الوزارة لم تتعامل مع مركز الامتحانات لوضع بنوك الأسئلة فى اختبارات المدارس بعد إعلان الدكتور طارق شوقى وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى عن النظام التعليمى الجديد الذى يشمل إدخال تطوير تكنولوجى وتعليمي بالمدارس يبدأ مع العام الدراسى القادم.. كان لابد أن نتعرف على حجم الاستعدادات للتطبيق من حيث البنية الاساسية بالمدارس ومدى تأهيل المعلمين خاصة وأنه لا يفصلنا عن العام الدراسى الجديد سوى 4 أشهر تشمل امتحانات وتصحيح الثانوية العامة، بينما يهدف التطوير للبدء بالصف الأول الثانوى .. لنجد أن معظم المدارس تفتقر لأدوات الأداء والوسائط الالكترونية ولم يصلها أى شئ عنها خاصة فى الأقاليم، فى حين تنتظر أكاديمية المعلمين موافقة الوزير لبدء تدريب المدرسين على النظام الجديد.
حول تدريب المعلمين وفق البرنامج الجديد قال الدكتور صلاح غنيم رئيس الأكاديمية المهنية للمعلمين إن الأكاديمية بادرت بوضع خطة لمواكبة احتياجات المدارس من تدريب المعلمين، إلا أن الوزير لم يعتمدها حتى الآن لاستيعاب وتدريب المعلمين للتوافق مع المناهج والنظم الجديدة، وتم تشكيل لجنة من خبراء التعليم والتنمية المهنية من جامعات عين شمس وحلوان والزقازيق والقاهرة، والجامعة الأمريكيةبالقاهرة، والمراكز البحثية بالوزارة، إضافة لكوادر الأكاديمية المهنية للمعلمين، ومركز إعداد القيادات التربوية، لتقديم تصور لتطورها فى ضوء تجارب الدول المتقدمة فى هذا المجال، وبناء الخطة الإستراتيجية الجديدة، بما يضمن تحقيق الجودة والتنمية المهنية المستدامة، ووضع تصور متكامل لثقافة التنمية المهنية للمعلم، وعدم الاقتصار على التدريب فقط، واستحداث «نظام النقاط» لاختيار المدرس الأفضل فى مراحل الترقي، من خلال المقر الرئيسى أو فروع الأكاديمية بالمحافظات لتحتوى على كل ما يهم المعلم وتكون قناة للتواصل الفاعل بين المعلمين والأكاديمية، وكذلك المدربين والمراجعين الخارجيين وكل المهتمين بشئون التنمية المهنية. كثافة الفصول يقول محمد تامر والد أحد الطلاب بالجيزة إن المدارس حولنا لا يوجد فيها أى نوع من الاستعداد للتطوير المعلن، وأبناؤنا يذهبون هذه الأيام للامتحانات ولا يرون أى شئ جديد فى الفصول، فالأدوات تقليدية ولم تدخل الوسائط الألكترونية سوى فى مدارس محدودة مميزة ومزدحمة الكثافة، بالتالى يصعب عليها تنفيذ هذا البرنامج، ونتوقع مزيدا من العذاب لنا ولأولادنا، فلا توجد دولة فى العالم تخلصت من الكتاب المدرسى الذى يعتبر وسيلة للتواصل وحل الامتحانات لكنه لا يتناسب مع مدرس لم يتدرب على التكنولوجيا ولم يدرسها، ولا ننسى أن هناك مدارس بالجيزة كثافتها ثلاثة أضعاف المسموح به ، وبالتالى لا تقدم للأولاد أى تعليم، فالحقيقة أن تكدس الطلاب وحده هو أساس مشكلات التعليم، فلا يمكن تطبيق التطوير دون بنية أساسية، والحل يكمن فى توجيه المبالغ المعتمدة والمنح والقروض الدولية للتوسع فى المدارس أولا وتعيين مدرسين جدد، ثم نبدأ فى تطبيق النظم المتقدمة فى التعليم.
60 امتحانا فى الثانوية وتشير سهام سيد - والدة تلميذ بالإعدادية - إلى أنها تشعر بقلق شديد تجاه النظام الجديد، وترى أن كثرة الامتحانات طوال العام من أجل المجموع التراكمى ستحمل الأسرة مصروفات وجهدا مضاعفا فهناك 12 امتحانًا للمادة الواحدة أي 60 امتحانا لجميع المواد، إضافة لفروعها بسنوات الثانوية الثلاث ليختار منهم درجات المجموع الكلي، مع زيادة مصروفات الدروس الخصوصية الحتمية، لأن كل امتحان منها أساسى فى مجموع الثانوية العامة، بينما يعتبر الامتحان الموحد ضمانة لتكافؤ الفرص فالأسرة ستعيش فى معاناة يوميا ويضيع العام الدراسى الواحد في20 امتحانا علي الأقل ثم تحديد المجموع بوضع متوسط اختبار أعلى 6 درجات حصل عليها الطالب بالامتحانات..غياب الحوار المجتمعي ويرى عبد الغنى عزت - موظف وولى أمر طالبين فى مدرسة بإدارة الباجور التعليمية بالمنوفية - أننا نحتاج حوارا مجتمعيا مفتوحا لكافة أطراف العملية التعليمية .. فالبديهى أن يجرى تطوير المدارس أولا، وللأسف حتى الآن لم يتم تدريب أى مدرس على النظام الجديد، فإذا تسلم الطالب «التابلت» فكيف يضمن كفاءة الانترنت وعلى حساب من ولى الأمر فى المنزل أم الوزارة والمعروف أن الكهرباء تنقطع باستمرار فى القرى والمدن البعيدة عن القاهرة، فيصعب التشغيل وشحن الجهاز وكذلك الحال بالمدارس وفى نفس الوقت لابد أن يتدرب الطالب على الجهاز وإمكاناته من المرحلة الابتدائية لتصبح منظومة عادية لديه وليس فى المرحلة الثانوية ، فإذا طبق هذا البرنامج وأخطأ الطالب فى حرف فى الكتابة فهل يخصم منه درجة؟ وماذا يحدث إذا «تعطلت الشبكة» أثناء الامتحان فمن يكون المسئول؟ وهل ستغطى جميع الأماكن؟ فلا بد من عمل حساب للاحتمالات الواردة وكيف يتم حلها قبل الطرح ..كما أن المداومة على «التابلت» لفترة طويلة تؤدى إلى ضعف نظر الطالب مع غياب المهارات المتقدمة للمدرس فلا بد من تدريبه ولا يجب أن نغفل أن معظم المدرسين حاليا أعمارهم متقدمة لا يقبلون على الدراسة الالكترونية.
تدريب المعلمين أولا ويضيف سعد مهلل معلم خبير لغة عربية ثانوى بإدارة شرق الإسكندرية أن هناك أولويات فيجب على الوزارة أن تبدأ بتدريب المعلمين فورا على تفعيل استخدام التابلت عمليا وتوضيح مضمون المادة العلمية أو المنهج حتى يتسنى للمعلمين الاطلاع على محتوياته .. وصقل مهاراتهم وخبراتهم على مستوى جميع المدارس بالجمهورية، خاصة تكنولوجيا وتقنيات تشغيل هذا الكم الهائل من الطلاب فى وقت واحد وهو ما لم يتوافر بجميع المدارس.
التطوير ليس التكنولوجيا ويتساءل عبد الحميد حمزة خبير معلم بمحافظة الغربية : هل هذا التطوير للنهوض لمستقبل أفضل أم للقضاء على ظاهرة الدروس الخصوصية التى تؤرق المجتمع والتى تدمر القيم والأخلاق ؟ نعتقد أن الهدف هو خلق جيل باحث مفكر يعتمد على نفسه فى البحث عن المعلومة، وكذلك معلم باحث بعيدا عن الطرق التقليدية يستخدمها المعلمون الآن وترسخها الامتحانات العقيمة، كل ذلك ولم نلتفت للأنشطة المدرسية التى تبنى شباب وعقول المستقبل أين دورها من التابلت وأعتقد أن هذا النظام يرهق ميزانية الدولة أضعاف الميزانية الحالية.
مشكلة الامتحانات أما الدكتور عصمت طوخى المدير العام بالتعليم فيؤكد أنه حتى الآن لا يوجد أى استعدادات فى المدارس لتطبيق التكنولوجيا بها، فالامتحانات بدأت ولم تصل لنا أى معلومة بشأنها، ومع تطبيق التطوير لابد من استحداث كافة شبكات الانترنت وإصلاح معامل التطوير التكنولوجى وتهيئة المعامل والوسائط بالمدارس للتطوير وهذا يحتاج إلى ميزانية باهظة، وتعريف المعلم بدوره، هل يقوم بعرض المادة العلمية فقط، وهنا يفقد دوره لأنه يصبح أداة للعرض دون أن تعطى الطالب فرصة للبحث العلمى الحقيقى. تجاهل مركز الامتحانات ويؤكد الدكتور محمد فتح الله الباحث بالمركز القومى للامتحانات أن الوزارة لم ترجع للمركز فى إعداد الخطة التى أعلنها الوزير ووسيلة تنفيذها والخاصة ببنك الأسئلة، وبالتالى لا يوجد تواصل بين المركز والمدارس لكيفية تطبيق النظام الجديد حتى الآن، فالخطة المعلنة تحتاج إمكانات متنوعة وليست مادية فقط فالتعليم ليس «تابلت» فقط ولكن يشمل عوامل كثيرة منها ما هو داخل المدرسة من وسائل غير موجودة فى معظم المدارس، ولا توجد معامل أو حجرات محاضرات فى معظمها ولكن الأساس فى الاستعدادات ضمن استراتيجية تشمل مرحلة رياض الأطفال وأولى ابتدائى إضافة للامتحانات التراكمية، فمن غير المنطقى أن تصل الامتحانات الرسمية فى العام الى 20 امتحانا بمعدل 4 امتحانات لكل مادة، ليضيع العام الدراسى فى عقد امتحانات رسمية، ولا يمكن تنفيذها بالمدارس، فنحن نحتاج مجتمعا لديه ثقافة العلم والبحث العلمى حتى يمكنه التعامل بالتكنولوجيا، فليس معقولا أن تكون المدرسة مجردة من كل الإمكانات، ثم نطالب بتطبيق المثالية العالمية التى مرت بمراحل طويلة فى بلادها، ومع ذلك هناك خطط عرضناها للوزارة فى الامتحانات وبنوك الأسئلة للتطبيق بأقل التكاليف ولم يهتم بها أحد..
«خطة دولة» من جانبه أكد أحمد خيرى المتحدث الرسمى لوزارة التربية والتعليم أن الوزارة تحصر حاليا المشكلات وتعمل على حلها حسب أولويات الحل، وأن الخطة الجديدة «خطة دولة» فالنظام التعليمى لابد من استبداله بداية من رياض الاطفال - فى سبتمبر القادم - لبناء طفل لا يوجد عنده مرض الثانوية العامة, كما ستوزع الوزارة التابلت مع بداية العام الدراسى لكل الطلاب فى الصف الاول الثانوى والمدرسين ومديرى المديريات، وتم توقيع عقد بعدد مليون تابلت جارى تصنيعها من إنتاج مصرى كامل كما سيتم تطوير المعلم، وهناك تدريبات موجودة بالفعل حاليا إضافة لبرنامج «المعلمين أولا» وتتكفل شركة متخصصة بتدريب مدرسى العلوم والرياضيات، وتتولى الوزارة حاليا التدريب المهني للمعلمين وتضع فى اعتبارها التقدير المالى لهم وتحتاج موافقات من جهات أخري، ونعمل على حل المشكلات المادية للمعلم، ويكون هدف الامتحان معرفة قدرة الطالب على الفهم والأسئلة موجودة فى بنك الأسئلة، فهناك أسئلة متعددة الصعوبة وأسئلة لقياس المهارات، وترسل الأسئلة من بنك الاسئلة للطالب على التابلت، وبدوره يرسل الإجابة ، فالنظام الجديد يهدف لبناء الشخصية والتمكن من اللغة العربية وتعلم لغتين أجنبيتين على الأقل، ولا يوجد امتحان قومى فى النظام الجديد، وسيتكرر4 مرات على مدار السنة لكل مادة.