“,”ألتراس“,” ( Ultras ) هي كلمة لاتينية تعني الشيء الفائق أو الزائد، وهي فئة من مشجعي الفرق الرياضية والمعروفة بانتمائها وولائها الشديد لفرقها، وتتواجد بشكل أكبر بين محبي الرياضة في أوروبا وأمريكا الجنوبية، وحديثا في دول شمال إفريقيا. أول فرقة ألتراس تم تكوينها عام 1940 بالبرازيل، وعرفت باسم تورسيدا “,” Torcida “,”، ثم انتقلت الظاهرة إلى أوروبا، وبالتحديد إلى يوغوسلافيا، ثم كرواتيا، وبالتحديد جمهور “,” HajdukSplit “,”، الذي كان أول من أدخل هذا النوع. وتميل هذه المجموعات إلى استخدام الألعاب النارية، أو “,”الشماريخ“,” كما يطلق عليها في دول شمال إفريقيا، وأيضًا القيام بالغناء، وترديد الهتافات الحماسية؛ لدعم فرقهم، كما يقومون بتوجيه الرسائل إلى اللاعبين. وتقوم هذه المجموعات بعمل دخلات خاصة في المباريات الهامة، وكل ذلك يضفي بهجة وحماسًا على المباريات الرياضية، وخاصة في كرة القدم. وهناك من يُرجع نشأة الألتراس إلى المجر عام 1929، حينما أسس أنصار نادي “,”فرنسفاروش“,” الشهير رابطة للمشجعين. ثم انتقلت الفكرة بعد ذلك إلى دول أمريكا الجنوبية، وكانت البرازيل أولى الدول التي شهدت نشأة الألتراس؛ حيث تم تأسيس أول “,”ألتراس“,” باسم “,”تورسيدا“,” في أربعينيات القرن الماضي. وانتقلت الفكرة بعد ذلك إلى أوروبا عبر جماهير نادي “,”هايدوك سبليت“,” الكرواتي - اليوغوسلافي في ذلك الحين عام 1950، ثم في فرنسا في بداية الثمانينيات على يد نادي مارسيليا عبر “,”ألتراس كوماندو“,”، ثم انتقلت الفكرة إلى بريطانيا وباقي البلدان الأوروبية. وتعد إيطاليا من أبرز الدول الأوروبية التي تشهد مجموعات “,”ألتراس“,”. بدأت ظاهرة الألتراس في الدول العربية من خلال دول المغرب العربي، بداية من نادي الإفريقي التونسي، الذي شهد تأسيس أول ألتراس تحت مسمى “,”الأفريكان وينرز“,” في عام 1995، ثم انتقل الأمر إلى باقي الأندية التونسية، مثل نادي الترجّي التونسي الذي يضم ثلاث مجموعات ألتراس، هي: “,”المكشخين – السوبراس- والبلود آند جولدي“,”، وانتقلت الفكرة بعد ذلك إلى المغرب، حيث يضم أكثر من 50 مجموعة ألتراس تتقدمهم مجموعة “,”الوينرز“,” التي تشجع فريق الوداد، و“,”الجرين بويز“,” التي تشجع فريق الرجاء البيضاوي. كان الأردن على رأس الدول العربية الآسيوية التي شهدت ظاهرة الألتراس، وذلك عن طريق نادي الوحدات عبر ألتراس “,”جرينز“,” في عام 2008، ثم انتقلت الفكرة إلى سوريا على يد جمهور نادي الكرامة من خلال “,”رابطة “,”بلو صن“,”. ولم تشهد مدرجات دول الخليج العربية مثل هذه الظاهرة بعد، وإن كانت هناك بعض المحاولات التي لم يكتب لها النجاح. وفي عام 2007، شهدت مصر أول ظهور لمجموعات الألتراس، من خلال “,”ألتراس أهلاوي“,” من مشجعي النادي الأهلي، وألتراس “,”الفرسان البيض ( White Knights ) من مشجعي نادي الزمالك، ثم “,”التنانين الصفراء ( Yellow Dragons ) من أنصار النادي الإسماعيلي، و“,”السحر الأخضر“,” ( Green Magic ) من أنصار نادي الاتحاد السكندري، و“,”النسور الخضراء“,” ( Green Eagles ) من أنصار النادي المصري. · المبادئ الأساسية الأربعة للألتراس: بصفة عامة، تشترك مجموعات الألتراس حول العالم في أربعة مبادئ رئيسية، على أساسها يتم الحكم على المجموعة إن كانت ألتراس حقيقية من عدمه، وهي: 1. عدم التوقف عن التشجيع والغناء طوال المباراة أيًّا كانت النتيجة ؛ فللألتراس أسلوب فريد في التشجيع، يتشكل حسب شخصية النادي وثقافة البلد. ففي الأرجنتين والبرازيل ينتشر استخدام أعداد كبيرة من الطبول وآلات الإيقاع، التي تعزف ألحانًا أقرب إلى أغاني السامبا التي تشتهر بها أمريكا اللاتينية. أما في أوروبا، فتعتمد مجموعات الألتراس على الأداء القوي للأغاني تتخلله حركات مميزة لإرهاب الخصوم. ويقود التشجيع عادة قائد تشجيع “,” كابو“,” ( Capo )، والذي يكون مسئولاً عن اختيار الأغاني والهتافات وتوقيتها وحركات الأيدي والتشكيلات، وعادة ما يخصص بالإستادات مكان مرتفع للكابو؛ ليتمكن المشجعون من متابعته والالتزام بتعليماته أثناء سير المباراة. 2. عدم الجلوس أثناء المباريات نهائيًّا، فالألتراس لا يحضرون مباريات فريقهم بغرض المتابعة والمتعة؛ فهما من أفعال المشجعين العاديين، وإنما يحضرون بهدف واحد، هو التشجيع والمؤازرة المتواصلة حتى صافرة نهاية المباراة. 3. حضور جميع المباريات الداخلية والخارجية أيًّا كانت التكلفة والمسافة ؛ حيث تقوم مجموعات الألتراس بتنظيم وحشد الجماهير لحضور المباريات خارج مدينة الفريق مستخدمة أرخص وسائل النقل، وتقوم أيضًا بعمل موكب أو مسيرة ( Cortege ) تضم أفراد المجموعة في المدينة التي يلعب بها فريقهم؛ لتظهر لوسائل الإعلام أن لفريقهم مشجعين أقوياء يسافرون خلف فريقهم في أي مكان وأيًّا كانت التكلفة. 