يشغل نظام الثانوية العامة الجديد فكر الخبراء والمدرسين وأولياء الامور الذين يتمنون التطوير والتغيير في المنظومة التعليمية والقضاء علي سلبيات التعليم المنتشرة دون أن يكون هذا التطوير مجرد شعارات أو يكون ضد مصلحة الطلاب.. رحبوا بالتطوير الشامل للتعليم لكنهم طالبوا بتطوير المناهج الحالية وتجهيز المدارس وخفض الكثافات في الفصول وبناء العديد من المدارس. أوضحوا أن التصحيح الالكتروني يحتاج إلي تجربة لضمان عدم حدوث كوارث.. أما مافيا الدروس الخصوصية فقد بدأوا التلون لمجاراة النظام المقترح واستغلالهم لقدرتهم علي إقناع الطلاب واجتذابهم. طالبوا بضرورة معرفة مقترحات أولياء الأمور والطلاب والمدرسين للوصول إلي الأفضل وعدم الجور علي حقوق الطلاب مع وجود تشريعات تمنع تغيير السياسات التعليمية مع قدوم كل وزير فكل مسئول جديد يلقي بالفشل علي سابقيه لأن الثانوية العامة رغم جعل امتحاناتها علي مستوي المدرسة فإنها ستظل أساسية ويتعلق بها مستقبل ومصير الطلاب. أكد د. حسن شحاتة استاذ المناهج وطرق التدريس بجامعة عين شمس أن مشروع تطوير التعليم ثورة في التعليم المصري يتبني أفكاراً تربوية حديثة أهمها النظام التراكمي في التقويم وادخال رياض الأطفال ضمن السلم التعليمي لخدمة 3 ملايين طفل ويستخدم تكنولوجيا التعليم في التدريس باستخدام التابلت والتواصل مع بنك المعرفة أكبر مكتبة الكترونية حتي الآن.. حيث تصبح البرامج التعليمية كمبيوترية علي بنك المعرفة والتجارب العملية في الكيمياء والطبيعة. أضاف أن الأسئلة تكون بمستويات معرفية متعددة في بنك المعرفة وسيتم التواصل بين التابلت والأسئلة عن طريق جهات سيادية لادخل للمعلم بها وهذا النظام يقضي علي الحفظ والاستظهار ويصبح الشعار نعلم.. نفكر.. نبتكر.. نبحث لصناعة إنسان جديد لمجتمع جديد واستخدام التقنيات الحديثة والقدرات العليا في التفكير. أشار إلي أنه بالنسبة للمرحلة الثانوية فإن المواد الدراسية المؤهلة للتعليم الجامعي وتزويد الطلاب بمهنة تساعدهم علي الالتحاق بسوق العمل كما أن الامتحانات لا دخل للمعلمين بها وليس هناك دروس خصوصية حيث ان شرط الامتحان لدخول الجامعة ليس كافياً ولا يوجد صراع للحصول علي الدرجات العليا بعد النجاح حيث يؤدي امتحان في الجامعة للكلية التي يلتحق بها. أوضح أن البنك الدولي عرض هذا المشروع علي مؤسسات عالمية مثل اليونسيف واليونسكو وتمت الموافقة عليه حيث يعتبر نقلة نوعية في صناعة إنسان مصري جديد وبناء عليه ستمنح التعليم المصري نصف مليار دولار قرضاً ميسراً علي فترات متباعدة بهامش ربح وهي شهادة من البنك الدولي أن النظام الجديد صالح لصناعة إنسان للألفية الثالثة. طالب بضرورة مساندة هذا التطوير لأنه لم يسبق لوزراء التعليم الاهتمام به ولكن اهتموا بالترقيع في النظام القديم البالي والنظام الجديد له رؤية وآليات جديدة ولابد من مساندته وعلي رجال الأعمال وأهل الخير تمويل هذا النظام لتحقيق أهدافه. أشار إلي أن شركات المحمول ووزارة الاتصالات تساهم في ربط التابلت بالإنترنت الفضائي في 2000 مدرسة تم إدخالها إلي حيز الإنترنت ولأول مرة مجلس الوزراء يعمل بصيغة جماعية موضحاً أن النظام الجديد بمجرد التصديق عليه سوف يتم طرحه للحوار المجتمعي ولابد من تكاتف الإعلام لمساندة التطوير وأن تقوم كليات التربية بمسابقة الزمن وتزويد المعلمين بالمهارات اللازمة. أكد أشرف بدوي معلم خبير لغة عربية بالمرحلة الثانوية أن الثانوية التراكمية تعتمد علي تغيير معايير التقييم والامتحانات وفلسفة التعلم. حيث يخوض الطالب في منظومة الثانوية الجديدة 12 امتحانا علي مدار ال 3 سنوات في كل مادة مع احتساب درجات الطالب في أعلي 6 امتحانات بحيث تكون أمامه أكثر من فرصة للتعويض. أوضحت هند محمد ونورهان محمود من أولياء الامور ان المناهج الموجودة لا تحقق اي متعة في التعلم بل تصيب الطلاب بالاحباط فكان الاولي التفكير في تغيير المناهج حتي تتماشي مع النظام الجديد والاعلان عن وجود استعدادات وتجهيزات بالمدارس علي أرض الواقع قبل الشروع في الإعلان عن المنظومة الجديدة مطالبين بوجود نصوص تشريعية ملزمة بعدم جعل الطلاب حقول تجارب وعدم تغيير نظام الثانوية العامة مع وجود وزراء جدد في المستقبل. أشار عبد الرحمن كمال وخالد فؤاد ومنير علي إلي