ارتفاع معدل البطالة بين خريجي المدارس والجامعات خطر يهدد الاستقرار, ويتطلب الاهتمام بها في ظل حكومة الدكتور قنديل رئسي مجلس الوزراء ووضع هذه المشكلة في أولويات العمل. وحول هذه القضية نظم المركز القومي للبحوث ندوة حول البطالة وطرق المواجهة حضرها عدد كبير من العلماء وأساتذة الجامعات أكدوا جميعا خطورة ارتفاع هذه المعدلات وضرورة الانتباه لها. الدكتور محمد جمال ماضي ابو العزايم الباحث بالمركز القومي للبحوث أكد أن أصحاب الشهادات العليا المتعطلين في المجتمع, وذلك طبقا للتقارير الرسمية, والتي تصدر عن جهات رسمية معتمدة, وأن نظم التعليم والتدريب كانت سببا في تفشي البطالة بين شباب الخريجين علاوة علي تطلع فئات المجتمع في حصول ابنائه علي مؤهلات علمية عليا لاحتلال مراكز وظيفية مرموقة, وترتب عليه البعد عن التدريب علي المهن الحرفية والفنية التي يحتاجها المجتمع لاستخدام بنيانه الاجتماعي والثقافي والحضاري وأهدر معه بالتباعية التعليم الفني بأنواعه. ويري أنه أمر خطير يتطلب ضرورة تغيير ثقافة العمل في المجتمع الذي يتميز بتحدي الصعاب والرغبة في التغيير دون الأخذ في الاعتبار تفاعل عنصري العرض, والطلب علي سوق المؤهلات الجامعية في المدة الطويلة, والتي نتج عنها كارثة الوفرة في طلب التعليم العالي دون تمييز, فارتفع عدد الطلبة في الجامعات, وأصبح الحصول علي شهادة ما هو إلا صك للتعيين فقط, وضرورة الاتجاه للقضاء علي البطالة والانطلاق نحو المشروعات الصغيرة التي تعتمد عليها كل الدول في النهوض باقتصادها. واستعرض الدكتور صلاح سعيد عبد الغني باحث بقسم الاقتصاد الزراعي بمركز البحوث نسب معدل البطالة في مصر, حيث وصلت في مصر طبقا للتقارير الرسمية الصادرة من وزارة القوي العاملة والجهاز المركزي للتعبئة والاحصاء إلي21% من إجمالي السكان ترتفع بين الاناث إلي722% وتصل في الذكور إلي98% وتبلغ قوة العمل للجنسين262 مليون بنسبة33% من إجمالي السكان منهم502 مليون ذكور و6 ملايين إناث, وتمثل مساهمة المراة في قوة العمل522%. وأكد أن مشكلة البطالة تكمن في الأعمار من51 95 عاما وزادت في مصر, ونتج عنها ضغط علي سوق العمل وزيادة الطلب علي المفروض واحتل أصحاب الشهادات العليا النسبة الأكبر في البطالة مما يؤثر سلبا علي المستوي الاقتصادي والسياسي والاجتماعي والأمني. وأشار الدكتور عبده مهدي خبير الاقتصاد والتنمية المستدامة إلي صعوبة القضاء علي المشكلة أو تثبيت معدلها إلا أنه يمكن الحد منها نظرا لخطورتها علي استقرار الأنظمة والحكومات في ظل التزايد السكاني وزيادة الفجوة بين الانتاج والاستهلاك وتهديدها للمستويات الأمنية والاقتصادية والسياسية والنفسية للعاطلين أنفسهم, ويري أن الأمر يتطلب تهيئة المناخ الملائم للحد من هذه المشكلة. وأكد الدكتور حسن العنابي ممثلا عن المركز البحثي التونسي أن القضاء علي بطالة الشباب لا يكون بوضع اليد علي الخد, وانتظار لوظيفة, بل نفعل, كما يتجه العالم كله الآن إلي المشروعات الصغيرة. أما الدكتور خيري حامد العشماوي أستاذ الاقتصاد الزراعي, فضرب مثلا حيا بالقضاء علي بطالة الشباب في المجتمع السيناوي, حيث استطاع أن يجذب شباب شمال سيناء بالعمل في مشروعات صغيرة تتناسب مع بيئتهم المحلية وبأسعار رخيصة مثل إنتاج الصلصلة, صناعة الجريد, عيش الغراب, الاعلاف الحيوانية.