4. الولاء والانتماء لمكان الجلوس في الإستاد، فتختار مجموعات الألتراس منطقة مميزة داخل المدرجات يبتعد عنها المشجعون العاديون وتنخفض فيها أسعار التذاكر، وتسمى المنطقة العمياء، أو الكورفا ( Curva ) بالإيطالية. وتكون تلك المنطقة مكانًا خاصًّا للتشجيع والمؤازرة، وتعليق “,”اللوجو“,” الذي يحمل اسم وشعار المجموعة، وكذلك يحمل “,”شرف“,” المجموعة نفسها. والجماعات المتطرفة من الألتراس عادة ما يكون لها ممثل، والذي يتولى الاتصال مع أصحاب الأندية على أساس منتظم، ومعظم هذه الاتصالات تكون من أجل التذاكر، وتخصيص مقاعد معينة، وأماكن لتخزين الأعلام والرايات (الدخلات في تونس والطلعات في المغرب). بعض النوادي توفر للألتراس أرخص التذاكر وغرف تخزين اللافتات والأعلام، والوصول المبكر إلى الملعب قبل المباريات من أجل الإعداد للعرض. غير أن بعض المشجعين ليسوا من الألتراس، حيث ينتقدون هذا النوع من العلاقة. وينتقد آخرون الألتراس لعدم الجلوس على الإطلاق خلال عرض المباريات وإشهار الرايات والأعلام؛ حيث ذلك يمنع رؤية المباراة من قبل المشجعين الذين يقفون وراءها. انتقد آخرون الألتراس لقيام بعضهم باعتداءات جسدية أو تخويف الذين ليسوا من الألتراس. · عقلية الألتراس: تستخدم مجموعات “,”الألتراس“,” مصطلحات خاصة بها لا يفهمها إلا أعضاء الألتراس، من بينها مصطلح “,”الباش“,” ( Batch ) ، أي “,”اللوجو“,” الخاص بالألتراس، وهو عبارة عن لافتة كبيرة يصل طولها إلى 10 أمتار أحيانًا، تحمل شعار المجموعة وألوان الفريق. ويتم اختيار الشعار بعناية من قبل الأعضاء، ويعلق بالمدرجات للتعريف بهم. وهناك مصطلح “,”التيفو“,” ( Tifo ) ، وهي كلمة إيطالية تعني “,”المشجع“,”، وهي عبارة عن دخلة تقوم بها مجموعة الألتراس لتعبر عن رأي أو فكر، وغالبًا تكون في بداية المباراة. وهناك مصطلح “,”روح الألتراس “,” ( Ultras Spirit ) ؛ حيث تعتقد مجموعات الألتراس حول العالم في وجود ما يسمى بروح الألتراس، وهي روح يولد بها أعضاء الألتراس، ولا يكتسبونها مهما حدث، ويصفونها بأنها “,” تلك الروح المقدامة المثابرة، العاملة في صمت وجهد؛ لتحقيق أهداف عظيمة، لا يتم إنجازها إلا إذا انصهرت أرواح أفراد المجموعة في كيان واحد تحت علم ناديها“,”، ضد الجميع من وسائل الإعلام التي تهاجمهم باستمرار، وضد الفرق المنافسة، وأحيانًا ضد المخربين من أبناء النادي أنفسهم. ولذا تطلق مجموعات الألتراس على نفسها “,”خط الدفاع الأخير“,”، الذي يدافع عن كرامة واسم النادي الذي ينتمون إليه، ويحملون على عاتقهم الحفاظ على الصورة المشرفة لجماهير ذلك النادي الذي عشقوه وترجموا هذا العشق بأفعال يشهد الجميع بها. ولا يوجد للألتراس رئيس، بل يتكون من مجموعة من المؤسسين، الذين سرعان ما يتراجع دورهم بعد أن تصبح المجموعة قادرة على الوقوف على أرض صلبة. ويدير العمل داخل الألتراس مجموعات عمل صغيرة ( Top Boys )، تختص كل منها بتنظيم أنشطة المجموعة؛ من تصميم وتنفيذ اللوحات الفنية، وقيادة التشجيع داخل المدرجات، وتنظيم الرحلات، والإشراف على مصادر تمويل المجموعة. ويتميز الألتراس بالتركيز على روح المجموعة؛ باعتبارها كيانًا واحدًا لا يتجزأ؛ ومن ثم تغيب أي نزعات أو تطلعات فردية، فقيمة عضو الألتراس بما يقدمه للمجموعة من جهد وعطاء؛ ولذا يظهر أفراد الألتراس عادة ملثمي الوجوه، بعيدين عن الظهور الإعلامي. فالأضواء المسموح لهم أن يكونوا تحتها فقط هي أضواء الملاعب خلف المرمى؛ مشجعين فريقهم طوال ال90 دقيقة من عمر المباراة. مجموعات الألتراس تعتمد على التمويل الذاتي، ولا يجوز بأي حال من الأحوال أن تقبل الألتراس أي إعانة من أي مصدر، والتمويل الذاتي يتم من خلال بيع منتجات الألتراس: مثل ال“,” تي شيرت “,”، والإيشاربات ، والقبعات ... إلخ، زيادة على مداخيل الانخراط في الألتراس . عملية الانخراط في الألتراس تتم عادة مرة في السنة؛ حيث يؤدي المنخرط واجب الانخراط الذي يتم تحديد قيمته من طرف المجموعة، ويحصل المنخرط على بطاقة أو ما شابه كدليل على الانخراط. من جهة أخرى فإن لكل مجموعةِ ألتراس اسمها ورمزها الخاصين بها، ويُطبع الاسم والرمز على الباش (البانر في الشرق الأوسط ) الرسمي للمجموعة. والباش، هو قطعة من البلاستيك لا يمكن تقطيعه بسهولة، له أهمية قصوى عند مجموعة الألتراس. تجدر الإشارة إلى أن هناك نوعين من الباش: الباش الرسمي وباش الترحال . · الباش الرسمي ، لا يخرج من المدينة التي يوجد بها الفريق الذي تسانده الألتراس، ويتم تعليقه فقط في الملعب الخاص بالفريق، وعملية إدخال وإخراج الباش الرسمي تتم بمنتهى الحذر، وغالبًا ما يتم إدخاله عن طريق عدة أشخاص من الذين يُعتبرون من ذوي المكانة الخاصة في المجموعة. ولا يعرف بالضبط من يحمله ومن يخرجه من الملعب، ويرجع السبب في ذلك للحفاظ عليه من السرقة؛ لأنه في قانون الألتراس المجموعة التي تتم سرقة باشها الرسمي تعلن حلها (إفلاسها)، ويتحول أعضاؤها إلى مجرد مشجعين عاديين . · باش الترحال، ويرافق المجموعة في ترحالها داخل أو خارج أرض الوطن، ولا يقل أهمية عن الباش الرسمي . إن المنخرط في مجموعة الألتراس يجب عليه احترام مبادئ وقوانين الألتراس والحفاظ على منتجات المجموعة التي اقتناها بكل حذر؛ لأن أعضاء المجموعات الأخرى يتربصون بها. وعندما تتم سرقة منتج مجموعة ألتراس من طرف أعضاء مجموعة أخرى فإنه يتم تصويره مقلوبًا رأسًا على عقب، ويتم نشر الصورة على الإنترنت لما فيها من مذلة وسخرية. تجدر الإشارة إلى أن سرقة المنتجات شيء جائز ومتفق عليه في قوانين الألتراس، بشرط عدم استخدام أسلحة أيًّا كان نوعها . · الكورطيج : الكورطيج، تُرجمت حرفيًّا من الكلمة الفرنسية Cortège (لكون ظهور الألتراس العربي لأول مرة في شمال إفريقيا ) وتعني الموكب، وهو أن تقوم مجموعة ألتراس بترحال غفير إلى مدينة أو دولة أخرى، تم يقمون بموكب غالبًا من المحطات الطرقية أو محطات القطار نحو الملعب، وذلك بحمل الرايات، وترديد الهتافات والأغاني، مع إخراج باش الترحال في الشارع، في استفزاز واضح لألتراس المدينة المضيفة. وللكورطيج أيضًا قوانين، منها أن تقوم الألتراس التي تريد القيام بكورطيج أن تُعلن ذلك عدة أيام قبل المباراة في جميع وسائل الإعلام، حيث يتم تحديد المكان وموعد انطلاق الموكب بدقه. ومن يخالف ذلك يُعتبر جبانًا ويُنعت بالخائف. · بعض الألتراس العربية : في الأردن السنة اسم الألتراس النادي الرمز الأردن غير معروف ألتراس الجرينز نادي الوحدات غير معروف ألتراس إيجلز الفيصلي الأردني في الإمارات السنة اسم الألتراس النادي الرمز الإمارات 2010 ألتراس جنون نادي الوصل في فلسطين السنة اسم الألتراس النادي الرمز فلسطين غير معروف ألتراس خليلي نادي شباب الخليل الرياضي في تونس السنة اسم الألتراس النادي الرمز تونس 1995 ألتراس أفريكان وينرز النادي الإفريقي 2002 ألتراس باردو بويز الملعب التونسي BB02 ألتراس لمكشخين الترجي الرياضي التونسي 2003 ألتراس بلاك آند وايت فايترز النادي الرياضي الصفاقسي ألتراس فاناتيكس النجم الرياضي الساحلي ألتراس ليدرز كلوبيست النادي الإفريقي ألتراس باور مارينز الاتحاد الرياضي المنستيري 2004 ألتراس سوبرا سود الترجي الرياضي التونسي 2005 ألتراس بلود آند جولد الترجي الرياضي التونسي 2006 ألتراس كابيست النادي الرياضي البنزرتي 2007 ألتراس دودجرز كلوبيست النادي الإفريقي ألتراس كاوتيك غروب الملعب التونسي |KG07| ألتراس ليوني النادي الرياضي الصفاقسي ألتراس نورد فاندالز النادي الإفريقي ألتراس راجد بويز النادي الرياضي الصفاقسي ألتراس ساحليانو النجم الرياضي الساحلي ألتراس كوماندوس الأولمبي الباجي ألتراس جرين بويز الجمعية الرياضية بجربة ألتراس صفاقسيان النادي الرياضي الصفاقسي ألتراس زاباتيستا إسبيرانزا الترجي الرياضي التونسي 2008 ألتراس أفريكان يونايتد النادي الإفريقي ألتراس جرين واريورز الشبيبة الرياضية القيروانية ألتراس ماتادورز الترجي الرياضي التونسي ألتراس سبارسياتس الاتحاد الرياضي المنستيري ألتراس شيكوس النادي الإفريقي ألتراس طورسيدا الترجي الرياضي التونسي 2011 ألتراس بلو بويز النادي الرياضي لرادس - كرة السلة 2012 ألتراس فركسيس المستقبل الرياضي بالقصرين ألتراس فردي فأمبيرو الشبيبة الرياضية القيروانية في الجزائر السنة اسم الألتراس النادي الرمز الجزائر 2006 ألتراس سيرتادو شباب قسنطينة 2007 ألتراس ميجا بويز مولودية سعيدة ألتراس فيرديليون مولودية الجزائر Uvl 2008 ألتراس جرين نايتس مولودية سعيدة ألتراس جوكرز شبيبة بجاية 2009 ألتراس أوريس بويز شباب باتنة ألتراس بلو سنايك وداد تلمسان ألتراس فانتيك ريدز شباب بلوزداد ألتراس جرانشيو مولودية بجاية ألتراس لوكا راغازي شباب قسنطينة ألتراس غرين فانز رائد القبة ألتراس روسي ألجيري اتحاد الجزائر ألتراس ريد لاينز أولمبي الشلف ألتراس السنافر شباب قسنطينة ألتراس فايكيغز مولودية العلمة 2006 ألتراس ثي توالف بلاير مولودية الجزائر Uttp 2007 ألتراس كوماندوس أهلي برج بوعريريج 2011 ألتراس أنديان اتحاد الحراش Uttp 2012 ألتراس سكوربيو ترو بويسو اتحاد بلعباس S.T.P في السعودية السنة اسم الألتراس النادي الرمز السعودية 2011 ألتراس جولدن تايجرز نادي الاتحاد السعودي ألتراس بلو ويف (الموج الأزرق) نادي الهلال السعودي ألتراس العالمي نادي النصر السعودي ألتراس الأهلي نادي الأهلي السعودي في سوريا السنة اسم الألتراس النادي الرمز سوريا 2008 ألتراس بلو سن نادي الكرامة السوري في مصر السنة اسم الألتراس النادي الرمز مصر 2007 ألتراس أهلاوي النادي الأهلي (مصر) UA ألتراس وايت نايتس نادي الزمالك UWK07 ألتراس ريد ستورم النادي الأهلي (مصر) URS ألتراس ديفلز النادي الأهلي (مصر) (الإسكندرية) UD ألتراس 300 نادي طنطا الرياضي U300 ألتراس يلو دراجون نادي الإسماعيلي UYD ألتراس جرين فير نادي المصري Ugf 2008 ألتراس جرين ماجيك الاتحاد السكندري UGM ألتراس ويلز نادي غزل المحلة UW ألتراس حيتان المحلة نادي غزل المحلة 2009 ألتراس جرين إيجلز نادي المصري UGE ألتراس فدائيو السويس نادي منتخب السويس UFD ألتراس جانرز نادي مالية كفر الزيات UG 2010 ألتراس مصراوي نادي المصري Um 2011 هولجنز هولز بويز نادي المصري Hb ألتراس فري بويز نادي المصري Ufb ألتراس سوبر جرين نادي المصري Usg ألتراس بلو باتس نادي كفر الشيخ في المغرب السنة اسم الألتراس النادي الرمز المغرب 2005 ألتراس وينرز نادي الوداد الرياضي WIN'S ألتراس عسكري نادي الجيش الملكي UAR ألتراس لوس ماتادورس نادي المغرب أتلتيكو تطوان LM05 ألتراس جرين بويز نادي الرجاء الرياضي GB 2006 ألتراس بلاك آرمي نادي الجيش الملكي BA ألتراس كريزي بويز نادي الكوكب المراكشي UCB ألتراس فاتال تايجرز نادي المغرب الفاسي UFT ألتراس سيامبري بالوما نادي المغرب أتلتيكو تطوان SP06 ألتراس جرين جلادياتورز نادي الرجاء الرياضي GG ألتراس إيجلز نادي الرجاء الرياضي UE ألتراس ريد بيرات نادي الجمعية السلاوية URP ألتراس شاركس نادي أولمبيك أسفي US ألتراس إيمازيغن نادي حسنية أكادير UI 2007 ألتراس كاب صولاي نادي الدفاع الجديدي CAP ألتراس جرين جوست نادي أولمبيك خريبكة UGG ألتراس لوس ماتادورس نادي المغرب أتلتيكو تطوان LS ألتراس بيرات نادي الجمعية السلاوية UP ألتراس حلالة بويز النادي القنيطري HB ألتراس صحارَى نادي شباب المسيرة SAHARA 2008 ألتراس بيانكو نيرو نادي الوداد الفاسي UBN ألتراس كرياتورز نادي الوداد الرياضي CR ألتراس ريد مان النادي المكناسي URM ألتراس إمبراطور نادي الرشاد البرنوصي UEMP ألتراس ماسكد نادي النهضة السطاتية UM 2009 ألتراس فاناتيكس نادي الجمعية السلاوية UF ألتراس جرين سكولز نادي الفقيه بن صالح UGS ألتراس كينجز بويز حسنية بن سليمان KB ألتراس أوت لاوز نادي يوسفية برشيد UOUTL ألتراس فولكانو روسو النادي المكناسي UVR 2010 ألتراس فايترز نادي يوسفية برشيد FIGHTERS ألتراس عيساوي بويز النادي المكناسي UIB ألتراس ليدرز نادي الكوكب المراكشي LEADERS ألتراس بازي بويز نادي الوداد السرغيني UBB ألتراس سواسة بويز نادي اتحاد آيت ملول USB 2011 ألتراس ريف بويز نادي شباب الريف الحسيمي Rib ألتراس فوكس صحراي نادي شباب المسيرة FOX ألتراس ريزينج نادي أمل تزنيت Ur في ليبيا السنة اسم الألتراس النادي الرمز ليبيا 2010 ألتراس تيحا بويز نادي الاتحاد الليبي UTB ألتراس فلام بويز نادي الأهلي طرابلس UFB ألتراس جزارة الأهلي بنغازي UJ ألتراس جرين إيجلز نادي النصر الليبي UGE ألتراس فرسان مصراتة نادي السويحلي الليبي UMN في السودان السنة اسم الألتراس النادي الرمز السودان 2008 ألتراس الجوارح نادي المريخ السوداني ألتراس الأسود الزرقاء نادي الهلال السوداني UBL · الألتراس والسياسة: لم يُقابَل ظهور الألتراس في مصر بترحاب كبير، بل على العكس، شنت وسائل الإعلام الرياضية هجومًا على مجموعات الألتراس، واتهمتهم بالتعصب وفقدان الروح الرياضية، والتسبب في كثير من الصدامات بين مشجعي الأندية. ولم يختلف الحال كثيرًا مع أجهزة الأمن؛ فمنذ اللحظة الأولى، نظرت تلك الأجهزة للألتراس بعين الريبة، واعتبرتهم تهديدًا لها؛ إما بسبب خشيتها من أن تؤجج مجموعات الألتراس العنف في الملاعب، أو نتيجة لقدرة الألتراس الكبيرة على الحشد والتنظيم، وإمكانية استغلال تلك القدرة في عالم السياسة. ففي الوقت الذي كانت تحظر فيه أي تجمعات أو مظاهرات، صغر حجمها أم كبر، وتقابل بعنف شديد من قبل أجهزة الأمن، كان الآلاف من شباب الألتراس يتجمعون في المدرجات تحت سمع وبصر أجهزة الأمن. ونتيجة للتضييق الذي تعرضت له في المباريات من قبل الأمن بمنعها من إدخال أدوات التشجيع، من أعلام ولوحات ضخمة وغيرها، أطلقت مجموعات الألتراس لقب موحد لقوات الأمن وهو ( ACAB ) أي ( All Cops Are Bastards )، وتعني أن كل رجال الأمن أوغاد؛ باعتبارهم العدو الأول للألتراس. لكن هذا العداء بين الألتراس وأجهزة الأمن لم ينتقل إلى حيز السياسة قبل ثورة 25 يناير، فلم يكن للألتراس دور يذكر في الحياة السياسية المصرية. وحتى عندما ظهرت الدعوة لمظاهرات 25 يناير، أصدرت بعض مجموعات الألتراس، وتحديدا ألتراس أهلاوي، بيانًا تؤكد فيها أنها “,”مجموعة رياضية فقط، وليس لها أية اتجاهات سياسية أيًّا كانت نوعيتها أو انتماءاتها“,”؛ ومن ثم فإنها لن تشارك في المظاهرات، أو أي تظاهرات سياسية أخرى. وأشار البيان إلى أن كل عضو من أعضاء الألتراس حر في اختياراته السياسية؛ لذا فمشاركة أي عضو في أي جماعة سياسية أو أي حدث سياسي هو أمر خاص لا دخل للألتراس به. كما أن أية أفكار للأعضاء خارج مجال الرياضة هي تعبير مستقل عن ذاتهم. لكن مع تصاعد وتيرة المظاهرات، اعتبر أعضاء الألتراس أنفسهم جزءًا فاعلاً في أحداثها ضد ممارسات الشرطة القمعية. وتحدثت بعض التقارير الصحفية عن دور ملحوظ لشباب الألتراس في ثورة 25 يناير، وخاصة يوم جمعة الغضب في 28 يناير 2011، واحتلالهم الصفوف الأولى في مواجهة قوات الشرطة؛ نظرًا لخبرتهم الكبيرة في التعامل مع الشرطة خلال السنوات الماضية، ومعرفتهم بتكتيكات وتحركات قوات الأمن. ومنذ ذلك الحين، تحولت ظاهرة الألتراس في مصر من ظاهرة رياضية تجمع مشجعي الأندية الرياضية وترغب في مساندة فرقها، إلى ظاهرة سياسية بامتياز. واكتسبت المنافسات الرياضية نكهة سياسية واضحة، ليس فقط بين الجماهير بعضها البعض، بل بين مجموعات الألتراس المختلفة من ناحية، وقوات الشرطة المصرية من ناحية أخرى. فكثيرًا ما شهدت المباريات هتافات من قبل الألتراس تعتبرها الشرطة معادية، وتطور الأمر في بعض الحالات (مباراة الأهلي وكيما أسوان في 6 سبتمبر) إلى حدوث اشتباكات بين الطرفين. وظهرت مجموعات الألتراس مجددًا في العديد من الأحداث السياسية، حيث شارك الألتراس في حماية أسر الشهداء أثناء محاكمة الرئيس السابق حسني مبارك. كما شارك أيضًا في العديد من المليونيات، أبرزها مليونية 9 سبتمبر التي انتهت باقتحام لمقر السفارة الإسرائيلية في القاهرة. ولعب الألتراس دورًا كبيرًا في المظاهرات التي اندلعت مجددًا في التحرير ابتداءً من يوم 19 نوفمبر 2011، واحتلوا الصفوف الأمامية في مواجهة قوات الشرطة والأمن المركزي. ونتيجة لحالة الغموض التي تحيط بالألتراس وتحركاتهم السياسية، يعتبر البعض أن سلوكهم المائل للتصعيد والمواجهة في الفترة الأخيرة مع قوى الأمن ليس فعلاً تلقائيًّا، وإنما نتاج صفقة عقدها الألتراس مع بعض الأحزاب الجديدة بهدف إشاعة المزيد من الفوضى والتوتر الأمني، في مقابل قيام الحزب بتحمل جميع نفقات الألتراس؛ من تذاكر المباريات، ونفقات التجمع، وتأمين وسائل الانتقال، وإعداد اللافتات، وشراء الشماريخ التي يميل سعرها إلى الارتفاع نظرًا للإقبال عليها. إلا أن الشعارات المرفوعة من قبل شباب الألتراس تؤكد عدم انحيازها لأي قوى أو تيار سياسي معين. وتكمن الخطورة في الاتهام أو الافتراض السابق في طبيعة التكوين النفسي والتنظيمي –شبه المتطرف– لتلك المجموعات؛ حيث إن من يتولى إدارتها الداخلية مجموعات عمل صغيرة يسمونها بالتوب بويز ( Top Boys )، تقوم كل منها بتنظيم فعاليات وأنشطة كل مجموعة، مثل تنظيم الرحلات، وتصميم وتنفيذ اللوحات، وتأليف الشعارات والهتافات، وتنظيم وقيادة التشجيع في المناسبات المختلفة، وبشكل عام الإشراف على جمع التبرعات من الأعضاء وغيرهم، والإشراف على شكل إنفاق التمويل داخل كل مجموعة . أيضًا هناك عنصر آخر يدفع إلى القلق من احتمال تسييس تلك المجموعات المنظمة، التي تتميز بما يمكن أن يسمى في علم الاجتماع ب“,”روح المجموعة“,”، أي اعتبار كل عضو في مجموعة بأنه جزء من كيان موحد لا يمكن أن يتجزأ، والشعور الجارف بروح الانتماء والولاء لكل فرد في المجموعة بالنظر إليه كجزء من كل، حيث تقاس قيمة كل عضو في مجموعات الألتراس بما يقدمه ذلك العضو للمجموعة من ولاء وإخلاص يتجسد في جهد وعطاء مستمرين دون انتظار المقابل؛ ومن ثم يُلاحظ مع الوقت غياب أي نزعات إلى التفكير الفردي والتباهي “,”الأعمى“,” داخل المجموعة، ولعل تفسير عدم الظهور إعلاميًّا لقادة أو رموز تلك المجموعات إلا في حالات ضيقة جدًّا –وإذا حدث يكون غالبًا بوجوه ملثمة– هو جزء من تلك النفسية التي حاولنا الاقتراب منها. ما سبق هو محاولة لإلقاء الضوء على ظاهرة أثارت جدلاً كبيرًا في أوساط النخبة من المثقفين والمحللين السياسيين. وهناك العديد من الدلالات الهامة التي يجب الوقوف عندها والغوص في أعماقها؛ حتى يمكن الوقوف على حالة الغموض والضبابية التي تحيط بمجموعات الألتراس، وحتى لا يتطور الأمر في المستقبل إلى ما لا تحمد عقباه ولا يمكن السيطرة عليه. فجميع المؤشرات والتحليلات السياسية والتوقعات تشير إلى أنه في المرحلة القادمة ستشهد الساحة المصرية أعمال عنف ومصادمات سيكون أحد أطرافها مجموعات الألتراس المصرية. هذه الدلالات تدفعنا إلى ربط الواقع المادي الملموس بما سبق طرحه حول الألتراس، من حيث مبادئه والقوانين التي تحكمه والعقيدة التي تشكل وجدانه (روح الألتراس)، وتأثير ذلك على حركته، وما نحن عليه الآن من واقع يشكل خطورة بسبب تلك الممارسات التي تحولت إلى عنف وتطرف وإرهاب. إن الأمر يستوجب وضع مقدمات صحيحة للوصول إلى نتائج صحيحة؛ حتى يمكن إزالة الغموض الذي يحيط بتلك الظاهرة، وذلك من خلال الآتي: § إن شباب الألتراس هم شريحة سِنّية تتراوح أعمارهم ما بين 14 إلى 25 عامًا، حيث يطلق على بداية هذه الفترة بالمراهقة، وهي في الغالب تحمل بعض الصفات والمزايا، ويكون الشاب فيها في احتياج شديد لإثبات الذات والخروج من مرحلة الطفولة إلى مرحلة الرغبة في تحطيم التبعية الأسرية التي خضع لها في المرحلة السابقة. وللخروج من هذه التبعية عدة أشكال، منها استخدام القوة البدنية، أو العناد، أو كسر القانون والعرف المتبع، أو إثبات الذات فكريًّا برفض الانصياع للمألوف، والبحث عن جديد يحقق له ذاته؛ من خلال الانخراط في مجموعة أو جماعة أو حركة؛ وهو الأمر الذى يجعلهم عرضة للتجنيد والاستقطاب من أصحاب الاتجاهات الفكرية المختلفة الموجودة على الساحة؛ للاستفادة بما يتمتعون به من طاقة وحماس، وهو ما نجحت فيه حركة 6 إبريل من استقطاب أعداد كبيرة من شباب