عندما أستعرض المشهد الراهن ونحن علي أعتاب الجمهورية الثانية لثورة 30 يونيو أجدني أردد بقلبي ولساني الحمد لله أن الوعي كان له الغلبة علي كل محاولات التزييف والتضليل، وهذا هو الذي وفر القدرة لتفعيل انتصار حكمة التاريخ لصالح الاستقرار علي حساب انفعالات هستيريا الفوضي والخراب. الحمد لله أننا لم نسقط في ضلال الفوضي ونفضنا بسرعة غبار الأكاذيب التي غطت الفضاء الإعلامي المصنوع داخل وخارج الحدود بفضل التدفق الهائل صوب صناديق الانتخابات الرئاسية! الحمد لله لأن الشعب كان شريكا في صنع المعجزة لإنقاذ مصر من خطر الذهاب إلي المجهول في وقت كانت فيه كل المراجع الدولية تري أن الظروف في مصر غير مهيأة لأي تغيير يستبعد الجماعة وحلفاءها من المعادلة السياسية حيث لم يدر بخلدهم أن البطل الموعود لتحقيق حلم الإنقاذ ينتظر إشارة الجماهير إذا خرجت إلي الشوارع بالملايين.. وهذا هو الخيط الرفيع بين حشود 30 يونيو ومنصة 3 يوليو. الحمد لله أن مصر نجحت في أن تزيل وبسرعة أي التباس بين مصر الدولة ومصر الثورة فاعترف بها العالم بأسره كدولة تحترم مسئولياتها وتفي بكامل التزاماتها خصوصا وأنها ودون طلب من أحد نذرت نفسها كطليعة للمجتمع الدولي في التصدي للإرهاب. الحمد لله وواقع الحال خير شاهد علي استعادة مصر لروح السماحة والمواطنة الحقة التي أراد المتطرفون تحت رايات الزيف تغييبها فأصبح كل ما يمارس علي أرض مصر متطابقا مع كل ما تعلنه من مباديء تجاري العصر الذي نعيشه وتتناغم وتتوافق مع أحلام المصريين وأماني الشعوب العربية من المحيط إلي الخليج. الحمد لله أن مصر حافظت علي نفسها برئيس واحد وعلم واحد ونشيد واحد بعكس ما كان يخطط القائلون بشعار «طظ في مصر» بالتوافق مع مخطط رسم خريطة جديدة للمنطقة! خير الكلام: * أصحاب الضلال مثل التماثيل العارية لا تستطيع أن تستر نفسها! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله