قرار عاجل من الأعلى للجامعات بشأن اختبارات قدرات التربية الفنية والموسيقية    الوفد يبدأ مناقشة قانون الإيجار القديم    وزير الاتصالات: بناء القدرات الرقمية لأكثر من 30 ألف سيدة بمختلف المحافظات عبر مبادرة "قدوة. تك"    تقديم خدمات الكشف والعلاج ل93 حاجا من خلال عيادات بعثة الحج الطبية    آخر موعد لتقديم التظلمات بمبادرة سكن لكل المصريين 5    الجيش الإسرائيلي: 5 فرق تعمل في قطاع غزة للقضاء على المقاومة الفلسطينية    أمريكا.. إعصار مدمر يضرب كنتاكي وميزوري ويخلف أكثر من 20 قتيلا    أول تعليق من رئيس غزل المحلة بعد إلغاء الهبوط في الدوري المصري    علاء عبد العال: بيراميدز فرط في الصدارة.. والأهلي الأقرب لحسم الدوري    جثة ومصاب في سقوط موتوسيكل من أعلى كوبري بمدينة نصر    باحث مصري يحصد الدكتوراه حول توظيف العلاقات العامة الرقمية بالمؤسسات الثقافية العربية    لهذا السبب.. حنان ترك تتصدر تريند جوجل ومواقع التواصل    مهرجان الإسكندرية السينمائي لأفلام البحر المتوسط يعفي ذوي القدرات الخاصة من رسوم التسجيل    . حفيد عبد الحليم يرد على انتقاد موقف عائلة من نشر أسرار العلاقة السرية مع سعاد حسني    القومي للمسرح والموسيقى يحتفل باليوم العالمي للتنوع الثقافي الأربعاء    أحكام الحج والعمرة (1).. علي جمعة يوضح شروط ووجوه أداء العمرة    محافظ القاهرة يكرم 40 طالبًا وطالبة الحاصلين على المراكز الأولى في المسابقة الدينية    جامعة سوهاج تحتفل بتخريج الدفعة 29 من كلية الطب البشري    أنغام تتألق في "ليلة العمر" بالكويت وتستعد لحفل عالمي على مسرح "رويال ألبرت هول" بلندن    أستاذة علوم سياسية: كلمة الرئيس السيسى ببغداد شاملة تتفق مع السياسة الخارجية المصرية    «الضرائب» توضح تفاصيل خضوع المطاعم والكافيهات ل«القيمة المضافة» وتحذر من حملات تحريضية    جهاز تنظيم الاتصالات يناقش أبرز تحديات المستخدمين في عصر الجيل الخامس    أتالانتا يتمسك بماتيو ريتيجي رغم اهتمام ميلان ويوفنتوس    محافظ المنوفية يترأس اللجنة العليا للقيادات لاختيار مدير عام التعليم الفني    استعدادات «تعليم قنا» لامتحانات الفصل الدراسي الثاني    "جلسة جديدة".. بايرن ميونخ يكشف تطورات المفاوضات مع ساني    منافس الأهلي بالميراس البرازيلي ل«أهل مصر»: لم نتفاوض مع كريستيانو رونالدو    وزير الدفاع الباكستاني: تلقّينا عرضًا هنديًّا للتفاوض حول كشمير والإرهاب.. ولا يمكن تجاهل الدور الدولي    حكم قضائي بحبس صالح جمعة شهرا لعدم سداده نفقة طليقته    إغلاق ميناء الغردقة البحري بسبب سوء الأحوال الجوية    محافظة الجيزة تزيل 3 أدوار مخالفة فى عقار بحى العجوزة    احتفالا بذكرى مجمع نيقية.. اجتماع ممثلي الكنائس الأرثوذكسية    بدء التصويت في الانتخابات التشريعية بالبرتغال    فصل التيار الكهربائي عن 5 مناطق بالعريش غدًا.. تعرف عليها    تواضع رغم النجاح| 4 أبراج لا تغريها الأضواء وتسعى للإنجاز بصمت    بداية من اليوم.. السكة الحديد تتيح حجز تذاكر قطارات عيد الأضحى 2025    رئيس جامعة أسيوط الجديدة التكنولوجية يتفقد سير امتحانات نهاية العام -صور    ما العيوب التي تمنع صحة الأضحية؟ الأزهر للفتوى يجيب    حكم قراءة الفاتحة وأول البقرة بعد ختم القرآن؟.. علي جمعة يوضح    محافظ المنوفية: رفع كفاءة كورنيش شبين الكوم ورصف مدخل المدينة    هل الكركم ضار بالكلى؟    ترحيل المهاجرين لسوريا وأفغانستان.. محادثات وزيري داخليتي النمسا وفرنسا غدا    الداخلية تواصل تيسير الإجراءات للحصول على خدمات الجوازات والهجرة    «مأزق جديد».. بيراميدز يدرس عدم خوض مباراة سيراميكا ويلوح بالتصعيد    تأجيل محاكمة 4 متهمين بقتل طبيب التجمع لسرقته    رئيس «تعليم الشيوخ» يقترح خصم 200 جنيه من كل طالب سنويًا لإنشاء مدارس جديدة    أشرف العربى: تحسن ملموس فى مستوى التنمية فى مصر    التعليم العالي: قافلة طبية من المركز القومى للبحوث تخدم 3200 مريض فى 6 أكتوبر    وفاة بالسرطان.. ماقصة "تيفو" جماهير كريستال بالاس الخالدة منذ 14 عامًا؟    حماس: الإدارة الأمريكية تتحمل مسئولية المجازر الإسرائيلية بغزة    هل يجوز سفر المرأة للحج بدون محرم؟.. الأزهر يُجيب    محافظ الدقهلية يفتتح الوحدة الصحية بالشيخ زايد بمدينة جمصة    التريلا دخلت في الميكروباص.. إصابة 13 شخصًا في حادث تصادم بالمنوفية    أوكرانيا تعلن ارتفاع عدد قتلى وجرحى الجيش الروسي إلى 973 ألفا و730 فردا    النائب عبد السلام الجبلى يطالب بزيادة حجم الاستثمارات الزراعية فى خطة التنمية الاقتصادية للعام المالي الجديد    مصرع شخصين وإصابة 19 آخرين إثر اصطدام سفينة مكسيكية بجسر بروكلين    «الرعاية الصحية» تعلن اعتماد مجمع السويس الطبي وفق معايير GAHAR    مصطفى عسل يهزم علي فرج ويتوج ببطولة العالم للإسكواش    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مدير متحف المخطوطات: لدينا 5 آلاف مخطوط أصلى و150 ألف نسخة رقمية
في حوار خاص:

أنشطة وبرامج تعليمية لتثقيف الجمهور وتدريب الباحثين
سوء البيئة وغياب الرقمنة أبرز المشكلات
نتمنى عودة المخطوطات المهاجرة
حوار: إسراء عبدالمعطي عمران
المخطوطات هى الوعاء الذى يحفظ العلوم ويربط بين الأجيال ليظل التاريخ شاهدًا على حضارةٍ خالدة أغنت الإنسانية بالعلم والفكر، ومكتبة الإسكندرية هى إحدى خزائن التراث العربى والإسلامى فى العصر الحديث، بما تحمله من علوم وفنون ولغات دوّنتها أنامل علماء الأمة عبر القرون، حيث تضم ما يقرب من 5 آلاف مخطوط أصلى يغطى مختلف فروع المعرفة.
