تعرف على أسعار الخضار والفاكهة في أسواق البحيرة اليوم    حرائق تلتهم غابات الجبل الأخضر وتقترب من المناطق السكنية شرق ليبيا    ليبيا..تسريب نفطي في أحد خطوط الإنتاج جنوب مدينة الزاوية    وزارة الخارجية والهجرة تحتفل بيوم أفريقيا    "مساهمات كثيرة".. ماذا قدم محمد صلاح في مبارياته أمام كريستال بالاس؟    تمهيدًا لتعميم التجربة.. مطار الغردقة الدولي يُطلق خدمة جديدة لذوي الهمم    30 دقيقة تأخر في حركة القطارات على خط «القاهرة - الإسكندرية».. الأحد 25 مايو    إصابة عدة أشخاص في أوكرانيا بعد ليلة ثانية من هجمات المسيرات الروسية    «حلم الكهرباء الموحدة».. مطلب عاجل بربط حلايب وشلاتين بالشبكة القومية للكهرباء    جدول مباريات اليوم الأحد والقنوات الناقلة: ليفربول ومانشستر سيتي.. نهائي الكونفدرالية    طقس اليوم: شديد الحرارة نهارا ومعتدل ليلا.. والعظمى بالقاهرة 38    سعر الدولار اليوم الأحد 25 مايو 2025 في 4 بنوك    عيار 21 بكام.. ارتفاع أسعار الذهب الأحد 25-5-2025 في مصر    نموذج امتحان الجبر والهندسة الفراغية الثانوية الأزهرية 2025.. تفاصيل امتحانات طلاب الأزهر    ما هو ثواب ذبح الأضحية والطريقة المثلى لتوزيعها.. دار الإفتاء توضح    نشرة أخبار ال«توك شو» من المصري اليوم.. مرتضى منصور يعلن توليه قضية الطفل أدهم.. عمرو أديب يستعرض مكالمة مزعجة على الهواء    إعلام: عطل في اتصالات مروحية عسكرية يعطل هبوط الطائرات في واشنطن    مصرع ميكانيكي سقط من الطابق الخامس هربًا من الديون بسوهاج    عاصفة تهز سوق العملات الرقمية.. أكثر من 100 مليار دولار تتبخر في ساعات    أسعار الحديد والأسمنت اليوم الأحد 25-5-2025.. كم بلغ سعر طن حديد عز؟    مي عبد الحميد: تنفيذ أكثر من 54 ألف وحدة إسكان أخضر.. ونستهدف خفض الطاقة والانبعاثات    القبض على 3 شباب ألقوا صديقهم في بيارة صرف صحي ب15 مايو    خبير اللوائح: أزمة القمة ستسمر في المحكمة الرياضية الدولية    الكشف الطبي على 570 مواطنًا خلال اليوم الأول للقافلة الطبية    مستشفى دمياط التخصصي: حالة الطفلة ريتال في تحسن ملحوظ    نجاح أول جراحة «ليزاروف» في مستشفى اليوم الواحد برأس البر    ترزاسكوفسكي يرفض التوقيع على إعلان الكونفدرالية بشأن أوكرانيا والاتحاد الأوروبي والأسلحة    قانون العمل الجديد من أجل الاستدامة| مؤتمر عمالي يرسم ملامح المستقبل بمصر.. اليوم    نائب إندونيسي يشيد بالتقدم الروسي في محطات الطاقة النووية وتقنيات الطاقة المتجددة    بينهم موسيقي بارز.. الكشف عن ضحايا تحطم الطائرة في سان دييجو    بعد فيديو اعتداء طفل المرور على زميله بالمقطم.. قرارات عاجلة للنيابة    هل يتنازل "مستقبل وطن" عن الأغلبية لصالح "الجبهة الوطنية" في البرلمان المقبل؟.. الخولي يجيب    هل يجوز شراء الأضحية بالتقسيط.. دار الإفتاء توضح    استشهاد 5 فلسطينيين فى غارة للاحتلال على دير البلح    إلغوا مكالمات التسويق العقاري.. عمرو أديب لمسؤولي تنظيم الاتصالات:«انتو مش علشان تخدوا قرشين تنكدوا علينا» (فيديو)    ياسمين رضا تترك بصمتها في مهرجان كان بإطلالات عالمية.. صور    "العربية للسياحة" تكشف تفاصيل اختيار العلمين الجديدة عاصمة المصايف العربية    المخرج الإيراني جعفر بناهي يحصد السعفة الذهبية.. القائمة الكاملة لجوائز مهرجان كان    «هذه فلسفة إطلالاتي».. ياسمين صبري تكشف سر أناقتها في مهرجان كان (فيديو)    قساوسة ويهود في منزل الشيخ محمد رفعت (3)    النائب حسام الخولي: تقسيم الدوائر الانتخابية تستهدف التمثيل العادل للسكان    «أضرارها تفوق السجائر العادية».. وزارة الصحة تحذر من استخدام «الأيكوس»    نائب رئيس الوزراء الأسبق: العدالة لا تعني استخدام «مسطرة واحدة» مع كل حالات الإيجار القديم    ناجي الشهابي: الانتخابات البرلمانية المقبلة عرس انتخابي ديمقراطي    «أحدهما مثل الصحف».. بيسيرو يكشف عن الفارق بين الأهلي والزمالك    ميدو: الزمالك يمر بمرحلة تاريخية.. وسنعيد هيكلة قطاع كرة القدم    نسرين طافش بإطلالة صيفية وجوري بكر جريئة.. لقطات نجوم الفن خلال 24 ساعة    استقرار مادي وفرص للسفر.. حظ برج القوس اليوم 25 مايو    بيسيرو: رحيلي عن الزمالك لم يكن لأسباب فنية    الصديق الخائن، أمن الأقصر يكشف تفاصيل مقتل سائق تريلا لسرقة 6000 جنيه    وأنفقوا في سبيل الله.. معانٍ رائعة للآية الكريمة يوضحها أ.د. سلامة داود رئيس جامعة الأزهر    رمضان عبد المعز: التقوى هي سر السعادة.. وبالصبر والتقوى تُلين الحديد    «الداخلية» تكشف تفاصيل حادث انفجار المنيا: أنبوبة بوتاجاز السبب    رحلة "سفاح المعمورة".. 4 سنوات من جرائم قتل موكليه وزوجته حتى المحاكمة    "بعد إعلان رحيله".. مودريتش يكشف موقفه من المشاركة في كأس العالم للأندية مع ريال مدريد    بعد غياب 8 مواسم.. موعد أول مباراة لمحمود تريزيجيه مع الأهلي    للحفاظ على كفاءته ومظهره العام.. خطوات بسيطة لتنظيف البوتجاز بأقل تكلفة    فتاوى الحج.. ما حكم استعمال المحرم للكريمات أثناء الإحرام؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خدعوك فقالوا: الألتراس يمكن احتواؤه!
نشر في الأهرام اليومي يوم 16 - 03 - 2018

الجريمة التى نفذها ألتراس الأهلى باستاد القاهرة قبل أيام فى مباراة «كورة».. لم تكن الجريمة الأولى ولا الثانية ولا حتى المائة.. فى الإصرار على الصدام.. والإصرار على انتهاك كل ما فى قانون العقوبات من مواد والإصرار على أن تكون المدرجات فى أى مباراة.. ساحة عنف وقتال وتدمير.. ومنبع بذاءات وكراهية.. وقاعدة تصدير الانفلات والفوضى إلى مصر كلها!. إصرار على أن تبقى مدرجات المتعة والترويح والانتماء والتشجيع.. مركزًا لإشعاع الفوضى!.
الجريمة التى وقعت من أيام.. وتتكرر من سنوات.. لا علاقة لها بكرة القدم والرياضة.. بدليل عدم وجودها فى ساحات الرياضة بأى مكان فى العالم.. لتصبح هذه الجريمة.. بمحض إرادتنا.. شأنًا مصريًا لا وجود له إلا عندنا.. نتيجة إصرار غريب على التعامل مع جرائم الألتراس على أنها شأن يخص الرياضة.. وانفلات يتم علاجه بالاحتواء!.
تشخيص خاطئ وعلاج باطل.. خلق أزمة دون «لازمة»!. لماذا؟
لأن الرياضة قولاً واحدًا.. ساحة تنافس لا قتال ومكان ترويح لا فتن وخلافات وعنف وكراهية!.
