وزير التعليم العالي يترأس اجتماع المجلس الأعلى للجامعات بجامعة الإسكندرية    وزير الرى يتابع حالة المنظومة المائية وإجراءات تطوير منظومة إدارة وتوزيع المياه بزمام ترع الإسماعيلية والسويس وبورسعيد    قبل انطلاق الدراسة.. تعرف على برواق العلوم الشرعية والعربية بالجامع الأزهر    وكيل التعليم بأسيوط يشهد انتخابات اتحاد طلاب المرحلة الابتدائية (صور)    وزيرة التضامن الاجتماعي تشهد إجراءات تسليم الأطفال لأسر بديلة كافلة    وول ستريت تغلق عند ذروة قياسية بدعم بيانات التضخم وأرباح الشركات    انطلاق المرحلة الرابعة من المبادرة الرئاسية لزراعة 100 مليون شجرة    وزير الزراعة يستقبل عدد من الفلاحين ويستمع لمشاكلهم.. ويؤكد: دعم الفلاح "أولوية" ومكتبي مفتوح للجميع    إنتاج الحديد يقفز إلى 2.7 مليون طن.. والأسعار تتراجع لأقل من 38 ألف جنيه    هيئة الرقابة المالية تستعرض إصلاحات وتطورات قطاع التأمين وصناديق الاستثمار    بسبب انهيار المنظومة الصحية في غزة.. آلاف الفلسطينيين يتلقون العلاج خارج البلاد: مصر والأردن وقطر وتركيا الأكثر تقديمًا للدعم الطبي    الدويرى: قوائم الأسرى تتطلب موافقة رئيس الوزراء الإسرائيلي و "الشاباك" أكد: هناك اسمًا "لن يخرج من السجن إلا ميتًا"    اللواء محمد الدويري: أحد قيادات حماس البارزة لجأ لأبو مازن لحمايته من قصف إسرائيلى    وزيرا خارجية مصر وتركيا يبحثان سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين    شيخ الأزهر يزور إيطاليا للمشاركة بالمؤتمر العالمي إيجاد الشجاعة للسعي لتحقيق السلام    قبل المباراة اليوم. بشرى سارة ل محمد صلاح خلال لقاء برينتفور وليفربول    موعد مباراة الحزم والنصر في الدوري السعودي    تعرف علي عقوبة رمضان صبحي و هل يواجه عقوبة السجن؟.. كل ما تريد معرفته عن تهمة تزوير محرر رسمى    الطقس اليوم السبت 25-10-2025.. تحذير من الشبورة وتقلبات خريفية مفاجئة    وزارة التعليم: امتحان الشهر لصفوف النقل يوم 26 أكتوبر والأسئلة مقالية بنسبة 15%    رئيس الوزراء: المتحف المصرى الكبير بُنيانٌ يروي قصة إرادة الدولة المصرية    طارق الشيخ ومحمود الليثى يجتمعان فى دويتو لأول مرة.. اعرف التفاصيل    وزارة الصحة: حملة «100 يوم صحة» قدّمت 138 مليونًا و946 ألف خدمة طبية مجانية خلال 98 يومًا    توصيات طبية جديدة: إدخال الأطعمة المثيرة للحساسية للرضع يدرب الجهاز المناعي    تجنب فواتير الأسنان الباهظة.. أطعمة تحمي الفم من التسوس والأمراض    بعد تجديده وتطويره.. المسرح الروماني بالإسماعيلية يشهد البروفة النهائية لافتتاح الدورة ال25 من مهرجان الفنون الشعبية    موعد مباراة بايرن ميونخ أمام مونشنجلادباخ بالدوري الألماني.. والقنوات الناقلة    في 5 خطوات فقط.. روشتة لتحسين الصحة النفسية والجسدية    بعت نصيبي من ورث والدي فقاطعني إخوتي هل عليا ذنب؟ الإفتاء ترد    حكم صلاة المرأة بالبنطلون في الإسلام.. الأزهر يوضح الضوابط الشرعية وآداب الستر    إصابة سائحة بريطانية تعرضت لحادث في الوادي الجديد    صفعة مسن السويس تفتح الجرح من جديد، هل يعود ملف الإيجار القديم إلى الاشتعال؟    