أن الكثافات المرتفعة في الفصول تعيق الاستيعاب والتفاعل مع المدرس بهذا النظام أن ذلك سيكون عن بعد مشيرا إلي أهمية مواجهة مافيا الدروس بشكل حاسم وتعاون المحافظين في إغلاق مراكز الدروس التي تتلون وتتشكل مع اي نظام جديد وتجتذب الطلاب وأولياء الأمور لتحقيق الأرباح واستنزاف أولياء الأمور. أوضح عادل عبد الله معلم خبير رياضيات ان امتحانات الثانوية العامة سوف تكون علي مستوي المدرسة وليس علي مستوي الجمهورية مما يحد من رهبة الثانوية العامة والطواريء التي تعلنها البيوت المصرية مع اقتراب الامتحانات مشيرا إلي أنه سوف يتم إرسال الأسئلة إلي الطالب مباشرة عن طريق الإنترنت للإجابة عنها وحفظ الإجابات بنظام معيّن مع وجود بنك مخصص للأسئلة وجميع أسئلته متطابقة في درجة السهولة والصعوبة ومن خلال هذا البنك سوف تىرسل الأسئلة للطالب إلكترونيا وبالتالي فإن بنك الأسئلة مؤمن من أي اختراقات أو قرصنة. أضاف أن الوزارة قررت اللجوء للتابلت في نظام التعليم الجديد لتوفير مصدر معرفي أكثر ثراء من الكتاب المدرسي التقليدي لجميع الطلاب بمن فيهم الأغنياء والفقراء والهدف من التابلت جذب الطلاب للمذاكرة بطريقة ممتعة مشيراً إلي أن الدولة ستؤمن علي أجهزة التابلت من الضياع أو التلف ولن يتم استرجاعها من الطلاب مرة أخري. أكد فتحي عبد العال مدير مدرسة انه كان لابد من إجراء تغيير جذري في المناهج حيث إن النظام الجديد يتسلم فيه جميع طلاب الثانوية العامة أجهزة تابلت محمّل عليها المناهج كما يتم تسليم جميع معلمي المرحلة الثانوية أجهزة تابلت مجانا معپتوفير باقات إنترنت مجانية فائقة السرعة بالمدارس حتي يكون هناك تفاعل وتواصل دائم مشيرا إلي أن النظام الجديد للثانوية العامة يشترط عدم تخطي الطلاب نسبة الغياب المقررة قانونا مما سيحدث نوعا من الالتزام وهي مشكلة أساسية في المرحلة الثانوية التي يهجر طلابها المدارس و المعلم هو من سوف يسجل غياب الطلاب. ومن يتجاوز نسبة الغياب القانونية لن يدخل الامتحان. قال تامر محمود وأشرف صبحي وعبد الحميد محمد أولياء أمور انه لابد من ضمان دقة التصحيح الالكتروني وكيف سيتم تقييم الطلاب وضرورة وجود ضمانات حتي لاتحدث كوارث فمهما حدث من إلغاء الامتحان القومي الثانوية وتحقيق متعة التعلم وغيرها من الأهداف ستظل الثانوية العامه تتعلق بمصير ومستقبل الطالب في الحياة الجامعية وما بعد التخرج. نقيب معلمي الجيزة: لسنا ضد التطوير ولكن نطالب بمعايشة الواقع أكد سعيد إسماعيل نقيب المعلمين بالجيزة أن عدم طرح أفكار تطوير التعليم للحوار المجتمعي والإعلان عن أن هذا النظام غير قابل للنقاش لن يحقق هدف التطوير. قال إن المدرسين ليسوا آلة يتم تحريكهم من المسئولين كيفما يشاءون وأن أي تجربة يتم تطبيقها أو نظام يتم فرضه مثل إلغاء الصف السادس الابتدائي أو عودته مرة أخري ثم وجود سنة واحدة للثانوية وعودتها مرة أخري 3 سنوات لا يحاسب فيها المسئول فهل يحاسب الوزير عن فشل النظام أم أن الضحية دائماً هم أبناؤنا الطلاب. أشار إلي أن المدرسين ليسوا ضد التغيير والتطوير ولكن لابد من معايشة الواقع والتطبيق بالتدريج لمعرفة النتائج فمثلاً وجود التابلت في يد طلاب يحتاجون أبسط حقوقهم في التعليم ويعيشون في حالة اجتماعية صعبة ويتعلمون في فصول كثافتها تتعدي 140 تلميذاً كيف سيتفاعلون مع التابلت ويحافظون عليه ومن الذي يقوم بإصلاحه. رئيس لجنة التعليم بالنواب : الحوار المجتمعي .. قبل إقرار خطة "شوقي" قال الدكتور جمال شيحة رئيس لجنة التعليم والبحث العلمي بمجلس النواب ان تطوير التعليم والصحة تحديدا لايحتاج الي قروض مشيرا الي انه لاينبغي للدولة ان تحصل علي القروض لتطوير الصحة والتعليم لأن تطويرهما أمر تلتزم به الدولة. اشار شيحة الي أن الدولة من الممكن ان تدعو المجتمع المدني للمساهمة لتطوير التعليم والصحة بدلا من اللجوء الي القروض مشيرا الي ان التعليم منذ عام 2002 الي عام 2011 اقترض 500 مليون دولار علي مدة التقسيط 30 سنة وقتها ويجري سداد فوائدها حتي الان للبنك الدولي. اضاف ان اللجنة تطلع علي تفاصيل تلك الاستراتيجية في محاورها المختلفة. وندعو المسؤولين في وزارة التربية والتعليم ومستشاري اللجنة من خبراء التربية والتعليم لمناقشة المسؤولين في تفاصيل كل ملف من الاستراتيجية.