الرياضة فى لوائحها وقوانينها.. لا وجود لحرف فى كلمة على سطر.. لشبهة وجود لفظ خارج.. فكيف تكون البذاءات بأقذر الألفاظ وتدمير المنشآت والتحريض على كراهية الدولة.. أمور من خصائص الرياضة؟. كيف تكون جرائم الألتراس التى ارتكبت على مدى سنوات وآخرها من أيام.. شأنًا رياضيًا؟. كيف نراها ونتعامل معها على أنها مُكَوِّنَات رياضية.. رغم أنها جرائم جنائية مكانها محكمة الجنايات وليس الأندية؟.
كيف غضضنا البصر والسمع بل والفكر عن جرائم الألتراس؟. كيف لم نعرف على مدى سنين طويلة.. أن «الإجرام» يُبْتَر بالقانون.. لا يُحتوى بالكلام!. يُقْضَى عليه فى الجنايات بالمحاكمات.. وليس اعتباره «طيش» شباب علاجه «الاحتواء»!.
نظرية «الاحتواء» بديلاً للمحاكمات.. أول من طرحها بَعْضُ النخبة.. لِغَرَضٍ هم وحدهم من يعرفونه!. الذى تم طرحه وقتها.. «طُعْمٌ» ابتلعه المسئولون قبل سنوات!. صدقوا أن العنف غير المسبوق بمصر فى المدرجات.. فَرْطُ انتماء من شباب بمرحلة طيش.. وهو شأن رياضى خالص.. مسئوليته تقع على الأندية!.
المسئولون وقتها.. ابتلعوا «الطُعْمَ» والسنارة والخيط «والبوصة».. بل والصياد نفسه!. المسئولون وقتها وجدوا الحل الأفضل فى ظاهرة الألتراس.. هو ما صَدَّرَه بعض النخبة لهم.. الاحتواء لا المواجهة فى ظاهرة رياضية.. وحدث ما حدث ونحن نَغُضُّ البصر.. إلى أن أصبح الحدث.. جريمة مع سبق الإصرار والترصد!.
إنها حكاية طويلة.. أقدمها لحضراتكم من خلال بعض النقاط.. قبل أن يظهر صوت من يؤدون مهامهم المكلفين بها فى تبرير الأحداث بما يخدم أجندة الخارج!. الفوضى والعنف والتدمير والحرق.. يصورونها على أنها حرية وديمقراطية! هؤلاء وأقصد من يبررون العنف.. جريمتهم مثل جريمة من يصنعون العنف.. ومصممون على تصدير الفوضى للمواطن من مدرجات «الكورة»!
1 لابد من العودة إلى نشأة الألتراس زمان.. إن أردنا تحليل جريمة من جرائم الألتراس الآن!.
ظاهرة الألتراس دخلت مصر سنة 2006.. كتنظيم شبابى قائم على الانتماء لنادٍ.. أى مشجع لنادٍ.
صحيح أن هذا الأمر موجود فى دول كثيرة متقدمة كرويًا.. إلا أن نقل الفكرة لمصر.. لم يكن لوجه الله.. إنما عمل مدروس لأجل أدوار محددة.. فى توقيت قادم.. صاحب الألتراس هو من يعرفه!.
أول ملاحظة هنا.. أننا أمام تنظيم جاهز للانضمام له عشرات الآلاف من الشباب.. ولا سلطان كإدارة النادى أو أى جهة أخرى عليه!.
الملاحظة الثانية.. أن تنظيمات الألتراس فى الخارج تعمل فى مناخ مختلف جذريًا.. لا ثغرات فى القوانين ولا ترهل فى القرارات.. بما يسمح بأى تجاوزات.. وهذا أمر لا وجود له هنا.. ومن ثم الطريق ممهد ومفتوح لكى يقوم هذا التنظيم الشبابى الجديد.. بالدور المطلوب منه على أكمل وجه!.
ثالث الملاحظات.. إقبال الشباب الذى يشجع «الكورة» على الانضمام لهذا التنظيم مضمون.. لأن الانتماء احتياج طبيعى للبشر.. ورغم ذلك لا وجود لأى اهتمام حكومى بقضية بالغة الخطورة مثل هذه!. لا وجود لأى أنشطة تربوية.. تغرس الانتماء لدى الطفل وتعرّف الطفل على الانتماء فى المدرسة وغير المدرسة!. الرياضة إحدى أهم الوسائل التى تخلق الانتماء وتعلم الانتماء وترتقى بالانتماء!. ممارسة الرياضة تفعل ذلك.. عندما يتعرف الطفل على الانتماء بمشاركته فريقًا فى لعبة رياضية.. جمعية كانت أم فردية!.