وفى زمن تتسارع فيه التكنولوجيا كان لا بد من مواكبة التطور الهائل حيث تم تأسيس مركز ومتحف المخطوطات بمكتبة الإسكندرية عام 2001، الذى يتألف من سبعة أقسام ويضم 76 من أفضل الباحثين والمختصين، ليكون بمثابة درع الحماية لهذا التراث الفريد لحفظ ذاكرة الأمة بأحدث الطرق والأساليب لتوفير نسخ رقمية من المخطوطات بعد صيانتها وترميمها ليبقى حيًا بين أيدى الباحثين والأجيال القادمة وخاصة المخطوطات الإسلامية. «اللواء الإسلامي» حاورت د. مدحت عيسى مدير مركز ومتحف المخطوطات بمكتبة الإسكندرية، ليحدثنا عن أهمية علم المخطوطات، وكيفية حفظ هذا الإرث الضخم وإتاحته للباحثين رقميًا، ونستعرض معه مقتنيات المتحف من مخطوطات وكتب نادرة.. وإلى نص الحوار:
بداية.. حدثنا عن المخطوطات وأهميتها فى حفظ التراث؟
المخطوطات تُعنى بدراسة كل ما كُتب بخط اليد، وبالطبع لم يكن له وجود قبل اختراع الطباعة، لكن بعد ظهور المطبوعات برز مصطلح «مخطوط» ليفرق بين ما كُتب يدويًا وما طُبع آليًا، وهذا يفسر لماذا غالبية المخطوطات التى نعرفها اليوم ترجع للفترة بين القرن الثانى الهجرى والقرن الثالث عشر الهجري، إذ بعد ذلك بدأ انتشار الطباعة، فقلّ الاعتماد على الكتابة اليدوية.
وتُعدّ المخطوطات الوعاء الذى حفظ العلوم لقرون متتالية، فقد قامت المخطوطات قديمًا بالدور الذى تؤديه الكتب المطبوعة حديثًا، وهى التى نقلت إلينا تراثًا علميًا وثقافيًا ضخمًا، ولولاها لضاع الكثير من هذا العلم على البشرية، وإذا نظرنا إلى مسيرة العلم عبر التاريخ، نجد أنه انتقل من حضارة إلى أخرى، من المصريين القدماء إلى اليونانيين، ثم إلى العرب، وكل أمة ساهمت فى تطويره فى زمانها، فالعلم قد يوصف أنه عربى أو يونانى ولكن فى النهاية هو تراث إنسانى ملك لكل الإنسانية.
بداية التأسيس
متى تأسس مركز ومتحف المخطوطات بمكتبة الإسكندرية؟
●● تأسس مركز ومتحف المخطوطات بمكتبة الإسكندرية عام 2001 كإدارتين مستقلتين هما المركز والمتحف بهدف حفظ التراث المخطوط والكتب النادرة، ومع اتساع نطاق العمل وتداخل المهام جاء قرار دمج الهيكلين الإداريين فى عام 2023 ليكونا وحدة إدارية موحدة تُعنى بالحفاظ على هذا الإرث وتعزيزه بحثيًا وثقافيًا.
ويضم المركز 76 باحثًا وموظفًا من أصحاب الكفاءات المتخصصة، من بينهم حملة الماجستير والدكتوراه، والمترجمين والمفهرسين وإخصائى العلاقات العامة الذين يسهمون فى دعم مختلف المسارات العلمية والثقافية.
ويتألف من سبعة أقسام متخصصة، وهى المخطوطات الأصلية، والكتب النادرة والمجموعات الخاصة، والصيانة والترميم، والدراسات والفعاليات الأكاديمية، والحفاظ والضبط البيئي، والتبادل والأرشيف، وقسم الفهرسة والتحقيق، وقسم العرض المتحفي, ويعمل فيه فريق من 76 باحثًا ومختصًا من أصحاب المؤهلات العليا.
● يحتوى المتحف على كنز ثمين من المخطوطات والكتب النادرة.. فما أبرز المقتنيات داخل المتحف؟
●● يتميّز المتحف باستخدامه للإضاءة القياسية لحماية المخطوطات من التلف الناتج عن الإضاءة القوية، ويحتوى على كنوز معرفية ومخطوطات نادرة توثق مسيرة الحضارة الإنسانية، وتعد مخطوطة «البستي»، أقدم مخطوطة بالمتحف، وأقدم المخطوطات العربية فى العالم، وهى جزء من تفسير القرآن كُتب عام 368 ه (978م)، ومخطوطة «المدونة فى فقه المالكية» من أنفس المقتنيات وهى 4 مجلدات مكتوبة على الرق «جلد الماعز»، كُتبت فى تواريخ مختلفة من عام 499 إلى 530 هجرية.