الألتراس المعروفين بلقب الكابو، والذين يقودون مجموعات الألتراس التي تلتزم بتعليماتهم وأوامرهم؛ حيث تم توظيفهم في قيادة شباب الألتراس للمشاركة في الأحداث السياسية. § من المبادئ الرئيسية لتأسيس الحركات السياسية والدينية (ممن ينتهجون العنف) ضرورة الالتفاف حول عقيدة يؤمن بها ويضحي من أجلها، سواء بالمال أو النفس؛ لذا كان لزامًا على من يشكل عقلية ووجدان الألتراس البحث عن البديل العقائدي. ولصعوبة حشد أعداد كبيرة من الشباب على فكرة أو عقيدة محددة –خاصة وأن غالبيتهم من صغار السن، مع اختلاف طبقاتهم الاجتماعية والثقافية، والتي تحول دون تواجدهم تحت راية أو فكرة أو عقيدة واحدة– كان البديل الأمثل هو التعصب الكروي الأعمى؛ ليكون بديلاً عن العقيدة أو الفكرة التي يمكن أن يثور لها أو يضحي من أجلها. § إن القائمين على مجموعات الألتراس لم يكتفوا بدفع شباب الألتراس للالتفاف حول راية ناديهم فقط، بل رسخوا لديهم اعتقادًا بما سمّوه “,”روح الألتراس“,”، وهي في اعتقادهم روح يولد بها أعضاء الألتراس ولا يكتسبونها، ويصفونها بأنها الروح المقدامة المثابرة العاملة في صمت وجهد؛ لتحقيق أهداف عظيمة، لا يتم إنجازها إلا إذا انصهرت أرواح المجموعة في كيان واحد تحت علم ناديها، ضد أعداء الألتراس من الإعلاميين ورجال الأمن الذين أطلق عليهم لقب الأوغاد. كما أوغروا صدورهم تجاه الشرطة، واعتبروها العدو الأول لهم، وهو الأمر الذي ساعد في سهولة دفعهم وتحريكهم أثناء الثورة لارتكاب أعمال عنف ضد أجهزة الأمن ومنشآتها؛ لذلك كان اختيار توقيت الثورة 25 يناير (عيد الشرطة) عن عمد؛ حتى يستفز هذا الأمر الحشود من الألتراس ويدفعهم للمشاركة في الثورة والاعتداء والتعامل بعنف مع رجال الأمن، والذي ظهر بشكل واضح يوم الجمعة 28 يناير 2011. § يعتمد الألتراس في تشكيلاته على عدم وجود رئيس أو زعيم له (على غرار كبير مشجعي الأهلي والزمالك فيما مضى)، بل يتكون من مجموعة من المؤسسين، الذين سرعان ما يتراجع دورهم بعد أن تصبح المجموعة قادرة على الوقوف على أرض صلبة، وأن ما يدير العمل داخل الألتراس هم مجموعات عمل صغيرة تختص كل منها بتنظيم أنشطة المجموعة والإشراف على مصادر تمويلها. وهو ما يتطابق مع فكر وحركة المجموعة الثورية التي شاركت في ثورة 25 يناير، وعلى رأسها حركة 6 إبريل، والتي واكب ظهورها على الساحة السياسية ظهور مجموعات الألتراس عام 2007. § يتميز الألتراس بالتركيز على روح المجموعة؛ باعتبارها كيانًا واحدًا لا يتجزأ؛ ومن ثم تغيب أي نزعات أو تطلعات فردية، وهو ما يتطابق مع حركة 6 إبريل، ويتشابه أيضًا إلى حد كبير مع جماعة الإخوان المسلمين، فرغم وجود مرشد للجماعة -هو رمزها- وقيادات تاريخية لها؛ فإنه في جميع المظاهرات التي قامت بها الجماعة قبل الثورة لم يلجئوا إلى الهتاف لأي من أسماء قاداتهم. § إن توقيت ظهور الألتراس عام 2007، وانتشاره في الدول التي شهدت الثورات (ثورات الربيع العربي)، أو ما زالت تواجه أحداث عنف (دولة سوريا)، أو من المحتمل أن تشهد أحداثًا؛ جاء عقب ما سبق أن أعلنته وزيرة خارجية أمريكا، كونداليزا رايز، عام 2005 عن الخطة الأمريكية لإعادة تقسيم الشرق الأوسط (الفوضى الخلاقة)؛ حيث للآن لم تشهد دول الربيع العربي أي استقرار بل تشهد فوضى وتطرفًا. § إن هناك علامات استفهام كثيرة حول حركة 6 إبريل من حيث نشأتها وتمويلها وتدريب كوادرها... إلخ، وما يشاع ويتردد من كونها حركة استخباراتية؛ وهو الأمر الذي يدفعنا للربط بين هذه الحركة، والتي تميل إلى استخدام العنف (أحداث المحلة عام 2008)، وبين استقطاب أعداد من قادة مشجعي مجموعات الألتراس، ممن يطلق عليهم الكابو، الذين قادوا شباب الألتراس للمشاركة بعنف في العديد من الأحداث السياسية التي شهدتها الساحة المصرية عقب ثورة 25 يناير وحتى وقتنا هذا، ومنها على سبيل المثال: موقعة الجمل، محاولة اقتحام وزارة الداخلية، جمعة تسليم السلطة، أحداث مجلس الوزراء، أحداث التعدي على السفارة الإسرائيلية، أحداث محمد محمود، أحداث التعدي على السفارة السعودية، اقتحام مبنى اتحاد الكرة، اقتحام مدينة الإنتاج الإعلامي،اقتحام مقر النادي الأهلي بالجزيرة، التظاهر بعنف ضد عودة الدوري المصري، أحداث العنف قبل وبعد صدور الحكم في أحداث مذبحه بورسعيد، وغيرها. إن علامات الاستفهام جاءت من الربط بين تصريح وزيرة خارجية أمريكا عام 2005 عن الفوضى الخلاقة وتأسيس حركة 6 إبريل عام 2006، وما يحيط بها من غموض، وما يتردد من كونها حركة استخباراتية مرتبطة بال CIA ، وظهور وتكوين مجموعات الألتراس عام 2007، وتغلغل كوادر 6 إبريل داخل مجموعات الألتراس واستقطابها لأعداد كبيرة ممن يطلق عليهم في صفوفهم بالكابو، وما نحن عليه الآن من فوضى تشارك فيها مجموعات الألتراس. § ساعدت المنظمات الحقوقية مجموعات الألتراس، سواء بصورة مباشرة أو غير مباشرة، في خلق مناخ عدائي لرجل الشارع تجاه الأمن؛ وذلك باستخدام وسائل الإعلام في تسليط الضوء بصورة مكثفة على سلبيات الشرطة، الحقيقي منها والمختلق، والعزف على نغمات تطهير الجهاز الأمني وإعادة هيكلته، وضرورة ملاحقة العاملين به قضائيًّا؛ مما ولد شعورًا سلبيًّا لدى المواطن العادي تجاه رجال الشرطة. وأعطت لمجموعة الألتراس مبررًا لسلوكهم العدائي، حيث: 1) تولدت قناعة لدى مجموعات الألتراس بأن هناك مبررًا قويًّا، مستمدًا من شرعية الثورة والإرادة الشعبية، للاعتداءات التي قاموا بها ضد الأجهزة الأمنية ومنشآتها؛ الأمر الذي حدا بهم إلى المجاهرة -من خلال شعاراتهم وهتافاتهم- بأنهم من قاموا بالتعدي على قوات الأمن وأنهم السبب الرئيسي في انكسار الشرطة. 