ختام مبهر للدورة الثامنة من مهرجان الجونة السينمائي، سعد مفاجأة الحفل، ساويرس يكرم انتشال التميمي، أحمد مالك وليا دروكير أفضل ممثل وممثلة (صور)    موعد عرض مسلسل ابن النادي الحلقة 9    اليوم.. أولى جلسات محاكمة رمضان صبحي وآخرين في قضية التزوير    عمرو أديب يرد على شائعة انتقال محمد صلاح إلى الأهلي: «سيبوا الراجل في حاله»    موعد مباراة ميلان القادمة عقب التعادل أمام بيزا والقنوات الناقلة    عاجل- القبض على مالك المنزل المتهم بالاعتداء على مستأجر مسن بالسويس    رسميًا.. موعد افتتاح المتحف المصري الكبير 2025 وأسعار التذاكر لجميع الأعمار    سعر السمك البلطي والكابوريا والجمبري في الأسواق اليوم السبت 25 أكتوبر 2025    وظائف البنك الزراعي المصري 2025 للخريجين الجدد.. سجل الآن    تفاصيل بيان الفصائل الفلسطينية للتشديد على وقف إطلاق النار وبدء إعمار غزة    ترامب: علاقاتي مع زعيم كوريا الشمالية جيدة وآمل لقاءه خلال جولتي الآسيوية    مستوطنون يهاجمون المغيّر ويحرقون 3 مركبات    مصرع شاب فى حادث انقلاب سيارة ملاكى بمركز دمنهور بالبحيرة    الإفتاء تُجيب| تحديد نوع الجنين.. حلال أم حرام؟    الإفتاء تُجيب| «المراهنات».. قمار مُحرم    اليوم تنطلق فعاليات ملتقى القاهرة الدولي والتي تحمل اسم «كوكب الشرق»    الشرطة المصرية.. إنجازات أبهرت العالم    اليوم.. محاكمة رمضان صبحي بتهمة التزوير داخل معهد بأبو النمرس    «الأزهر العالمي للفتوى» يرد| قطع صلة الرحم.. من الكبائر    الوداد المغربي يعلن عن مدة تعاقده مع حكيم زياش    جماهير ليفربول تدعم صلاح بأرقامه القياسية أمام الانتقادات    تفاصيل اصطدام باخرة سياحية بكوبري كلابشة في أسوان.. ماذا حدث؟    شيكو بانزا للاعب الزمالك المنبوذ: أنت عظيم.. لا تستمع لأحد    أسهل وصفة للتومية في البيت.. سر القوام المثالي بدون بيض (الطريقة والخطوات)    إنزاجي يشيد بلاعبى الهلال بعد الفوز على اتحاد جدة    عاجل | تعرف على أسعار الذهب في ختام تعاملات اليوم الجمعة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خدعوك فقالوا: الألتراس يمكن احتواؤه!
نشر في الأهرام اليومي يوم 16 - 03 - 2018

الجريمة التى نفذها ألتراس الأهلى باستاد القاهرة قبل أيام فى مباراة «كورة».. لم تكن الجريمة الأولى ولا الثانية ولا حتى المائة.. فى الإصرار على الصدام.. والإصرار على انتهاك كل ما فى قانون العقوبات من مواد والإصرار على أن تكون المدرجات فى أى مباراة.. ساحة عنف وقتال وتدمير.. ومنبع بذاءات وكراهية.. وقاعدة تصدير الانفلات والفوضى إلى مصر كلها!. إصرار على أن تبقى مدرجات المتعة والترويح والانتماء والتشجيع.. مركزًا لإشعاع الفوضى!.
الجريمة التى وقعت من أيام.. وتتكرر من سنوات.. لا علاقة لها بكرة القدم والرياضة.. بدليل عدم وجودها فى ساحات الرياضة بأى مكان فى العالم.. لتصبح هذه الجريمة.. بمحض إرادتنا.. شأنًا مصريًا لا وجود له إلا عندنا.. نتيجة إصرار غريب على التعامل مع جرائم الألتراس على أنها شأن يخص الرياضة.. وانفلات يتم علاجه بالاحتواء!.
تشخيص خاطئ وعلاج باطل.. خلق أزمة دون «لازمة»!. لماذا؟
لأن الرياضة قولاً واحدًا.. ساحة تنافس لا قتال ومكان ترويح لا فتن وخلافات وعنف وكراهية!.
