عبدالملك شاب عمره 22 عاما، نشأ فى أسرة بسيطة الحال لأبوين يعملان فى الحقل التعليمى، وقد أصيب منذ نعومة أظفاره بمرض نادر فى عينه اليسرى، وخضع للعلاج الكيميائى والإشعاعى وبالليزر على مدى ثلاث سنوات، ثم أجريت له جراحة لاستئصالها، وكان يرى بعينه اليمنى لعدة سنوات، لكنها أصيبت هى الأخرى بذات المرض الخبيث فتم استئصالها أيضا، وأصبح كفيفا وهو فى سن العاشرة، ثم أصيب بورم حميد فى مكان عينه اليسرى وتم استئصاله، وفى أثناء فترة علاجه حرصت والدته على تحفيظه القرآن الكريم كاملا، ثم التحق بالمدرسة فى قريته وكان الأول على مستوى إدارته التعليمية، وبعدها انتقل للدراسة بالأزهر وهو فى الصف الخامس الابتدائى، ونال المركز الثانى على مستوى الجمهورية فى الشهادة الابتدائية، والأول فى الشهادة الإعدادية، ثم الأول فى الثانوية العامة، وفى هذه الأثناء كان يدرس علوم التجويد والقراءات القرآنية، بمعهد القراءات التابع للأزهر، وأحرز تفوقا جديدا بتحقيق المركز الأول، وفى عام 2013 التحق بكلية اللغة العربية جامعة الأزهر، فرع المنصورة، ونال لقب الطالب المثالى لعدم تخلفه عن حضور المحاضرات، والطالب الأول فى مسابقة الخطابة، والأول فى مسابقة القرآن الكريم، وحصل على تقدير امتياز على مدى السنوات الأربع مدة الدراسة، وجاء تقديره العام امتيازا مع مرتبة الشرف، ولم يكتف بذلك، لكنه حصل على شهادات فى اللغة الإنجليزية، معتمدة من الجامعة الأمريكية، وأجاد التعامل مع الكمبيوتر عن طريق استعمال البرامج الناطقة، وأخيرا التحق بالدراسات العليا فى القاهرة لإلغاء التقديم للدراسات العليا فى كليات الأقاليم، مما كبّد أسرته نفقات أخرى فوق طاقتها لاستئجار سكن له فى القاهرة، ويمر عبدالملك وأسرته بظروف صعبة جدا، وكل ما يتمناه هو أن يتم تعيينه معيدا بكلية اللغة العربية بالمنصورة، فهل هذا حلم بعيد المنال بالنسبة له؟ إيناس الجندى