الدكتور عبد العظيم إبراهيم محمد المطعنى، داعية إسلامى، قدم إضافات إلى المكتبة العربية فى مجال تخصصه الأصلى وهو البلاغة العربية، وأحد الرجال الذين أثروا الفكر الإسلامى والدعوى على مدى سنوات طويلة، ومن أشهر معاركه تصديه للرد على كتاب "أبى آدم" للراحل عبد الصبور شاهين. ولد الشيخ عبد العظيم فى مايو عام 1931 بقرية المنصورية مركز كوم أمبو محافظة أسوان، تعلم بالكتّاب مبادئ القراءة والكتابة فلما فتح التعليم النظامى فى أواخر العهد الملكى، التحق بالمدرسة التى أنشئت فى قريته فقضى فيها سنتين كان خلالهما كثير الاطلاع والقراءة من مكتب أخيه أحمد حيث كان مهتمًا بالثقافة الإسلامية، فكانت لديه بعض الكتب فى الفقه والتفسير فانكب على قراءتها، ثم التحق بمعهد القاهرة الابتدائى الأزهرى عام 1952 واجتاز اختبارات القبول فى معهد القاهرة الأزهرى النظامى بتفوق ثم انطلق فى سبل العلم غير مكترث بما يكتنفها من عقبات، ذو شغف بالتعلم قل نظيره، وحصل على شهادة إتمام الدراسة الابتدائية وكان فى كل عام ينجح بتفوق ملحوظ ثم التحق بمعهد القاهرة الثانوى وكانت مدة الدراسة فيه خمس سنوات متواصلة وتخرج منه فى بداية الستينيات. وفى عام 1962 التحق بكلية اللغة العربية بجامعة الأزهر الشعبة العامة وتخرج فيه عام 1966 بتقدير جيد فى اللغة العربية وآدابها، ثم التحق بالدراسات العليا فى الكلية قسم البلاغة والنقد قدم فيها بحثًا للحصول على درجة التخصص الماجستير وكانت بعنوان "سحر البيان فى مجازات القرآن"، وحصل على الماجستير بتقدير ممتاز، ثم التحق بقسم العالمية والذى يمثل درجة الدكتوراة، وكان موضوع أطروحته للعالمية (رسالة الدكتوراة): "خصائص التعبير فى القرآن الكريم.. سماته البلاغية "وقد حصل عليها بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف الأولى فى العام نفسه، وطبعت رسالته بعنوان (خصائص التعبير القرآنى وسماته البلاغية) فى مكتبة وهبة بالقاهرة. ترك الشيخ عبد العظيم المطعنى مؤلفات كثيرة متنوعة، وهو المشرف على سلسلة لا بد من دين الله لدنيا الناس، وهى سلسلة من البحوث شارك فيها الشيخ المطعنى بكثير من البحوث، وله أيضًا كتابه "الجامع فى دفع الشبهات المثارة حول السنة النبوية"، وكتابه "الإسلام فى مواجهة الأيديولوجيات المعاصرة"، بالإضافة إلى كتبه عن بلاغة القرآن والمجاز فى القرآن. وقدم دفاعاتٍ عن الثقافة العربية الأصيلة، من خلال كتاباته المتنوعة فى صحف مصرية وعربية عديدة، منها: الأهرام والمساء والنور والدعوة وآفاق عربية واللواء الإسلامى وعقيدتى. عانى الشيخ فى أواخر أيامه من مضاعفات مرض السكرى، وتم بتر ساقيه، وتوفى فى مثل هذا اليوم عام 2008، وتم تشييع الجنازة عقب صلاة ظهر يوم 30 يوليو من مسجد النور بالعباسية.