2) استشعار تلك المجموعات بأنها قوة على الأرض؛ الامر الذي يمكّنها من فرض إرادتهم في مواجهة الدولة ومؤسساتها الشرعية. ولم يختلف الحال كثيرًا في وجود المجلس العسكري في سدة الحكم، أو رئيس منتخب وحكومة شرعية. مثلما حدث في مسألة إقامة الدوري العام هذا الموسم، وإصرار الألتراس على عدم إقامته إلا بعد القصاص لحق الشهداء، وقيامهم بتنظيم المسيرات، والاعتداء على مبنى اتحاد الكرة وتحطيمه، واقتحام النادي الأهلي عدة مرات. وكان موقف الدولة المتراجع سببًا في زيادة شعورهم بالقوة. § إن قوانين ومبادئ وعقلية الألتراس قد يدفع بالبلاد إلى أزمات وقلاقل يصعب حلها، وقد تمتد لبعض أجهزة الدولة بعيدًا عن مجال الرياضة. كما يمكن تسييسها من قبل بعض التيارات السياسية التي تسعى لإحداث فوضى بالبلاد. ولقد كانت أحداث مباراة النادي الأهلي والنادي المصري، المعروفة بمذبحة إستاد بورسعيد، مثالاً يجب الوقوف عنده بإيجاز؛ لكونه يحمل كافة المؤشرات السابقة، التي تهدد أمن واستقرار البلاد وتدفع إلى الفوضى. إن ما حدث في إستاد بورسعيد، هو مشاجرة بين ألتراس النادي الأهلي وألتراس النادي المصري، فوفقًا لقوانين الألتراس يسمح باستيلاء أي من الطرفين على أدوات التشجيع التي يمتلكها الطرف الآخر، شريطة عدم استخدام الأسلحة؛ وعليه قامت مجموعة من ألتراس مصراوي بالتربص بمجموعة ألتراس الأهلي، خلال تلك المباراة، للاستيلاء على مقتنياتهم بعد المباراة؛ وذلك ردًّا على ما سبق أن قام به ألتراس الأهلي في العام السابق لتلك المباراة من الاعتداء على ألتراس مصراوي في محافظة بورسعيد والاستيلاء على مقتنياتهم. وهو ما يعد انتهاكًا واضحا لشرف الألتراس وفقًا لقوانينه. وقد نتج عن التدافع بعد المباراة حدوث وفيات وإصابات، ولم يثبت استخدام الأسلحة في هذا الحادث. وساعد في زيادة عدد الوفيات عنصر المفاجأة، وعدم وجود منافذ تمكن المعتدَى عليهم من الهروب. وكان من نتيجة هذا أن عمت الفوضى البلاد؛ بسبب: 1) قيام بعض التيارات السياسية بالترويج في وسائل الإعلام بأن هذا الحادث له أبعاد سياسية، وأن هناك طرفًا ثالثًا لم يتم الكشف عنه حتى الآن. 2) إقحام جهاز الشرطة كشريك أصلى في هذه المجزرة، وتقديم بعض قياداتها للمحكمة؛ لامتصاص غضب الألتراس، الذي يكن العداء والكراهية لهم؛ الأمر الذي كانت له نتائجه السلبية على جهاز الشرطة، خاصة في ظل الظروف التي كان يمر بها الجهاز الأمني في تلك المرحلة. 3) إقحام الرياضيين والعاملين في المجال الرياضي في تلك المعادلة؛ نتيجة إصرار ألتراس الأهلي على عدم عودة النشاط الرياضي لكرة القدم إلا بعد القصاص لحق الشهداء. 4) إحراج القضاء، على الرغم من عدم دخوله في تلك المعادلة؛ حيث تم تهيئة الرأي العام -وفقًا لأهواء الألتراس- أنه لا يمكن القبول إلا بأحكام رادعة تقتص من المتهمين. إن حادث بورسعيد هو مثال لكيفية استغلال مجموعات الألتراس في عمل إجرامي وإحداث فوضى بالبلاد، دون احترام للدولة أو مؤسساتها أو للشرعية. § إن تحويل قتلى الألتراس في أحداث بورسعيد إلى شهداء هو نوع من العبث السياسي والجهل بالشريعة، وهو ما يشير إلى ضعف الدولة ومؤسساتها؛ فليس الموت أو التضحية من أجل قوانين الألتراس من أنواع الشهادة في سبيل الله. هذا التخبط من الدولة حوَّل واقعة بورسعيد إلى قضية قومية تستوجب الدفاع عنها والشهادة في سبيلها، وحوَّل شباب الألتراس إلى جنود شرفاء يدافعون عن هذه القضية، ويطلبون الموت والتضحية والشهادة من أجلها, ويرفعونه شعارًا للقصاص من أجل الشهداء، وتحت هذا الشعار تكمن الأشياء والأهداف غير المعلنة، والتي ستؤدي إلى الفوضى وعدم الاستقرار. § كان لزامًا لإحداث فوضى بالبلاد عدم الاعتماد على تنظيمات التيارات الإسلامية فقط، وهي التي فشلت في الماضي (اغتيال السادات ومحاولة قلب نظام الحكم) في إحداث ثورة بشكل منفرد؛ لذلك تم اللجوء إلى زرع تنظيم سياسي ليبرالي (6 إبريل)، يسانده ويدعمه حشد جماهيري يضم مختلف شرائح المجتمع الشبابية (مسلمين وأقباطًا، أغنياء وفقراء، متعلمين وجهلاء... إلخ)؛ فوجدوا في جماهير الكرة -خاصة ناديي الأهلي والزمالك- ضالتهم المنشودة في تكوين نواة لتنظيمات الألتراس، مستغلين في ذلك الفراغ الفكري لدى الشباب، واندفاعهم، وتعصبهم الأعمى لأنديتهم، كوعاء للاستقطاب، وسهولة تحريكهم في الوقت المناسب بما يخدم مخطط