الرياضة فى لوائحها وقوانينها.. لا وجود لحرف فى كلمة على سطر.. لشبهة وجود لفظ خارج.. فكيف تكون البذاءات بأقذر الألفاظ وتدمير المنشآت والتحريض على كراهية الدولة.. أمور من خصائص الرياضة؟. كيف تكون جرائم الألتراس التى ارتكبت على مدى سنوات وآخرها من أيام.. شأنًا رياضيًا؟. كيف نراها ونتعامل معها على أنها مُكَوِّنَات رياضية.. رغم أنها جرائم جنائية مكانها محكمة الجنايات وليس الأندية؟.
كيف غضضنا البصر والسمع بل والفكر عن جرائم الألتراس؟. كيف لم نعرف على مدى سنين طويلة.. أن «الإجرام» يُبْتَر بالقانون.. لا يُحتوى بالكلام!. يُقْضَى عليه فى الجنايات بالمحاكمات.. وليس اعتباره «طيش» شباب علاجه «الاحتواء»!.
نظرية «الاحتواء» بديلاً للمحاكمات.. أول من طرحها بَعْضُ النخبة.. لِغَرَضٍ هم وحدهم من يعرفونه!. الذى تم طرحه وقتها.. «طُعْمٌ» ابتلعه المسئولون قبل سنوات!. صدقوا أن العنف غير المسبوق بمصر فى المدرجات.. فَرْطُ انتماء من شباب بمرحلة طيش.. وهو شأن رياضى خالص.. مسئوليته تقع على الأندية!.
المسئولون وقتها.. ابتلعوا «الطُعْمَ» والسنارة والخيط «والبوصة».. بل والصياد نفسه!. المسئولون وقتها وجدوا الحل الأفضل فى ظاهرة الألتراس.. هو ما صَدَّرَه بعض النخبة لهم.. الاحتواء لا المواجهة فى ظاهرة رياضية.. وحدث ما حدث ونحن نَغُضُّ البصر.. إلى أن أصبح الحدث.. جريمة مع سبق الإصرار والترصد!.
إنها حكاية طويلة.. أقدمها لحضراتكم من خلال بعض النقاط.. قبل أن يظهر صوت من يؤدون مهامهم المكلفين بها فى تبرير الأحداث بما يخدم أجندة الخارج!. الفوضى والعنف والتدمير والحرق.. يصورونها على أنها حرية وديمقراطية! هؤلاء وأقصد من يبررون العنف.. جريمتهم مثل جريمة من يصنعون العنف.. ومصممون على تصدير الفوضى للمواطن من مدرجات «الكورة»!
1 لابد من العودة إلى نشأة الألتراس زمان.. إن أردنا تحليل جريمة من جرائم الألتراس الآن!.
ظاهرة الألتراس دخلت مصر سنة 2006.. كتنظيم شبابى قائم على الانتماء لنادٍ.. أى مشجع لنادٍ.
صحيح أن هذا الأمر موجود فى دول كثيرة متقدمة كرويًا.. إلا أن نقل الفكرة لمصر.. لم يكن لوجه الله.. إنما عمل مدروس لأجل أدوار محددة.. فى توقيت قادم.. صاحب الألتراس هو من يعرفه!.
أول ملاحظة هنا.. أننا أمام تنظيم جاهز للانضمام له عشرات الآلاف من الشباب.. ولا سلطان كإدارة النادى أو أى جهة أخرى عليه!.
الملاحظة الثانية.. أن تنظيمات الألتراس فى الخارج تعمل فى مناخ مختلف جذريًا.. لا ثغرات فى القوانين ولا ترهل فى القرارات.. بما يسمح بأى تجاوزات.. وهذا أمر لا وجود له هنا.. ومن ثم الطريق ممهد ومفتوح لكى يقوم هذا التنظيم الشبابى الجديد.. بالدور المطلوب منه على أكمل وجه!.
ثالث الملاحظات.. إقبال الشباب الذى يشجع «الكورة» على الانضمام لهذا التنظيم مضمون.. لأن الانتماء احتياج طبيعى للبشر.. ورغم ذلك لا وجود لأى اهتمام حكومى بقضية بالغة الخطورة مثل هذه!. لا وجود لأى أنشطة تربوية.. تغرس الانتماء لدى الطفل وتعرّف الطفل على الانتماء فى المدرسة وغير المدرسة!. الرياضة إحدى أهم الوسائل التى تخلق الانتماء وتعلم الانتماء وترتقى بالانتماء!. ممارسة الرياضة تفعل ذلك.. عندما يتعرف الطفل على الانتماء بمشاركته فريقًا فى لعبة رياضية.. جمعية كانت أم فردية!.
