قبل أيام نشرت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية أن رضيعا يبلغ من العمر عاما ونصف وصل فى حالة حرجة إلى مستشفى «هرهاتسوفيم» فى مدينة القدسالمحتلة وبفحص الطفل تبين للأطباء تسمم جسد الرضيع بكمية كبيرة من المخدرات ، وهى الحالة الثانية خلال عشرة أيام بعدما وصل رضيع آخر يبلغ من العمر عشرة أشهر إلى مستشفى «هاعيميق», وهو الآخر فى حالة حرجة ويوشك على الموت بسبب تسمم جسده بنبات الماريجوانا المخدر. وطبقا للمعلومات الأولية التى كشف عنها الأطباء فقد تبين أن الرضيع وضع عُقب سيجارة قنب فى فمه أو كما يطلق عليه المدمنون هناك «جوينت» والتى أثرت على وظائف جسده الحيوية فى الحال . فقد وصل الطفل فى البداية إلى المستشفى الفرنسى فى مدينة الناصرة فى حالة فقدان للوعى لكن وبسبب الحاجة لإدخاله الرعاية العاجلة لإنقاذ حياته بشكل عاجل فقد تم نقله إلى مستشفى آخر، الأطباء فى البداية لم يعرفوا ماذا حدث للرضيع وظنوا فى البداية انه اصيب بضربة على الرأس لكن بعد سؤال والديه مرة أخرى عما حدث له أفادا بأنهما شاهداه يضع عُقب سيجارة مخدرات فى فمه ويبدو أن المخدر الذى ابتلعه أدى إلى التدهور السريع فى حالته .. وطبقا لأقوال الدكتور جور زامير مدير وحدة الرعاية العاجلة فإن الأعراض التى يعانى منها الطفل مطابقة للتسمم الذى يحدثه نبات الماريجوانا المخدر ويؤثر بشكل سلبى على حركة التنفس. وتعد الماريجوانا أو البانجو من السموم المنتشرة والأكثر تعاطياً بعد التبغ فى إسرائيل وهى إحدى المواد المصنعة من نبات القنب الهندى وهى من المواد المدمرة للجهاز التنفسى لاحتوائها على غاز أول اكسيد الكربون بنسبة كبيرة. ويشكل التدخين بنوعيه العادى وتدخين المخدرات خطورة كبيرة على حياة كثير من الإسرائيليين. وبالرغم من أن متوسط أعمار الإسرائيليين يعد من أعلى المتوسطات فى العالم حيث تصل الأعمار هناك إلى 82.5 عام إلا أن ارتفاع نسبة المدخنين هناك قد يهبط بهذا المتوسط ، حيث تعد السجائر أحد أكبر أسباب الوفاة فى إسرائيل فهناك ثمانية آلاف إسرائيلى يموتون سنوياً بسبب التدخين 10% منهم بسبب التدخين السلبى .. خبيرة الصحة ليئة روزين من جامعة تل أبيب تكشف ان هناك ارتفاعا كبيرا فى الإقبال على التبغ وان شركات السجائر تنفق سنويا على الدعاية حوالى 60 مليون شيكل بينما تنفق وزارة الصحة الإسرائيلية نحو نصف مليون شيكل سنويا على التوعية بأضرار التدخين، وقد طالب بعض المسئولين ومن بينهم يهودا جليك عضو الكنيست عن حزب الليكود بزيادة الضرائب المفروضة على التبغ .لكن الأخطر من التبغ هو المخدرات فآخر إحصائية نشرت تشير إلى ان 25 % من الشباب والمراهقين فى إسرائيل يدخنون مخدر الماريجوانا فى حين ان 34 % يدمنون كحوليات، ويبدأ تعاطى المخدرات فى سن صغيرة نسبيا نحو 14 سنة أو أقل. وبعد التعديلات التى أجريت أخيرا على القانون الإسرائيلى لم يعد تعاطى الماريجوانا جريمة بل يتم الاكتفاء بفرض غرامة مالية على من يدخنها. والحصول على المخدرات فى إسرائيل سهل وميسور فهى متوافرة فى كل مكان أما الكحوليات فالطلب عليها وإدمانها يتزايد يوما