تلعب الأجهزة المحلية دورا مهما في التعرف علي احتياجات المواطن وسبل تلبيتها, والوسائل الكفيلة بحل معظم المشكلات المهمة خاصة تلك المتعلقة بالحياة المعيشية اليومية للمواطنين. لذلك يكتسب اجتماع الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية مع مجلس المحافظين أمس أهمية خاصة, فهناك مشكلات كثيرة تستطيع المحليات المساهمة في حلها بعيدا عن بيروقراطية الدولة المركزية. ولكن منظومة الإدارة المحلية في مصر لن تكتمل وتصل بالأجهزة التنفيذية المحلية إلي أعلي مستويات الأداء, إلا بإعادة تشكيل المجالس الشعبية المحلية عبر انتخابات حرة نزيهة, ويجب أن يكون لهذا الأمر الأولوية عقب الانتهاء من إصدار الدستور الجديد. إن تلك المجالس هي المعبر الحقيقي عن الجماهير في كل حي ومدينة ومحافظة, وهي التي تستطيع التنسيق بين الأجهزة التنفيذية والجماهير ومنظمات المجتمع المدني, في توفير البدائل والحلول اللازمة للمشكلات التي تعانيها البيئة المحلية. وفي جميع الأحوال فإن علي المحافظين الآن مسئولية كبيرة في التواصل المباشر مع المواطنين, ومتابعة أداء كل أجهزة الدولة خاصة الأجهزة التنفيذية, واتخاذ الإجراءات الفورية تجاه أي مشكلات أو قصور يظهر أولا بأول, حتي لا تتراكم وتتحول إلي مشكلات مزمنة. وفي السياق نفسه, علي جميع الوزارات دعم المحليات وعدم التمسك ببيروقراطية الدولة المركزية, خاصة في ظل الظروف التي تمر مصر بها الآن.