تذرف العيون في نهاية الشهر الكريم عند سماع "والله لسه بدري يا شهر الصيام"، فبكلمات هذه الأغنية تقشعر الأبدان لمضي شهر الرحمة والمغفرة، شهر الإحسان والكرم، شهر العتق من النار، الذي يشعر الناس بأنه لم يمكث إلا أياما قليلة، فبعد بضع ساعات سيبدأ العد التنازلي لانتهاء الشهر الكريم، فلنحاول جاهدين اغتنام فرصة الفوز بالعتق من النار في العشر الأواخر من الشهر. وقد دلنا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم على أعمال عديدة إذا قمنا بها كانت لنا سببا لعتق رقابنا من النار، فالإخلاص في العبادة والعمل والمحافظة على الصلاة في أوقاتها والبكاء من خشية الله عز وجل عند سماع الذكر وقراءة القرآن الكريم، من أسباب العتق من النار. أيضاً قضاء حوائج الناس وعيادة المريض وشهادة الجنائز من فضائل الأعمال التي تعتقنا من النار. من أعظم ما يميّز الله به شهر رمضان المبارك فتح أبواب الجنة، وغلق أبواب جهنم، وسلسلة الشياطين. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أتاكم شهر رمضان، شهر مبارك، فرض الله عليكم صيامه، تفتح فيه أبواب الجنة، و تغلق فيه أبواب الجحيم، وتغل فيه مردة الشياطين، وفيه ليلة هي خير من ألف شهر، من حُرم خيرها فقد حُرم". في العشر الأواخر من شهر رمضان يتلمس المسلمون ليلة القدر لما لها من فضل كبير وثواب عظيم، فهي ليلة خير من ألف شهر كما أخبرنا الله عز وجل، والعبادة فيها تعدل أكثر من ألف شهر، وهو ما يوازي أكثر من 82 عاماً، وهي فرصة عظيمة يحاول أن يغتنمها كل صائم ليحوز الدرجات ويحقق الأمنيات، لينال العفو من الله وليس فقط المغفرة، فعفو الله لنا هو أن يسامحنا من الذنب، ويمحوه من الصحيفة وكأنه لم يكن، بينما تعنى المغفرة أن يسامحنا الله عز و جل، مع بقاء الذنب مسجلا في صحيفتنا. إن سماحة الخلق والابتسامة والبشاشة في الوجه وطيب الكلام من صفات المؤمن الحق، فهي تجعل صاحبها من العتقاء من النار، لقوله صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله: "من كان هينا لينا قريبًا حرمه الله على النار". [email protected] لمزيد من مقالات سمر عبدالفتاح