بعد يوم، الغريب ان أكثر من يستهلك الكحوليات هم تلاميذ المرحلة الاعدادية نحو 35 % منهم وتزيد هذه النسبة بشكل كبير فى المرحلة الثانوية. وقد وصلت الجرأة بمدمنى المخدرات فى إسرائيل إلى أن نظموا مظاهرات فى عام 2014 للمطالبة بإباحة حيازة وتعاطى المخدرات بشكل علنى وفى الأماكن العامة دون أن يكون للشرطة أى حق فى ملاحقة المتعاطين أو حتى الاعتراض على أفعالهم الاجرامية. وقد ردد المتظاهرون «الشعب يريد تعاطى المخدرات»! وقامت قوات الأمن قبل أيام من المظاهرات بإغلاق الطرق المؤدية إلى حديقة الزهور لمنع مظاهرة أطلق عليها منظموها فى ذلك الوقت «إضفاء الشرعية على تدخين الماريجوانا» من الوصول إليها والتى سبق ورفضت المحكمة تنظيمها بناء على طلب الشرطة. وفى أثناء المظاهرة حاول المشاركون إغلاق شارع رابين الامر الذى دفع بالشرطة إلى تفريقهم بالقوة ، الغريب فى الأمر هو اتهام محام عددا ممن تم إلقاء الشرطة القبض عليهم خاصة شرطة الخيالة، باستخدام العنف المفرط تجاه المتظاهرين المدمنين فهؤلاء على حد قوله جاءوا للتظاهر من أجل حق شرعى لهم ! وقد اثيرت ضجة فى إسرائيل فى الفترة الأخيرة بعد التحقيق مع عدد من الفنانين. وقد علقت عضوة الكنيست الإسرائيلية تامار زاندبرج، التى تعتبر أبرز المطالبين بإضفاء الصفة القانونية على تدخين المخدرات، على تفريق المظاهرات بالقوة قائلة: أعتقد أنه لا يوجد شيء اسمه «مظاهرة ليست قانونية» فى الديمقراطية. وقدمت تامار للكنيست مشروع قانون ينص على عدم التجريم القانونى لكل من يحمل كمية ضئيلة من المخدرات للاستهلاك الشخصى، وكان من المفترض إجراء المظاهرة أمام مبنى الكنيست ولكن تم تغيير موقع المظاهرة بأوامر من الشرطة التى خشيت من خروج المظاهرة عن السيطرة. وهناك ظاهرة جديدة بدأت تنتشر فى إسرائيل تحت سمع وبصر الشرطة وهى بيع الكحول والمخدرات عبر الفيس بوك حيث شهدت السنوات الأخيرة زيادة صفحات الفيس بوك التى تعرض أسعارا مغرية لشراء الكحول، تشمل التوصيل إلى المنازل. وبسبب تصديها للمخدرات تتعرض الشرطة الاسرائيلية حاليا لحملة انتقادات يشنها ضدها مشاهير وسياسيون، ففى مقابلة تليفزيونية معه انتقد الممثل الشهير موشيه إيفجى رجال الشرطة وأبدى سخطه واستياءه من ملاحقة المشاهير وكأنه الأمر الأكثر إلحاحا على جدول أعمال الشرطة، فى حين أن نصف سكان إسرائيل يستخدمون المخدرات الخفيفة على حد قوله. وانضمت وسائل الاعلام أيضا للحملة ضد الشرطة وأعرب عدد من مقدمى البرامج عن استيائهم من قيام الشرطة بملاحقة مدمنى المخدرات وكشفت رئيسة حزب العمل والمعارضة فى إسرائيل شيلى يحيموفيتش خلال مقابلة مع قناة الكنيست انها دخنت المخدرات وهى شابة وآخر مرة كانت قبل 16 عاما، ولكنها أضافت أنها تعارض السماح بذلك وكشفت مصادر الشرطة الإسرائيلية ان العديد من الفيلات الفاخرة فى وسط إسرائيل تستخدم لزراعة الماريجوانا حيث تقوم عصابات المخدرات باستئجار هذه الفيلات واستخدام حدائقها فى زراعة المخدرات بعيدا عن أعين الشرطة ومقابل كل فيلا يتم الكشف عنها، يتبين وجود عشرات الفيلات التى مازالت تنشط بشكل خفى وغير مكشوف