الرياضة وسيلة لتعليم الانتماء والارتقاء بالانتماء!. المعسكرات.. معسكرات العمل مثلاً.. أحد أهم الأنشطة التى تغرس الانتماء وتُنَمِّى الانتماء!. أنشطة كثيرة معنية بالانتماء.. إلا أن!.
1 لا وجود للرياضة أو الأنشطة فى حياة الشباب.. الذى راح بعضه يبحث عن حاجته للانتماء.. بالتشجيع لا الممارسة.. من خلال تشجيعه ناديًا وتعصبه للنادى الذى يشجعه!.
2 الفراغ الذى يعيشه الشباب فى مصر.. كان ضمانه الرهان على أن يحقق مشروع الألتراس.. ما هو مطلوب منه وأكثر من المطلوب.. لأنه مشروع قائم الانتماء.. واللعب فى هذه المنطقة نتائجه مضمونة.. لأنك تستحوذ على مشاعر شباب فى سن المراهقة والرفض والعنف والمغامرة.. بضمانة الانتماء.. الشباب فى حاجة هائلة لهذا الانتماء.. لأنه لم يحصل عليه.. لا فى الأسرة ولا فى المدرسة ولا فى المجتمع!.
3 قلت زمان وأقول الآن.. صاحب الألتراس.. هو نفسه صاحب 6 إبريل وصاحب كفاية!. المعنى أن التنظيمات الثلاثة.. تمت بتعليمات من الخارج.. والهدف واحد.. الفوضى والعنف والكراهية والتدمير!.
إلا أن هناك اختلافًا بين التنظيمات الثلاثة!. الألتراس هو آخر العنقود.. الأخ الأصغر ل6 إبريل وكفاية!. الألتراس يلعب فى منطقة الانتماء.. الذى هو احتياج بشرى.. وعندما يرتبط الأمر بالتشجيع الكروى.. فإن الألتراس يصبح التنظيم الأكبر والأخطر على الإطلاق!.
4 فى سنة 2006 و2007 لا أحد يخطر على باله.. ما يتم ترتيبه لمصر فى الخارج بالتعاون الوثيق مع الإخوان فى الداخل!.
فى هذا الوقت.. بدأ نشاط 6 إبريل ومن بعدها كفاية.. شباب يروج لأفكار سياسية من خلال مظاهرات مفاجئة والاختفاء فجأة!. الهدف.. إشارة إلى الخارج عن وجود معارضة للنظام فى الشارع!. الهدف.. إعطاء الفرصة للخارج للتدخل فى الداخل.. تحت مسميات كثيرة ومبررات أكثر.. حرية التعبير وحقوق الإنسان إلى بقية المصطلحات!. الهدف.. إظهار النظام بأنه قمعى ودموى فى تعامله مع المظاهرات الصغيرة المفاجئة.. التى ركزت نشاطها على منطقة وسط البلد.. لضمان تأثيرها المباشر على الناس.. أما معرفة الخارج بها.. فهى مضمونة.. لأن كل شىء يتم بالتنسيق!.
5 الوقت يمر وساعة الصفر تقترب.. ويظهر الألتراس فى المدرجات آلاف الشباب.. بينما مجموع 6 إبريل وكفاية أقل من ألف!. تخطيط ظهور الألتراس بالغ الدقة.. حتى لا يثير الشكوك الأمنية ويتم القضاء عليه قبل أن يبدأ!. ومن يساوره الشك.. فى شباب مُنَظَّم فى المدرجات.. يؤدى حركات متشابهة فى توقيت واحد.. هتافات تشجيع مثالية لناديه!. أول تطور كان تنظيم ما أطلقوا عليه اسم «الدَخْلَة».. وهى أقرب لفكرة اللوحات الخلفية فى المدرجات.. وأحد لم يلتفت أو يساوره الشك.. فى مصادر تمويل الألتراس.. حيث «الدخلة» تتكلف قرابة ال30 ألف جنيه.. وتتم فى كل مباريات الفريق بملعبه.. أى كل أسبوعين تقريبًا!.