ويعرض المتحف قطعتين نادرتين من كسوة الكعبة المشرفة ضمن مقتنيات طلعت باشا، ومخطوطات طبية نادرة مثل «الموجز فى الطب» لابن النفيس، و«المنصوري» للرازي، ومخطوطة فلكية لتحديد القبلة ومواقيت الصلاة، وفى مجال الرياضيات توجد مخطوطة «تحرير أصول الهندسة» لإقليدس، وتُعد من النسخ الأصلية النادرة.
وفى قسم المصريات بالمتحف، يُعرض كتاب الموتى الفرعونى الذى يرجع إلى 1500 ق.م، وهو نص ديني سحري وظيفته هو حماية المتوفي للوصول للعالم الآخر، ونسخة من موسوعة «وصف مصر» التى أعدها أكثر من 160 عالمًا رافقوا الحملة الفرنسية بقيادة نابليون، وطُبعت فى باريس عام 1821.
وفى عرض نادر داخل المتحف للأديان السماوية الثلاثة، ولُفافتين أصليتين من التوراة من القرن 18، ونسخة من توراة «فرارة» الإيطالية (1553)، والنسخة السينائية المكتشفة بسيناء، كما يعرض الإنجيل الأول المطبوع عام 1456، ونسخة من كودكس الفاتيكان، إلى جانب مخطوطات دينية مسيحية تعود إلى القرنين 16 و17، بينما يتألق قسم الإسلاميات بمصاحف مزخرفة بزخارف إسلامية، حيث كان يتم استخدام مساحيق الأحجار الكريمة لأنها كانت تتميز بألوان زاهية وثابتة على الورق، ومصاحف قرآنية بخط اليد تعود للقرنين 16و17 الميلادي.
كما يوجد بالمتحف مخطوطة «سنن ابن ماجة» من أهم كتب الأحاديث النبوية، ومخطوطة «الكواكب الدرية» للبوصيرى عام 694هجريا-1294ميلاديا، وهى أشهر قصائد المديح النبوى وكتبت سنة 1051 هجرية، وبردية «مسالك الأبصار فى ممالك الأمصار» أهم الموسوعات الكبرى فى الطب البديل والعلاج بالنباتات والأعشاب، ومخطوطة «الحجة» لأبي علي الفارسي الحسن في شرح القراءات السبع، وتحتوي المخطوطة على طرق قراءات القرآن السبع ويعود تاريخها إلى390هجريا- ألف ميلاديا، ويحتوى الأرشيف الوثائقي يمركز ومتحف المخطوطات على وثائق قناة السويس باللغتين الفرنسية والعربية، والبرديات العربية بمكتبة فيينا حوالى «17350 بردية» إضافة إلى النسخ الأولى من الجرائد والمجلات مثل الأهرام من 1876 إلى 2001 والهلال من 1892 إلى 1996 والوقائع المصرية من 1961 حتى 2001، كما يشمل مجموعة شرائح ضوئية لأعمال بيكاسو ومزارات عالمية وأماكن تاريخية فى عدة دول وألبوم الفنون الأرمينية.
كسوة باب الكعبة المشرفة
● كيف كانت تُكتب وتُزخرف المصاحف فى العصور الإسلامية المختلفة؟
●● بدأت الزخرفة مع كتابة النص القرآني، تعبيرًا عن التقديس والتقدير لكلام الله، لم تكن هناك زخرفة فى المخطوطات العربية قبل المصحف الشريف، وبعض الخطاطين أقسموا ألا يكتبوا بأيديهم إلا القرآن الكريم، وظهرت أسر كاملة تخصصت فى كتابة المصاحف، والتزموا بطقوس روحانية (كالطهارة والوضوء)، أما المدارس التى اهتمت بالزخرفة في العصرالعباسي اعتمدت على استخدام الخط الكوفي، وزخارف هندسية ونباتية بسيطة، وبدايات التذهيب، أما المدرسة الأندلسية والمغربية استخدمت الخط المغربي، وزخارف ملونة مستوحاة من الطبيعة، والمدرسة المملوكية اهتمت بالتذهيب، واستخدام الألوان الغنية وإطارات مزخرفة، والمدرسة العثمانية استخدمت خط النسخ والثلث بإتقان، وزخارف دقيقة ومدارس متخصصة فى فنون المصحف، والمدرسة الصفوية «الإيرانية» استخدمت زخارف نباتية ومنمنمات دقيقة.
