثانوية
الدكتور كمال مغيث الخبير التربوى والباحث بالمركز القومى للبحوث التربوية لخص النظام الجديد فى عدة نقاط:
أولا: حتى الآن لم أر من النظام الجديد للثانوية العامة المعلن عنه إلا ملامحه العامة ولم تتضح إجراءاته ولا طريقته، ولا كيف سيتم هذا النظام. ولا ذكر من هم المدرسون الذين سيتمكنون من تطبيقه، خاصة أن المدرسين مصابون بالإحباط وعلى حافة التسول، وفى انتظار أى فرصة لمضاعفة الدروس الخصوصية نظرا لتدنى حالهم.
ثانيا: لم يسبق ان طبق هذا النظام فى اى مكان فى العالم، الثانوية العامة أو الثانوية التجهيزية طبقت فى مصر منذ عام 1825 أى منذ حوالى 200 سنة، لا يصلح إطلاقا أن يتم تغييرها بجرة قلم، وفجأة دون استعداد لها.
وأضاف د. مغيث: لم يستفد أحد من تجربة الدكتور حسين كامل بهاء الدين وزير التربية والتعليم الأسبق عندما قرر أن تكون الثانوية العامة سنتين بدلا من سنة واحدة وسمى هذا النظام بنظام التحسين، وكان الغرض منه توزيع الجهد على سنتين بدلا من سنة واحدة، وبالفعل طبق النظام وكانت النتيجة صادمة ومخيبة للآمال لأن التغيير كان فى احتساب المجموع فى العامين فقط دون تغيير فى الامتحان وطرق التدريس، وبدل ما كانت الأسرة 10 آلاف جنيه دروسا خصوصية فى سنة واحدة دفعت 20 ألفا فى سنتين!! وبعد مرور 7 سنوات قرر د. بهاء الدين إلغاء نظام التحسين.
وعن إلغاء نظام التنسيق أكد د. مغيث أنه لا يوجد نظام تعليم فى الدنيا بإمكانه إلغاء الخبرة السابقة قبل دخول الجامعة، ولكن ممكن ان يكون للثانوية العامة نسبة فى دخول الجامعة. وتساءل د. مغيث: ما علاقة وزير التربية والتعليم بالجامعة أليس ذلك من اختصاص وزير التعليم العالى، ما يخص التنسيق مسئولية وزير التعليم العالى أو تشكيل لجنة برئاسة أحدهما أو برئاسة رئيس مجلس الوزراء.
أما عن الخطر والمخاوف من تطبيق هذا النظام فحدده الخبير التربوى فى سؤالين: من سيضمن أن تتصف الامتحانات بالثبات والبعد عن الفساد والتحالفات الشخصية؟ كيف نضمن ان تتيح الجامعة فرصا لدخول الطلاب دون عراقيل، وألا تجد الأسر أمامها إلا التعليم الخاص، وهذا سيكون اتجاها خطيرا فى خصخصة التعليم فى مصر.
فاشل
وفى ذات الوقت شنت صفحة "تمرد على المناهج التعليمية" والتى تضم ما يزيد على 264 ألف عضو على موقع التواصل الاجتماعى «الفيس بوك» هجوما حادا على النظام الجديد ووصفته بالفاشل، وسطرت التعليقات معاناة وعذاب الأسر من دروس خصوصية للواسطة والمحسوبية، لتوتر الأعصاب، علقت رانيا قائلة: فى مصلحة المعلم اولا واخيرا تترك للمعلم تقييم الطالب فى ملفه يبقى أنت عملت إيه بقى، برده بالفلوس تعدى واديك تقييم زى الفل!! المطلوب من كل طالب يبقى عنده «لاب توب» أو كمبيوتر شخصى للمذاكرة، مطلوب من الأهل يوطوا ويطاطوا للمدرسين بدل ما تشيل سكينة الدروس من على رقبتهم، من سيختبر الطلاب شفوى معلمون من محافظات أخرى؟ طبعا رهبة نفسية ما بعدها رهبة.
تعلن الكليات عن ما تريده كل عام من عدد طلاب لا والله والباقى يعملوا إيه!!
ممكن تقدم لابنك فى كلية مثلا الصيدلة على مستوى المحافظات كلها لف بيه بقى يا باشا وامتحنه فى كل محافظة امتحان قدرات وما أدراك ما امتحان القدرات فى بلد الفساد ركن أساسى مترسخ فيها.
ادفع علشان تعدى أو هات واسطة ومحسوبية علشان تعدى.
وأضافت: إحنا مش معترضين على النظام.. جميل، وبلاد كتير مطبقاه. بلاد عندها امكانيات وظروف يناسبها هذا النظام، لما تقضى على الفساد والروتين والناس تبقى كلها من الأغنياء والتعليم يصبح رفاهية طبقة طبقة، من أولى ابتدائى مش تنط بالباراشوت على أبنائنا بقالهم 9 سنوات يتعلموا فى نظام تعليمك العقيم وتييجى فى سنوات مستقبلهم تطالبهم يمسحوا نظامك العقيم (الداتا)، وتحطلهم نظام ميمشيش مع الامكانيات المتاحة، زى الكمبيوتر، النسخة هتقع وهيهنج.
ووجهت رسالة لوزير التعليم قائلة: عذراً سيادة الوزير، أبناؤنا ليسوا فئران تجارب.. عذراً الإصلاح يبدأ من قاعدة الهرم وليس رأسه. نحن فقط من حقنا إبداء رأينا والتمسك به بقوة دفاعاً عن مستقبل أبنائنا.
الإطاحة برغبات الطلاب
وتساءلت رشا شعبان: إلغاء العلمى والأدبى.. إللى معندوش ميول علمية يدرس إزاى المواد العلمية؟!!
4 سنوات فى عنق الزجاجة
ووصفت عبير الزهور النظام الجديد بالعقيم ودخول فى معاناة الدروس وضغط الأعصاب والتوتر 4 سنوات بدل من سنة واحدة.
وكتبت منى بشير فى لهجة ساخرة: لما تقولى مفيش واسطة ولا المحسوبية حصدقك.. عايز تفهمنى ان ابن الزبال يدخل الطب وابن الدكتور لأ!!
كارثة
وبعيدا عن مواقع التواصل الاجتماعى سألنا الأمهات والآباء فى النظام الجديد للثانوية العامة فجاءت الإجابات متفقة شكلا ومضمونا مع ما ذكره أعضاء تمرد على المناهج التعليمية.
حنان رفيق اعتبرت الامتحانات الشفوية كارثة كبرى، لأن أولاد المدرسين الواسطة والرشاقة ستكون الكاسح الأعظم فى تفوق الطلاب.
ورأت لمياء محمد أن المدرسين غير مؤهلين للتغيير المفاجئ حتى الطلاب وأولياء الأمور غير مستعدين للتطوير المفاجئ، والمفترض أن يطبق هذا النظام من سن الحضانة لإنشاء جيل مختلف تماما عن سابقه، جيل مستعد ومدرب منذ الصغر.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.