الرياضة وسيلة لتعليم الانتماء والارتقاء بالانتماء!. المعسكرات.. معسكرات العمل مثلاً.. أحد أهم الأنشطة التى تغرس الانتماء وتُنَمِّى الانتماء!. أنشطة كثيرة معنية بالانتماء.. إلا أن!.
1 لا وجود للرياضة أو الأنشطة فى حياة الشباب.. الذى راح بعضه يبحث عن حاجته للانتماء.. بالتشجيع لا الممارسة.. من خلال تشجيعه ناديًا وتعصبه للنادى الذى يشجعه!.
2 الفراغ الذى يعيشه الشباب فى مصر.. كان ضمانه الرهان على أن يحقق مشروع الألتراس.. ما هو مطلوب منه وأكثر من المطلوب.. لأنه مشروع قائم الانتماء.. واللعب فى هذه المنطقة نتائجه مضمونة.. لأنك تستحوذ على مشاعر شباب فى سن المراهقة والرفض والعنف والمغامرة.. بضمانة الانتماء.. الشباب فى حاجة هائلة لهذا الانتماء.. لأنه لم يحصل عليه.. لا فى الأسرة ولا فى المدرسة ولا فى المجتمع!.
3 قلت زمان وأقول الآن.. صاحب الألتراس.. هو نفسه صاحب 6 إبريل وصاحب كفاية!. المعنى أن التنظيمات الثلاثة.. تمت بتعليمات من الخارج.. والهدف واحد.. الفوضى والعنف والكراهية والتدمير!.
إلا أن هناك اختلافًا بين التنظيمات الثلاثة!. الألتراس هو آخر العنقود.. الأخ الأصغر ل6 إبريل وكفاية!. الألتراس يلعب فى منطقة الانتماء.. الذى هو احتياج بشرى.. وعندما يرتبط الأمر بالتشجيع الكروى.. فإن الألتراس يصبح التنظيم الأكبر والأخطر على الإطلاق!.
4 فى سنة 2006 و2007 لا أحد يخطر على باله.. ما يتم ترتيبه لمصر فى الخارج بالتعاون الوثيق مع الإخوان فى الداخل!.
فى هذا الوقت.. بدأ نشاط 6 إبريل ومن بعدها كفاية.. شباب يروج لأفكار سياسية من خلال مظاهرات مفاجئة والاختفاء فجأة!. الهدف.. إشارة إلى الخارج عن وجود معارضة للنظام فى الشارع!. الهدف.. إعطاء الفرصة للخارج للتدخل فى الداخل.. تحت مسميات كثيرة ومبررات أكثر.. حرية التعبير وحقوق الإنسان إلى بقية المصطلحات!. الهدف.. إظهار النظام بأنه قمعى ودموى فى تعامله مع المظاهرات الصغيرة المفاجئة.. التى ركزت نشاطها على منطقة وسط البلد.. لضمان تأثيرها المباشر على الناس.. أما معرفة الخارج بها.. فهى مضمونة.. لأن كل شىء يتم بالتنسيق!.
5 الوقت يمر وساعة الصفر تقترب.. ويظهر الألتراس فى المدرجات آلاف الشباب.. بينما مجموع 6 إبريل وكفاية أقل من ألف!. تخطيط ظهور الألتراس بالغ الدقة.. حتى لا يثير الشكوك الأمنية ويتم القضاء عليه قبل أن يبدأ!. ومن يساوره الشك.. فى شباب مُنَظَّم فى المدرجات.. يؤدى حركات متشابهة فى توقيت واحد.. هتافات تشجيع مثالية لناديه!. أول تطور كان تنظيم ما أطلقوا عليه اسم «الدَخْلَة».. وهى أقرب لفكرة اللوحات الخلفية فى المدرجات.. وأحد لم يلتفت أو يساوره الشك.. فى مصادر تمويل الألتراس.. حيث «الدخلة» تتكلف قرابة ال30 ألف جنيه.. وتتم فى كل مباريات الفريق بملعبه.. أى كل أسبوعين تقريبًا!.