5 آلاف مخطوط
فى ظل التحول الرقمى المتسارع.. ما خطة المركز لحفظ المخطوطات رقميًا وإتاحتها للباحثين؟
●● تحتوى المكتبة على 5 آلاف مخطوط أصلى تغطى مختلف فروع المعرفة مثل الفنون والعلوم واللغات وغيرها، ولحماية هذا الإرث الثقافى من الضياع تم إدخال التكنولوجيا الحديثة فى المكتبة والتى أسهمت بشكل كبير فى دراسة وفهرسة وتحقيق المخطوطات، سواء من خلال الرقمنة أو عبر تحليل الورق والأحبار والجلود، كما ساعدت فى إتاحة المخطوطات عبر المنصات الإلكترونية، مما سهّل على الباحثين الوصول إليها والاستفادة منها فى أبحاثهم، إلى جانب توفير برامج متخصصة تُسهم فى قراءة النصوص المخطوطة وتحليلها.
وأطلقت المكتبة مشروع «الأرشيف الرقمى للمخطوطات» بهدف إنشاء نسخ رقمية كاملة لأكثر من ستة آلاف عنوان من المخطوطات الأصلية المحفوظة بالمكتبة، بهدف إتاحة المحتوى للباحثين بسهولة، والحفاظ على هذه الكنوز النادرة لأطول فترة ممكنة من خلال ظروف بيئية محكمة.
كما تعمل المكتبة على تنفيذ مشروع طموح بعنوان «جمع المئة ألف مخطوط»، ويهدف إلى توثيق أكبر عدد ممكن من النسخ الرقمية والميكروفيلمية من مخطوطات العالم، وقد تجاوز عدد المخطوطات المصورة حاليًا 150 ألف مخطوط رقمي، ما يمثل إضافة ضخمة للبحث العلمى ولحفظ التراث الإنساني.
● من وجهة نظرك.. ما التحديات التى تواجه المخطوط فى الحفظ والصيانة؟
●● يأتى فى مقدمة هذه التحديات غياب بيئة الحفظ المناسبة فى كثير من المكتبات، حيث لا تُراعى المعايير الأساسية مثل درجة الحرارة، والرطوبة، والتهوية، والإضاءة، مما يؤدى إلى تلف العديد من المخطوطات بشكل نهائي.
أما التحدى الثانى فيكمن فى عدم وجود فهارس ورقية أو إلكترونية، الأمر الذى يُبقى آلاف العناوين حبيسة الأرفف دون أن يعرف عنها الباحثون شيئًا والثالث هو افتقار أغلب المؤسسات التى تمتلك مخطوطات إلى معامل متخصصة فى الترميم، وهو ما يعوق جهود إنقاذ النصوص المتضررة من التلف أو الإهمال.
وأخيراً، غياب الرقمنة أحد أبرز التحديات أيضًا، إذ يؤدى عدم توفر نسخ رقمية إلى تداول النسخ الأصلية بشكل مباشر، ما يعرضها للتلف المتكرر. فى المقابل، تتيح الرقمنة حفظ النسخ الأصلية فى الخزائن، مع توفير نسخ رقمية يمكن تداولها بأمان على أقراص أو عبر منصات إلكترونية.
مشروعات الترميم
● ما أبرز المشروعات التى نفذها مركز ومتحف المخطوطات في مجال الترميم وغيره من المجالات؟
نفذ متحف المخطوطات عدة مشروعات بارزة فى صيانة وترميم التراث الإسلامي، من بينها ترميم الكتب النادرة الخاصة بدار الآثار الإسلامية بالكويت 2011، وترميم سجلات قناة السويس الأصلية، ومخطوطات الديوان الأميرى 2014، ومخطوطات البطريركية اليونانية، بالإضافة إلى المهام الدورية لترميم المخطوطات الإسلامية بالمكتبة.
