في ظل ما يشهده العالم من تحولات متسارعة في شتى مناحي الحياة، تتجه الأنظار إلى المؤسسات الثقافية، وعلى رأسها المتاحف، لتلعب دورًا محوريًا في حفظ التراث وتقديم المعرفة بطرق تتماشى مع متطلبات العصر. ويأتي الاحتفال باليوم العالمي للمتاحف، الذي يوافق الأحد 18 مايو 2024م، ليجدد التأكيد على أهمية هذه المؤسسات في تنمية المجتمعات وتعزيز الهوية الثقافية، حيث بدأ توافد الزائرين إلى المتحف المصري بالتحرير للمشاركة في الفعاليات والأنشطة المتنوعة التي ينظمها بهذه المناسبة. ** المتاحف في مواجهة التغيرات المجتمعية تشهد المتاحف حول العالم تحديات متعددة، أبرزها التطور التكنولوجي المتسارع، وتغير أنماط تفاعل الجمهور مع المعلومات والثقافة، إضافة إلى الحاجة لتوسيع دورها من مجرد أماكن لعرض القطع الأثرية إلى فضاءات تعليمية وتفاعلية تسهم في الحوار الثقافي والتنوع المجتمعي. ** المتحف المصري نموذجاً للتجديد والانفتاح احتفل المتحف المصري هذا العام باليوم العالمي للمتاحف عبر سلسلة من الفعاليات التي شملت ورش عمل تفاعلية، وجولات إرشادية مجانية، ومعارض مؤقتة تُبرز قطعًا نادرة من مقتنياته، بالإضافة إلى فعاليات للأطفال والعائلات تهدف إلى تبسيط التاريخ بأسلوب مشوق. وقد عكست هذه الأنشطة التزام المتحف بمواكبة التغيرات وتقديم تجربة متحفية أكثر جذبًا وانخراطًا للجمهور. ** التحول الرقمي في المتاحف يشكل التحول الرقمي أحد أبرز ملامح المستقبل المتحفي، حيث أصبح استخدام تقنيات الواقع المعزز، والواقع الافتراضي، والمنصات الإلكترونية جزءًا أساسيًا من تطوير المتاحف. ويسعى المتحف المصري وغيره من المؤسسات إلى تبني هذه الوسائل لتوفير تجارب تعليمية متقدمة والوصول إلى جمهور أوسع، بما في ذلك أولئك غير القادرين على زيارة المتحف فعليًا. ** المتاحف كمساحات للتعلم والحوار لم تعد المتاحف مجرد أماكن لحفظ الماضي، بل باتت منصات للانفتاح على قضايا الحاضر والمستقبل، حيث تقدم برامج تعليمية تناقش موضوعات مثل تغير المناخ، والتنوع الثقافي، والعدالة الاجتماعية. وفي هذا السياق، يسهم اليوم العالمي للمتاحف في تعزيز دور المتحف كمركز للحوار المجتمعي وبناء الوعي. اقرأ أيضا| حكاية متحف| زيارات المتاحف المصرية ودورها في نشر المعرفة وحفظ التراث يعكس احتفال المتحف المصري باليوم العالمي للمتاحف هذا العام التزامه الدائم بتطوير أدواته وأساليبه لمواكبة التغيرات المجتمعية المتسارعة، وليبقى شاهدًا حيًا على التاريخ، ومنبرًا مفتوحًا للحوار الثقافي والمعرفي، نحو مستقبل أكثر إشراقًا للمتاحف في مصر والعالم.