أحد لم يساوره الشك.. إلى أن حدث أول تطور للألتراس.. ومن فكرة الانتماء للنادى إلى حتمية التعصب للنادى!. واضح أنها كانت قرارات صاحب الألتراس فى الخارج.. لأن الانتماء فى نظر صاحب الألتراس وسيلة لا هدف!. وسيلة اجتماع وإجماع بضعة آلاف على هدف.. والهدف الجديد هو التعصب الأعمى.. الذى هو فى الحقيقة أفضل وسيلة لخلق الكراهية والخلاف والبذاءات والعنف وكل ما هو سيئ!.
كل ما هو سيئ.. هو ما يريده صاحب الألتراس من هذا الشباب فى هذا التوقيت.. الذى بات على مقربة من ساعة الصفر.. من يناير 2011!.
6 المدرجات مثالية التشجيع.. بين يوم وليلة.. أصبحت ساحة بذاءات ومصدرًا لصناعة الكراهية ونموذجًا لصناعة الفوضى!. الأمثلة التى حدثت لا حصر لها.. لكن أتوقف مع سلوك همجى لألتراس الأهلى.. أظنه كان إيذانًا بإعلان وإرساء التعصب وانطلاق حرب الفوضى.. والإعلان صراحة عن الألتراس.. بإعلان حرب الفوضى وإعلانًا بأن الألتراس هو رمز العنف ومصدر الفوضى!. الحادث الذى رفع سقف تجاوزات الشباب.. حدث فى مباراة لكرة السلة بين الأهلى والزمالك.. وعقب المباراة.. ألتراس الأهلى نصب كمينًا لألتراس الزمالك.. وأسقطوا شابًا على الأرض.. وسكبوا على جسده مادة بترولية وأشعلوا فيه النار وغادروا المكان.. ولولا تدخل الناس.. لمات هذا الشاب حرقًا!. ألتراس الزمالك قام بالرد.. بالهجوم على مقر النادى الأهلى بالجزيرة وتسلقوا الأسوار ودخلوا النادى.. وغرسوا علم الزمالك داخل أرض الأهلى!.
7 كان لابد من خلق هذا التعصب وتلك الكراهية وهذه الفوضى وذلك العنف المفتوح.. لأن صاحب الألتراس.. عنده مهام جديدة للألتراس.. ما كان سيكلفه بها إلا بعد نجاح الألتراس المبهر فى المرحلة الثانية من مراحل تكوينه.. وهى التعصب والعنف والمواجهة المباشرة مع الشرطة!.
فى سنة 2010 مباراة بين الأهلى وكيما أسوان فى كأس مصر.. الألتراس أرادها معركة!. صدام عنيف بين الألتراس والشرطة.. أسفر عن سقوط 150 مصابًا وحرق 14 سيارة خاصة بالمواطنين وحرق 4 سيارات شرطة!. هذا حادث تكرر مثله الكثير.. الهدف فى كل مرة الصدام مع الشرطة!. صاحب الألتراس يريد تطعيم الألتراس ضد الشرطة.. لأجل ما هو قادم!.
8 القادم بالنسبة للألتراس.. التطرف!. نعم.. صاحب الألتراس يجهز الألتراس ليكون الجناح العسكرى للإخوان!.
هذا التنظيم بدأ بالانتماء وانتقل إلى التعصب لنكتشف فى النهاية.. أن المرحلة الأولى.. كانت للتمويه واستمرت فترة إلى أن قويت شوكة الألتراس بأعداد من دخلوا تنظيمه.. لينتهى وقت التمويه والمهادنة.. لتبدأ مرحلة المواجهة التى سقطت فيها الأقنعة.. لنرى الألتراس وقت يناير وما بعدها.. طرفًا فى كل أعمال التدمير والعنف!. رأينا ذلك فى التحرير وفى محمد محمود وفى ماسبيرو وفى كل موقعة عنف.. وبعد أن أسقطت 30 يونيو الإخوان.. رأينا الألتراس فى رابعة!.
9 الغريب فى الأمر أننا لا نتعلم من ظاهرة خطيرة مثل هذه!. وجود مثل هذا التنظيم.. تم نتيجة الإهمال التام للشباب والجهل التام بمعرفة احتياجات الشباب!. الخواء الذى يشعر به الشباب فيما يخص الانتماء.. قام الألتراس بتوفيره بالصورة التى تبهر الشباب!.