أحد لم يساوره الشك.. إلى أن حدث أول تطور للألتراس.. ومن فكرة الانتماء للنادى إلى حتمية التعصب للنادى!. واضح أنها كانت قرارات صاحب الألتراس فى الخارج.. لأن الانتماء فى نظر صاحب الألتراس وسيلة لا هدف!. وسيلة اجتماع وإجماع بضعة آلاف على هدف.. والهدف الجديد هو التعصب الأعمى.. الذى هو فى الحقيقة أفضل وسيلة لخلق الكراهية والخلاف والبذاءات والعنف وكل ما هو سيئ!.
كل ما هو سيئ.. هو ما يريده صاحب الألتراس من هذا الشباب فى هذا التوقيت.. الذى بات على مقربة من ساعة الصفر.. من يناير 2011!.
6 المدرجات مثالية التشجيع.. بين يوم وليلة.. أصبحت ساحة بذاءات ومصدرًا لصناعة الكراهية ونموذجًا لصناعة الفوضى!. الأمثلة التى حدثت لا حصر لها.. لكن أتوقف مع سلوك همجى لألتراس الأهلى.. أظنه كان إيذانًا بإعلان وإرساء التعصب وانطلاق حرب الفوضى.. والإعلان صراحة عن الألتراس.. بإعلان حرب الفوضى وإعلانًا بأن الألتراس هو رمز العنف ومصدر الفوضى!. الحادث الذى رفع سقف تجاوزات الشباب.. حدث فى مباراة لكرة السلة بين الأهلى والزمالك.. وعقب المباراة.. ألتراس الأهلى نصب كمينًا لألتراس الزمالك.. وأسقطوا شابًا على الأرض.. وسكبوا على جسده مادة بترولية وأشعلوا فيه النار وغادروا المكان.. ولولا تدخل الناس.. لمات هذا الشاب حرقًا!. ألتراس الزمالك قام بالرد.. بالهجوم على مقر النادى الأهلى بالجزيرة وتسلقوا الأسوار ودخلوا النادى.. وغرسوا علم الزمالك داخل أرض الأهلى!.
7 كان لابد من خلق هذا التعصب وتلك الكراهية وهذه الفوضى وذلك العنف المفتوح.. لأن صاحب الألتراس.. عنده مهام جديدة للألتراس.. ما كان سيكلفه بها إلا بعد نجاح الألتراس المبهر فى المرحلة الثانية من مراحل تكوينه.. وهى التعصب والعنف والمواجهة المباشرة مع الشرطة!.
فى سنة 2010 مباراة بين الأهلى وكيما أسوان فى كأس مصر.. الألتراس أرادها معركة!. صدام عنيف بين الألتراس والشرطة.. أسفر عن سقوط 150 مصابًا وحرق 14 سيارة خاصة بالمواطنين وحرق 4 سيارات شرطة!. هذا حادث تكرر مثله الكثير.. الهدف فى كل مرة الصدام مع الشرطة!. صاحب الألتراس يريد تطعيم الألتراس ضد الشرطة.. لأجل ما هو قادم!.
8 القادم بالنسبة للألتراس.. التطرف!. نعم.. صاحب الألتراس يجهز الألتراس ليكون الجناح العسكرى للإخوان!.
هذا التنظيم بدأ بالانتماء وانتقل إلى التعصب لنكتشف فى النهاية.. أن المرحلة الأولى.. كانت للتمويه واستمرت فترة إلى أن قويت شوكة الألتراس بأعداد من دخلوا تنظيمه.. لينتهى وقت التمويه والمهادنة.. لتبدأ مرحلة المواجهة التى سقطت فيها الأقنعة.. لنرى الألتراس وقت يناير وما بعدها.. طرفًا فى كل أعمال التدمير والعنف!. رأينا ذلك فى التحرير وفى محمد محمود وفى ماسبيرو وفى كل موقعة عنف.. وبعد أن أسقطت 30 يونيو الإخوان.. رأينا الألتراس فى رابعة!.
9 الغريب فى الأمر أننا لا نتعلم من ظاهرة خطيرة مثل هذه!. وجود مثل هذا التنظيم.. تم نتيجة الإهمال التام للشباب والجهل التام بمعرفة احتياجات الشباب!. الخواء الذى يشعر به الشباب فيما يخص الانتماء.. قام الألتراس بتوفيره بالصورة التى تبهر الشباب!.