وهناك مشروعات قائمة فى الوقت الحالى حيث نعمل على نشر الفهارس التى لم تُنشر من قبل مثل «فهرس علوم اللغة»، وايضاً الفهارس الخاصة بالمخطوطات العلمية الخاصة بالطب والصيدلة والعمل على تحقيقها ونشرها، وكذلك ترجمة مقدمات المستشرقين خاصة المستشرقين الألمان لأن المدرسة الألمانية فى الاستشراق مدرسة عميقة ورصينة وتتسم بكثير من الإنصاف.
وهناك اهتمام كبير بعملية التعاون العلمى المشترك بين مكتبة الإسكندرية وبين المكتبات العالمية مثل مكتبة الكونجرس والمكتبة الوطنية فى باريس ومعهد المخطوطات العربية بالقاهرة ومكتبة الأزهر المختصة بالمخطوطات ودار الكتب المصرية وغيرها كثير من المؤسسات.
أثناء عمليات ترميم المخطوط
● وماذا عن البرامج والخدمات التى يقدمها المركز للباحثين والجمهور؟
●● يقدم المركز حزمة من الخدمات تشمل توفير نسخ رقمية من المخطوطات على (CD)، ودعم البحوث التاريخية بتوفير النسخ الأولى من الصحف والمجلات، وتنظيم جولات إرشادية داخل المتحف، إلى جانب دورات تدريبية تغطى مجالات التراث المخطوط كالفهرسة، والترميم، والتوثيق والحفظ البيئي، ويستفيد منها باحثون من داخل مصر وخارجها.
كما يوفر مجموعة من الدورات التدريبية والندوات ضمن فعاليات ينظمها على مدار العام حيث تهدف الدورات التدريبية إلى تدريب باحثى الماجستير والدكتوراه عمليًا فى فهرسة وتحقيق المخطوطات، وتكوين فرق من المحققين والمفهرسين مختصين بالتراث الإسلامي، إضافة إلى إيجاد متخصصين فى الفنون الإسلامية كالتذهيب والتجليد والزخرفة، وأيضًا تدريب طلاب الدراسات العليا على الاستعداد لسوق العمل فى مراكز التراث ودور النشر، أما الندوات فتعمل على تثقيف الجمهور بتاريخ الحضارة الإسلامية وتعريف الطلاب بتاريخهم وأهم العلماء المسلمين الذين أثروا فى العلم والفكر الإنساني، إضافة إلى تكثيف الجهود والإمكانات لصالح التوجه البحثى وترجمة بحوث التراث الإسلامي.
ويعرض المتحف للزوار فيلماً وثائقياً لعمليات ترميم المخطوطات، من تعقيم الورق القديم، باستخدام تقنيات دقيقة وتحت إشراف خبراء متخصصين، وعرض المخطوط قبل ترميمه وبعدها، وبالنسبة للإصدارات العلمية للمركز فهى تسهم فى نشر أبحاث المركز، وتشجيع الباحثين على النشر فى الدوريات العربية والدولية، وتبادل الخبرات مع المؤسسات الأكاديمية العربية والدولية، ومن أهم إصداراتنا كتاب «كيمياء السعادة» للغزالى 2019، ونفائس المخطوطات بمكتبة الإسكندرية، و«الحسن بن الهيثم» بين الشرق والغرب» 2017، وأيضًا فهرس مخطوطات بلدية الإسكندرية 2011.
برامج تعليمية
● يهتم متحف المخطوطات بالنشء من خلال أنشطته.. فما أبرز تلك الأنشطة؟
●● ننظم برامج تعليمية وتفاعلية فعاليات تستهدف الفئة العمرية الصغيرة، تشمل ورش عمل ومحاضرات مثل «إسهامات العلماء العرب والمسلمين»، و»تاريخ كسوة الكعبة»، إلى جانب عروض مسرحية مثل «ما تيجى نلعب» للتعريف بأهم انجازات العلماء مثل ابن الهيثم وابن سينا، وينفذ «برنامج المتحف المتنقل» بالتعاون مع المدارس لتقديم محاضرات وورش تثقيفية لعلم المخططات.