الطفل الصغير وهو فى طريقه للمراهقة.. حاجته بالغة لأن يكون عضوًا فى مجموع يؤمِّن له القوة!. الوسائل التربوية المختلفة وأهمها ممارسة الرياضة تحقق ذلك.. إلا أن الوسائل التربوية غير موجودة فى المدرسة المصرية من سنين طويلة!. عندنا الآن 20 مليون ولد وبنت فى المدرسة المصرية.. لا يمارسون ومن ثم لا ينتمون ولا يعرفون تطبيقًا للانتماء!. المتاح أمام ملايين الشباب.. الانتماء لفريق من خلال التشجيع!.
هنا النقطة التى لم يرصدها أحد!. الانتماء.. المستحيل العبث به أو تحويره إلى كراهية وعنف.. هو ما يتم بالممارسة!. وهو غير موجود من زمان لأن غالبية الشباب لا تمارس!.
الموجود عندنا.. الانتماء بالتشجيع!. الشاب ينتمى للنادى.. بشعوره الذى هو من طرف واحد تجاه هذا النادى!. صاحب الألتراس استغل إهمالنا للشباب.. ولعب على انتماء التشجيع.. لأنه يضم قاعدة بشرية كبيرة.. ولأنه يمكن تطويره لخدمة مشروعه.. الذى هو تحويل الانتماء.. انتماء الشباب إلى ناد.. إلى تعصب رهيب يصل إلى درجة الحرق.. والتعصب الأعمى هو أول خطوة على طريق التطرف!. الذى هو مطلوب بشدة فى الأحداث المستقبلية التى مصر مقبلة عليها!.
لا تعلمنا من درس إهمال الشباب المتمثل فى الألتراس.. ولا تعلمنا كيفية مواجهة ظاهرة عنيفة مثل ظاهرة الألتراس!.
10 بالنسبة للنقطة الأولى.. مازلت على قناعتى وعلى ما أنادى به من سنين!. الشباب فى حاجة إلى مشروع وطنى كبير!. أفضل مشروع يلبى احتياجات الشباب وينمى الانتماء.. معسكر أو معسكرات عمل حقيقية للشباب.. لكل الشباب.. عمال وفلاحين وطلبة وطالبات!. أفضل مشروع فى تقديرى.. معسكرات عمل استصلاح وزراعة الصحراء!. المهم أن يكون المعسكر حقيقيًا والعمل حقيقيًا.. لأن هذا ما يحتاجه الشباب!.
يا حضرات.. الشاب الذى يبنى.. مستحيل أن يهدم!. الشاب الذى يستصلح ويغرس.. مستحيل أن يفسد ويَقْلَع!. الشاب الذى يُعَمِّر.. مستحيل أن يحرق!.
يا حضرات.. الشاب المصرى.. هو من نفس جينات العبقرية المصرية.. إلا أننا أهملناه وتركناه.. وسَلَّمناه «تسليم مفتاح» لهم!.
11 النقطة الثانية.. ماذا نحن فاعلون فى مواجهة الألتراس؟. سؤال كل الإجابات السابقة عليه خاطئة.. لأننا تعاملنا ومازلنا مع الألتراس على أنه شأن رياضى ومشكلة أندية.. وعلى الأندية أن تحلها!.
قبل أن يقول أحد.. الألتراس موجود فى دول كثيرة.. وعندما صَدَّرَ مشاكل.. الأندية التى تصدت له!. وأقول لمن يقول ذلك.. المقارنة مرفوضة شكلاً وموضوعًا!. نظام وقوانين ولوائح الخارج.. لا وجود لها عندنا.. وبالتالى ما يتم تطبيقه هناك.. مستحيل أن ينجح عندنا.. وعليه!.
علينا الاعتراف بأن الألتراس.. واحد من الألغام السياسية التى شارك الخارج فى صناعتها.. لأجل خلق فصيل شبابى متطرف.. لكن ليس دينيًا إنما رياضى.. وفكرة الاحتواء مستحيل نجاحها.. وهل يمكن احتواء متطرف نبت من تربة التعصب؟.
الحل.. موجود ونقدر عليه.. شرط أن نقتنع بأن الألتراس ليس شأنًا رياضيًا!
لمزيد من مقالات إبراهيم حجازى


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.