لم تسلم دول الخليج العربى من الفتن الإقليمية والصراعات الدائرة فى بعض الدول العربية مثل العراق وسوريا ولبنان وليبيا، فبعد أن كان الخليج فى منأى عن النزاعات التى تشهدها المنطقة حاليا، أصبح يخوض معارك شرسة وضروسا ضد ما يسمى مثلث الإرهاب المتمثل فى جماعة الإخوان الإرهابية وقطروإيران. وقد أظهر الانقلاب الذى قام به الحوثى فى صنعاء عام 2014 الدور الكبير الذى قام به التحالف العربى خاصة دولة الإمارات فى اليمن لإخراجه من الهاوية التى أراد له ثالوث الإرهاب السقوط فيها. وفطنت دول الخليج لخيانة وتمرد الحوثى ومحاولته اختطاف اليمن من أجل إيران، فما كان منها إلا أن حشدت قواتها تحت غطاء التحالف العربى بقيادة السعودية لإعادة الشرعية والاستقرار للشعب اليمنى. ويؤكد المحللون أن جماعة الإخوان الإرهابية ومن خلفهم نظام الحمدين فى قطر كانتا وراء إيجاد الفتن والدسائس لزعزعة أمن واستقرار اليمن ليصبح فريسة سهلة فى يد النظام الإيراني وميليشيا الحوثى فى اليمن. ويقول عبيد حمد الباحث السياسى إن آخر هذه الفتن كانت أزمة جزيرة سقطرى فى اليمن ومحاولة جماعة الإخوان، بتحريض وتمويل من قطر، إثارة أزمة جديدة تحت وهم الوجود الإماراتى فى الجزيرة لتقويض دوره فى تحرير سقطرى من الانقلابيين والتنظيمات الإرهابية مثلها مثل مناطق عديدة فى اليمن كعدن ومأرب وحضرموت. وقد يتصور البعض أن تحالف الإخوان وإيران غير وارد فى الأساس نظرا للخلاف المذهبى بينهما، ولكن فى الحقيقة إن المذاهب والدين عندهما ليست إلا لعبة سياسية تمولها قطر لنشر الفتن وإحداث الوقيعة بين الشعوب العربية. ويؤكد الباحث السياسى أن الدور التخريبى للثالوث الإرهابى وحملته المغرضة فى اليمن وآخرها جزيرة سقطرى مصيرها الفشل كسابقتها فى مصرعلى سبيل المثال، موضحا فى كل مكان يحدث فيه اضرابات وقلاقل تجد قطر والإخوان ومن خلفهما النظام الإيراني. وفى سياق متصل، ذكرت تقارير إعلامية فى دولة الإمارات أن جماعة الإخوان الإرهابية تعوض دائما خسائرها وهزائمها باختلاق الأكاذيب والافتراءات، كما هو الحال فى جزيرة سقطرى، وذلك منذ خمسينيات القرن الماضى عندما تلقت ضربات قاصمة فى بلدان عدة، وأيضا بعدما انفضح أمرها وسط شعوب المنطقة العربية التى وعت حقيقة تلك الجماعة ونياتها الخبيثة. كما أكدت التقارير أن نظام تميم بن حمد الإرهابى حول كل موارد قطر لصالح الإرهاب وخاصة لجماعة الإخوان، وكانت ماكينة قطر الإعلامية التى تقوم على الكذب والتزوير وتزييف الحقائق قد تم تسخيرها لخدمة الأجندة التدميرية للإخوان التى يعتبرها النظام القطرى وسيلة لتحقيق مآربه التى تقوم على الغدر وانتهاك حقوق الشعوب واستباحة دمائها. ويرى بعض المحللين أن اللعبة التى تقوم بها الدوحة منذ سنوات هى لعبة التخريب والفتن مع التنظيمات الإرهابية المختلفة، حيث انها مولت جهات متطرفة عديدة مثل داعش وجبهة النصرة والإخوان والقاعدة وحزب الله، كما انها استضافت طالبان على أراضيها. وقد انكشفت ألاعيب قطر الخبيثة للعالم كله بعد تقربها للنظام الإيرانى بعد مقاطعة الرباعى العربى لمكافحة الإرهاب لها واحتضانها الإخوان فأصبحت تشكل تهديدا للأمن الخليجى والعربى. فى الواقع، ليست أزمة جزيرة سقطرى وحدها التى كشفت نظام إيران الكاذب، فالقرار الأخير للرئيس الأمريكى دونالد ترامب بانسحابه من الاتفاق النووى الإيرانى أظهر فشل طهران فى المنطقة والعالم. وهو ما قاله ضاحى خلفان نائب رئيس الشرطة والأمن العام فى دبى على حسابه الرسمى على «تويتر»: إن النظام الإيرانى فاشل، لم يستطع إقناع المجتمع الدولى لسبب بسيط جدا، أنه نظام كذاب». لقد أظهر الاتفاق النووى بين طهران والدول الكبرى بشاعة النظام الإيرانى بالتمادى فى سياسة التدخل بشئون المنطقة وخاصة دول الخليج. وقد أكد وزير الدولة للشئون الخارجية الإماراتى أنور قرقاش أنه يجب تبنى خطة إقليمية فعالة جديدة لكبح جماح النظام الإيراني، مشيرا الى أن الخطابات الإيرانية وخطواتها الإقليمية العدوانية كانت مرتبطة باتفاق معيب وإن ظاهر امتثال طهران يتناقض مع باطن سياساتها، حيث فسرت إيران الاتفاق النووى على أنه يتفق مع هيمنتها الإقليمية. فى الحقيقة، أن موقف الإمارات المساند لليمن هو تعبيرعن رغبة صادقة فى انتشاله من الواقع الذى وجد نفسه فيه بعد انقلاب الحوثى، وأن سياسة الإمارات مبنية على احترام السيادة اليمنية. وإقحام السيادة فى أزمة جزيرة سقطرى التى صنعتها جماعة الإخوان الإرهابية بتحريض وتمويل قطرى تندرج تحت حملة لتشويه الجانب الإنسانى لدولة الإمارات فى اليمن الذى لم يقتصر فقط على المساعدات المالية بل والعسكرية أيضا، حيث امتدت لتشمل المشاركة فى قوى التحالف العربى بساحات المعارك وجبهات القتال اليمنية. كما إن إعلان دولة الامارات تأييدها قرار ترامب بالانسحاب من الاتفاق النووى مع ايران وترحيبها باستراتيجيته فى هذا الصدد هو نابع عن يقين أن طهران تلتف حول هذا الاتفاق بالتمادى فى سياستها العدوانية على دول الخليج وخاصة دولة الإمارات الأقرب جغرافيا إليها.