كما نقدم لهم أنشطة صيفية مثل «رحلة فى بلاد الأندلس والبساط السحري، وكليلة ودمنة وألف ليلة وليلة» وكذلك فعاليات مخصصة للاحتفال باليوم العالمى للطفولة واليوم العالمى للغة العربية ويوم المخطوط العربى ويوم صناعة الورق، وأنشطة نصف العام الدراسى مثل «الطب عند العرب»، و»تراثنا العربي».
● كيف انتقلت المخطوطات الإسلامية والعربية إلى الغرب؟
●● انتقال المخطوطات العربية والإسلامية إلى الغرب تم بوسائل متعددة، بعضها كان مشروعًا تم فى إطار التعاون العلمى والثقافي، حيث كانت المخطوطات تُرسل للدراسة أو الترميم، غير أن هناك وسائل غير شرعية تمّت خلال فترات الاستعمار، حيث نُقلت آلاف المخطوطات من العالم العربى والإسلامى إلى الدول المستعمِرة مثل بريطانيا وفرنسا، وهو ما يفسر امتلاك هذه الدول اليوم مجموعات ضخمة من المخطوطات العربية، وهناك محاولات حاليا من الدول العربية لاسترداد هذه المخطوطات، خاصة النادرة منها، على غرار الجهود المبذولة لاستعادة الآثار، نظرًا لما تحمله من قيمة تاريخية وثقافية لا تُقدّر بثمن.
ولكن من جهة أخرى، لا يمكن إنكار أن كثيرًا من هذه المخطوطات تم حفظها بشكل جيد فى الغرب، ولولا ذلك ربما ضاعت أو تعرضت للتلف، كما لا يمكن إغفال دور المستشرقين الأوائل الذين كان لهم الفضل فى تحقيق ونشر عدد كبير من المخطوطات العربية، مما ساعد فى حفظ هذا التراث وإتاحته للباحثين حول العالم.
الطبعة الاولى لأعمال شيكسبير المسرحية
● يتعرض التراث الفلسطينى إلى السرقة والتدمير بسبب الاعتداءات الإسرائيلية.. فكيف ترى ذلك؟
●● فى أوقات الحروب تعد حماية الثقافة والتراث ضرورة أساسية للحفاظ على الهوية الاجتماعية والحضارة الانسانية فى تلك البلاد، وتمثل الاعتداءات العنيفة التى جرت مؤخرا على الأراضى الفلسطينية انتهاكًا صارخًا للاتفاقيات الدولية وللقيم الإنسانية التى تدعو لاحترام الثقافات المتنوعة والتراث، وأدعو المؤسسات الكبرى لدعم الجهات الفلسطينية المعنية بحماية المخطوطات، من خلال الفهرسة والتوثيق كخطوة أولى للحفاظ على هذا الإرث الحضاري.
● قمتم بتأليف العديد من الكتب فى مجال علم المخطوطات أبرزها «ضبط النص بين المخطوط والمطبوع».. فما ملامح هذا الكتاب والمنهج الذى يتبناه؟
●● يعرض هذا الكتاب خبرتى فى تدريس علم المخطوطات، ويوضح كيفية قراءة النصوص المخطوطة وضبطها، وتمييز خصائصها اللغوية، وهى مهارات دقيقة لا يتقنها إلا المتخصص.
كما أتناول فيه دور النساخ فى العصور السابقة، حين كانت المخطوطات تنسخ يدويًا قبل ظهور الطباعة، لقد كانت النسخ اليدوية مهنة قائمة بذاتها تُعرف بصنعة «الوراقة» أو «النساخة» التى تطلبت مهارات عالية ودقة متناهية، وحافظت على التراث وأسهمت فى نشوء صناعات معرفية.
وينقسم الكتاب إلى فصلين عن قواعد الكتابة ونشأة اللغة وخصائصها، ويضم ثلاثة ملاحق عن الألفاظ الشائعة، وصور المخطوطات والنقوش، وأنواع الخطوط العربية.
القرآن الكريم مُزخرف
كُتب مُنمنمة
رسائل النبي إلى ملوك العالم
قطعة من كسوة الكعبة المشرفة
كتاب الموتى الفرعوني
قسم العرض المتحفي


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.