الطفل الصغير وهو فى طريقه للمراهقة.. حاجته بالغة لأن يكون عضوًا فى مجموع يؤمِّن له القوة!. الوسائل التربوية المختلفة وأهمها ممارسة الرياضة تحقق ذلك.. إلا أن الوسائل التربوية غير موجودة فى المدرسة المصرية من سنين طويلة!. عندنا الآن 20 مليون ولد وبنت فى المدرسة المصرية.. لا يمارسون ومن ثم لا ينتمون ولا يعرفون تطبيقًا للانتماء!. المتاح أمام ملايين الشباب.. الانتماء لفريق من خلال التشجيع!.
هنا النقطة التى لم يرصدها أحد!. الانتماء.. المستحيل العبث به أو تحويره إلى كراهية وعنف.. هو ما يتم بالممارسة!. وهو غير موجود من زمان لأن غالبية الشباب لا تمارس!.
الموجود عندنا.. الانتماء بالتشجيع!. الشاب ينتمى للنادى.. بشعوره الذى هو من طرف واحد تجاه هذا النادى!. صاحب الألتراس استغل إهمالنا للشباب.. ولعب على انتماء التشجيع.. لأنه يضم قاعدة بشرية كبيرة.. ولأنه يمكن تطويره لخدمة مشروعه.. الذى هو تحويل الانتماء.. انتماء الشباب إلى ناد.. إلى تعصب رهيب يصل إلى درجة الحرق.. والتعصب الأعمى هو أول خطوة على طريق التطرف!. الذى هو مطلوب بشدة فى الأحداث المستقبلية التى مصر مقبلة عليها!.
لا تعلمنا من درس إهمال الشباب المتمثل فى الألتراس.. ولا تعلمنا كيفية مواجهة ظاهرة عنيفة مثل ظاهرة الألتراس!.
10 بالنسبة للنقطة الأولى.. مازلت على قناعتى وعلى ما أنادى به من سنين!. الشباب فى حاجة إلى مشروع وطنى كبير!. أفضل مشروع يلبى احتياجات الشباب وينمى الانتماء.. معسكر أو معسكرات عمل حقيقية للشباب.. لكل الشباب.. عمال وفلاحين وطلبة وطالبات!. أفضل مشروع فى تقديرى.. معسكرات عمل استصلاح وزراعة الصحراء!. المهم أن يكون المعسكر حقيقيًا والعمل حقيقيًا.. لأن هذا ما يحتاجه الشباب!.
يا حضرات.. الشاب الذى يبنى.. مستحيل أن يهدم!. الشاب الذى يستصلح ويغرس.. مستحيل أن يفسد ويَقْلَع!. الشاب الذى يُعَمِّر.. مستحيل أن يحرق!.
يا حضرات.. الشاب المصرى.. هو من نفس جينات العبقرية المصرية.. إلا أننا أهملناه وتركناه.. وسَلَّمناه «تسليم مفتاح» لهم!.
11 النقطة الثانية.. ماذا نحن فاعلون فى مواجهة الألتراس؟. سؤال كل الإجابات السابقة عليه خاطئة.. لأننا تعاملنا ومازلنا مع الألتراس على أنه شأن رياضى ومشكلة أندية.. وعلى الأندية أن تحلها!.
قبل أن يقول أحد.. الألتراس موجود فى دول كثيرة.. وعندما صَدَّرَ مشاكل.. الأندية التى تصدت له!. وأقول لمن يقول ذلك.. المقارنة مرفوضة شكلاً وموضوعًا!. نظام وقوانين ولوائح الخارج.. لا وجود لها عندنا.. وبالتالى ما يتم تطبيقه هناك.. مستحيل أن ينجح عندنا.. وعليه!.
علينا الاعتراف بأن الألتراس.. واحد من الألغام السياسية التى شارك الخارج فى صناعتها.. لأجل خلق فصيل شبابى متطرف.. لكن ليس دينيًا إنما رياضى.. وفكرة الاحتواء مستحيل نجاحها.. وهل يمكن احتواء متطرف نبت من تربة التعصب؟.
الحل.. موجود ونقدر عليه.. شرط أن نقتنع بأن الألتراس ليس شأنًا رياضيًا!
لمزيد من مقالات إبراهيم حجازى


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.