لم يعد يخفي علي أحد مساعي الصين للحصول علي دور رئيسي علي المسرح العالمي في المرحلة القادمة أو الحصول علي الريادة بين كوريا الجنوبية ودول جنوب شرق اسيا واليابان. وذلك لن يتأتي إلا من خلال اقتصاد قوي يؤهلها لنفوذ عالمي اوسع ومشاركة فعالة علي طاولة الانظمة السياسية الدولية.ان ما يحدث الان في خريطة توزيع القوي المهيمنة علي العالم هو صراع اشبه بالحرب الباردة بين الولاياتالمتحدة والصين. فمن جانبها بسطت أمريكا نفوذها بالفعل علي الهيئات الدولية الكبري كصندوق النقد الدولي والبنك الدولي وصاحبة الرأي الاول والاخير في السياسات الدولية او بمعني ادق السياسات الامريكيه الناطقة بالمصالح والقيم الامريكية وهو ما يسبب عدم ارتياح للثانية. وفي المقابل أخذت الصين تبحث عن ركائز اقتصادية تؤهلها للزعامة في المرحلة القادمة و تسعي لتحقيقه حاليا من خلال الصندوق الاحتياطي الاقليمي الجديد المقرر اطلاقه خلال شهر مايو المقبل بقيمة120 مليار دولار وتموله الصين جزئيا من احتياطي عملاتها الاجنبية بهدفين الاول هو دعم الشركات الاسيوية المحلية التي تعقد صفقاتها بالعملة الصينية اليوان وليس الدولار اما الهدف الثاني وهو الاهم بالنسبة للصين هو ما سيحققه لها هذا الصندوق من مكانة اقتصادية هامة ونفوذ عالمي اوسع. ولما كانت الانظمة الدولية تعكس الصياغة الامريكية ولا تلائم النظام الصيني كان لابد من وضع أطر سياسية جديدة تخدم المصالح القومية الصينية وهي معادلة صعبة للغاية نظرا لاتجاه الرأي العام داخل الصين الرافض للغرب والمعادي بشدة للسياسات الامريكية جعلته يبدو متعصبا لكل ما هو قومي وصيني هذا في الوقت الذي تواجه الحكومة الصينية انتقادات مستمرة من قبل معارضي النظام لسياساتها التابعة للغرب التي تصل الي حد التملق. وكما هو واضحا ان الصين لا تميل لانظمة التصريحات الاعلامية ولا الحروب الكلامية وتؤثر عنها خوض معارك اقتصادية افرادها من العمالة الصينية المدربة التي غزت منتجاتها اسواق العالم واصبحت واحدة من اكبر قلاع الصناعة العالمية وهو الامر الذي رفع من قيمة' اليوان' وجعله منافسا قويا للدولار. واستكمالا لقوة عملتها وتمهيدا لبسط نفوذها وهيمنتها في المرحلة القادمة فقد وقعت الصين عقود تبادل عملات مع6 دول منها كوريا الجنوبية والارجنتين واندونيسيا بقيمة100 مليار دولار أما المرحلة القادمة فيؤكد المحللون الاقتصاديون ان' اليوان' سيكون هو العملة التجارية في كل من روسيا واليابان وكوريا والهند وباكستان وهو ما يعني مستقبلا ان' اليوان' سيكون هو عملة ابرام الاتفاقيات القادمة وليس الدولار. وكما تسعي الصين في سباقها المحموم الي الوصول لمنابع النفط تحت الارض فهي تخطط حاليا لغزو الفضاء الخارجي الذي رصدت له استثمارات كبيرة لاستكشافه ليس حبا في الصعود الي القمر ولكن بحثا عن مصادر جديدة للطاقة والمعادن التي تقلصت بشكل كبير في باطن الارض واصبح البديل لدي الصين هو استخراج هذه الموارد الطبيعية من خارج كوكب الارض. وهو الهدف الذي اعلنته الصين مؤخرا من إطلاق مركبتها الفضائية في2011 تمهيدا للهبوط علي سطح القمر المقرر له عام2013, وقتها ستبدأ الصين مرحلة جديدة من غزو العالم الداخلي والخارجي وستكون بحق القوة الضاربة المتحكمة في سياسات واقتصاديات العالم. [email protected]