الفوضى الخلاقة. ولقد سبق أن نجح الألتراس في اختبار حقيقي في قدرته على تحريك الشارع المصري في أحداث نهائي بطولة إفريقيا ومباراة مصر والجزائر. § باستقراء ظروف وملابسات ظهور الألتراس فضلاً عن الوقوف على أيدلوجية ومنهجية حركته وتطوراتها، والتحول الدراماتيكي لتلك المجموعات من مجموعات رياضية إلى مجموعات عنف سياسي يتضح الآتي: § أن الألتراس تنظيم وليس مجموعات. § أن الهدف المعلن له هو تشجيع ناديه من خلال الأداء القوي للأغاني، تتخلله حركات مميزة صارمة وممنهجة لإرهاب الخصوم، كذا ترديد بعض الهتافات التي تحوي في طياتها الجهاد والاستشهاد والموت (وهو الأمر الذي لا يتناسب مع أسلوب التشجيع الذي درج عليه المصريون خلال المباريات)؛ وذلك في محاولة صبغه بالصبغة العدائية والتطرف. § أن الهدف الإستراتيجي غير المعلن من هذا التنظيم بالبلاد هو زرع بؤر الفتن والعداء بين شباب الألتراس وأجهزة الأمن على مدار أربع سنوات منذ تأسيسه؛ انتظارًا “,”للحظة المناسبة“,” لاندلاع الثورة، ودفعه لإحداث فوضى بزعم كراهيته لأجهزة الأمن. § روعي في هذا التنظيم عدم تثقيف أعضائه وكوادره سياسيًّا؛ لضمان عدم انحيازه لأي قوى أو تيارات سياسية بعينها. § تحولت ظاهرة الألتراس في مصر من ظاهرة رياضية تجمع مشجعي الأندية الرياضية إلى ظاهرة سياسية، إلا أنها لا تحمل توجهًا سياسيًّا معينًا، فهي تقدم نفسها كمقاول لحشد الجماهير، ورافد جديد داعم للحركات الليبرالية والثورية؛ حيث لعبت دورًا كبيرًا في العديد من المظاهرات التي اندلعت في التحرير، وكذا في الدعاية الانتخابية لبعض المرشحين، بل إنهم في مظاهرة جمعة “,”كشف الحساب“,” وزعوا أنفسهم إلى مجموعات في مختلف المحافظات لقيادة المتظاهرين بها. · مستقبل الألتراس في مصر: § بات واضحًا أن الألتراس خرج من عباءة الرياضة إلى حيث لا رجعة، وسيستمر في الدور المرسوم له، وهو إحداث الفوضى في البلاد. § من المرجح استمرار دعمه بشكل مباشر لحركة 6 إبريل، وبشكل غير مباشر لمختلف الحركات الليبرالية والثورية، في مواجهة التيارات الإسلامية. § استمرار حالة العداء بين الألتراس والأجهزة الأمنية، رغم ما يبذل وما سيبذل لإزالة الاحتقان بينهما. في ضوء تحديد مستقبل الألتراس في مصر –وما سبق التنويه به– اختلفت الآراء حول كيفية مواجهة تلك الظاهرة؛ حيث انقسمت الآراء إلى فريقين: § الأول : يرى ضرورة الإبقاء على مجموعات الألتراس؛ لأنها تحقق التوازن السياسي الطبيعي في مواجهة تنظيمات الإسلام السياسي، التي تمتلك قاعدة شبابية تمكنها من فرض سطوتها وقوتها على الساحة السياسية، وأن ضرب مجموعات الألتراس سيؤدي إلى فراغ الساحة من قوى منظمة تدعم القوى الليبرالية، التي أصبحت تواجه تحالفًا أصوليًّا قويًّا يسعى إلى فرض أهدافه باستخدام القوى والعنف. فهناك من جماعات الإسلام السياسي من تدفع بعناصرها الشبابية في صورة ميليشيات للتصدي لأصحاب الاتجاهات الليبرالية في حركتهم، ومنعهم من التعبير عن توجهاتهم ومواقفهم السياسية. ويرى أصحاب هذا الرأي أن مليونية “,”جمعة الحساب“,” كانت دليلاً واضحًا يعضض وجهة نظرهم من ضرورة الإبقاء على مجموعات الألتراس؛ حيث إن طبيعة المرحلة تتطلب ذلك. § الثاني: يرى ضرورة التصدي لمجموعات الألتراس؛ لما تمثله من خطورة وتهديد للأمن والاستقرار بالبلاد، ويعتمد أنصار هذا الرأي في ذلك على الآتي: 1. أن تلك المجموعات قابلة للتنامي بشكل مكثف؛ حيث إنها تتخذ من الانتماء والتشجيع الكروي للأندية هدفًا لوجودها؛ الأمر الذي يمكنها من استقطاب أعداد هائلة وضمها إليها. 2. امتلاك تلك المجموعات لمقومات التنظيم؛ من حيث القدرة على التجمع –الأعداد- والتنفيذ الدقيق لأي مستهدف وفي وقت قياسي. 3. استهداف مجموعات الألتراس للشباب من الشريحة السنية ما بين 14 إلى 19 عامًا، وهى المرحلة التي تتسم بالاندفاع وعدم إدراك عواقب ما يقومون به. 4. اعتياد تلك المجموعات على القيام بأعمال عنف وكسر حاجز هيبة الدولة لديهم، خاصة بعدما اكتسبوه من ثقة وقوة من خلال اعتدائهم على رجال الشرطة. 5. إمكانية استغلال تلك المجموعات من قبل أي من التيارات في إحداث فوضى في أي وقت، وقد تتطور أشكال العنف مستقبلاً. لذا، يرى أنصار هذا الرأي أنه من الأهمية والضرورة قيام الدولة، بكافة مؤسساتها الأمنية والرياضية والقضائية... إلخ، بالضرب بيد من حديد في التصدي لتلك الظاهرة، التي تحمل في طياتها أجندات أجنبية تهدف إلى هدم الاستقرار وإحداث فوضى بالبلاد، ويستندون في ذلك إلى ما سبق أن قامت به رئيسة وزراء بريطانيا، السيدة تاتشر، من إجراءات صارمة عام 1985 في مواجهة متعصبي كرة القدم، ممن أطلق عليهم (الهوليجانز)؛ حيث قامت بوقف النشاط الكروي لمدة عشر سنوات، ومنع إنجلترا من المشاركة في بطولات دولية خلال تلك الفترة، وتعاملت مع مجموعات الهوليجانز على انهم مجموعات عصابية، يخضعون للقانون، حتى تمكنت من القضاء على تلك الظاهرة، وأعلنت بعد عشر سنوات أن بريطانيا أصبحت خالية من عصابات الهوليجانز.