* سيناء الآمنة هى ظهر غزة القوى..وإسرائيل المستفيد الأكبر من زعزعة استقرار مصر * القطاع على شفا هاوية ..والقاهرة أكدت أنها لن تقبل استمرار تدهور أوضاعه
أكد الدكتور خليل الحية نائب رئيس المكتب السياسى لحركة «حماس» أن أمن سيناء هو أمن مصرى فلسطينى مشترك، وأن سيناء الآمنة هى ظهر غزةوفلسطين القوى الآمن، وقال القيادى فى «حماس» فى حوار خاص ل»لأهرام» إن حماس تقف دائما مع مصر لتحقيق الأمن القومى العربى المشترك، وأن «حماس» والشعب الفلسطينى ممتنون لمصر حاضنة القضية الفلسطينية والعرب جميعا. وبخصوص المصالحة الفلسطينية قال: إن قيادات حماس اتفقت على أن المصالحة مسار إستراتيجى. ووصف الحية ما يسمى بصفقة القرن بأنها صفقة ترامب التى ترمى إلى إعادة تقسيم الشرق الأوسط من جديد، بعد مائة عام من اتفاقية سايكس بيكو ووعد بلفور. وإلى تفاصيل الحوار:
هل تعتقد أن صيغة الإطار المتعدد الأطراف لعملية السلام هى صيغة مجدية؟ أى أطراف؟! نحن نتحدث الآن عن مسار امتد لما يقرب من 25 عاما، هذا المسار وصل لطريق مسدود، وقد أعلنا فشله، ومقررات المجلس المركزى الفلسطينى الأخيرة كانت تتحدث عن وقف عملية التسوية وقطع العلاقة مع الاحتلال وغيره، وبالتالى كنا نتوقع ونأمل أن يتسلح الأخ ابو مازن قبل ذهابه إلى مجلس الأمن بموقف وطنى مشترك، حتى يمثل الشعب الفلسطينى بكل مكوناته، خطاب أبو مازن فى مجلس الأمن يعمل على إعادة إنتاج أوسلو التى فشلت، من الخطأ إعادة إنتاج أوسلو من جديد، لقد دمرها نيتانياهو وشارون والاستيطان والتهويد. وما البديل؟ البديل هو إعادة تقييم هذه المسيرة كلها، وهذه مسئولية الشعب الفلسطينى بكل مكوناته وقواه وفصائله، بقاء حالة التفرق والتشرذم خطأ ويضر بالقضية الفلسطينية، لقد ضعف موقف المفاوض الفلسطينى يوم أن انفردت به أمريكا وإسرائيل. وهل هناك خريطة طريق لهذا البديل الذى تطرحون ؟ قبل عام بالضبط اجتمعت الفصائل والقوى الفلسطينية فى بيروت واتفقت على خارطة طريق لتشكيل مجلس وطنى جديد وحكومة وحدة وطنية، وأعدنا التأكيد على وثيقة الوفاق الوطنى التى وقعناها فى القاهرة 2011،هذه الوثيقة التى تعد من أفضل الوثائق فى آليات وحدة الشعب الفلسطيني، وأعتقد أنه مع توافر الإرادة والرعاية المصرية يمكن أن ننجح. هل لدى «حماس» القدرة على تقديم التنازلات؟ بعض الناس صاروا يتغنون بمرونة «حماس»، وفى موضوع الرؤية السياسية فإن وثيقة المباديء التى أعلناها رأى كثيرون أنه لم يعد بعدها أى خلاف بين حماس والآخرين، لأننا أعلنا الحد الأدنى الذى يمكن قبوله، وبعض الفلسطينيين يلوموننا على المرونة التى قدمناها فى المصالحة، ولا مشكلة لدينا فى تقديم مزيد من المرونة، لكن بضمانات وخارطة طريق وتوقيت زمني. هل هذه المرونة أثرت على وحدة الحركة؟ نحن حركة كبيرة تحترم نفسها ولدينا الشورى محترمة وملزمة، وهذا المسار والطريق الذى نسير فيه أقرته الحركة ومجلس الشورى بها، وبالتالى نحن حركة موحدة ونضع موضوع المصالحة على قائمة أولوياتنا. كيف تنظرون لقرار واشنطن إدراج إسماعيل هنية على قوائم الإرهاب ؟ هو قرار سياسى بامتياز، وانحياز أمريكى للعدو الصهيوني، وأمريكا تثبت فى كل يوم أنها عدوة الشعوب، وهذا سيؤثر عليها وعلى مصالحها يوما بعد آخر، اسماعيل هنية ليس وحده الذى تعتبره واشنطن إرهابيا، بل هى تعتبر منظمة التحرير الفلسطينية أيضا منظمة إرهابية، ويجب على الإدارة الأمريكية أن تعيد مراجعة سياساتها فى المنطقة، أما على مستوى هنية وحماس فلن يزيدنا القرار إلا تمسكا بحقوقنا فى أرضنا. بعد قرار ترامب كان هناك تعاطف كبير مع القضية الفلسطينية..كيف يستفيد منه الفلسطينيون؟ لاشك أن هذه القرارات التى اتخدتها الإدارة الأمريكية ستعزل السياسة والإدارة الأمريكية، ولو كان هناك شعب يحاسب هذه الإدارة ويخشى على مصالحه سيقول لإدارته انها تتحدى إرادة العالم، فقد صوت لمصلحة فلسطين فى الأممالمتحدة 128 دولة ورفضته 9 دول فقط، والذين تحفظوا 35 دولة، أى أن أمريكا وضعت نفسها مع إسرائيل ومع بعض الدول الهامشية، على كل حال نحن كفلسطينيين يجب أن نبنى على ذلك القرار السييء ونجعله فرصة فى عدة اتجاهات، الاتجاه الأول وحدة الموقف الفلسطيني، والثانى هو بناء استراتيجية موحدة، ثم العمل على تفعيل حركة التضامن للحصول على أكبر تأييد، ولابد ان نغتنم ذلك لتفعيل دور المقاطعة لإسرائيل وامريكا، حتى تدرك أمريكا أن الاحتجاج على قرار ترامب ليس مجرد فعاليات لمدة أسبوع أو أسبوعين، هذا القرار ضرب القضية الفلسطينية فى عمقها المقدس، ويجب أن تتحرك الأمة كلها ضده. رغم قرارات الإدارة الامريكية استقبلت مصر مؤخرا قيادات حماس ومن بينهم هنية ..ما دلالة هذا ؟ هذا يدلل على عروبة مصر وقرارها القوى الذى يدرك أن مصالح مصر والقضية الفلسطينية والأمة العربية القومية هى أكبر من قرارات ترامب وغيره، إن مصر تؤكد بذلك موقفها الثابت من القضية الفلسطينة واحتضانها لها وحمايتها، وأنها لا تتعامل مع القرارات الظالمة للإدارة الأمريكية، وأنها ترى فى الشعب الفلسطينى شعبا شقيقا وصديقا وحليفا وصاحب قضية عادلة، وترى فى حماس حركة فلسطينية وطنية تدافع عن شعبها، ونحن نكن كل التقدير والاحترام للإخوة فى مصر، وسنكون مع مصر دائما لتحقيق مصالح الأمن القومى العربي. ما هى الملفات الأبرز فى اجتماعاتكم بالقاهرة الأيام الماضية؟ ناقشنا العلاقة الثنائية بيننا وبين مصر، وهى علاقة نسعى لتطويرها، وقد وجدنا ترحابا مصريا. كما ناقشنا ملف قضية غزة ومشكلاتها وظروفها، وهى الآن على شفا هاوية، تعيش ظروفا صعبة جدا، لم تمر بها من قبل، وقد أطلعنا الإخوة فى مصر على هذه الظروف، ولدينا أسر فقيرة، والبطالة أكثر من 47 % مقابل 17% بالضفة الغربية، وقد وجدنا تفهما واستعدادا مصريا عبر عنه الوزير اللواء عباس كامل بشكل قوي، وأكد أن مصر لن تقبل إطلاقا أن ترى غزة فى هذا الوضع، وأنها ترغب أن تكون غزة آمنة مطمئنة لأنها عمق وأمن قومى مصري. وماذا بشأن ملف المصالحة؟ مصر هى من ترعاها منذ سنوات طويلة، وقد قال الوزير عباس كامل» أمامنا خياران إما أن ننجح أو ننجح، لا يوجد خيار ثالث». وماذا بشأن الجوانب الأمنية؟ تم الاتفاق على تعزيز العمل المشترك فيما يخدم أمن الحدود، وهذا نعتبره أمنا قوميا مصريا فلسطينيا مشتركا، والآن هناك حالة رضا عن مستوى ضبط الحدود، نمنع أى خرق لأمن مصر أو أمن غزة. وماذا عما يتردد من أن غزة ستتمدد باتجاه سيناء؟ عبرنا بشكل واضح عن موقفنا الاستراتيجي، فنحن فى حماس لا نقبل إقامة دولة فى غزة أو أن تتوسع غزة على حساب مصر، مصر بأرضها الكريمة للمصريين، وهى عمقنا العربى والإسلامى وفلسطين، وغزة هى جزء من أرض فلسطين التاريخية، وبالتالى هذا موقف ثابت، وقد استمعنا للموقف المصرى الذى لا يقبل ذلك على الإطلاق، وأنه لا يمكن لمصر أن تستبدل أرضا بأرض، وأنها تعتبر الحديث عن هذا الأمر هراء، ونحن ومصر سنقطع الطريق على كل من يظن أو يحاول من الصهاينة أو أذنابهم فى المنطقة أن يسوقوا أن الدولة المقبلة ستكون فى غزة وأنه سيتم توسيعها شرقا وجنوبا، وهذا غير وارد ونحن نناضل كى نعود إلى أرضنا. تزامن وصولكم مع انطلاق عملية سيناء 2018 لاستئصال الإرهاب كيف ترون ذلك؟ الإرهاب والتطرف والعنف ليس لهم موطن أو انتماء، وهى ظاهرة دخيلة على إرثنا الثقافى وموروثنا الحضارى وعلى حياتنا، وتنبت بشكل غريب كالسرطان، لتدمر المنطقة. ما هو مصدر كل هذا الإجرام والإرهاب فى سيناء؟ فى اعتقادى أن هذه الظاهرة الدخيلة بلا شك تستهدف زعزعة الكيان المصرى وخلط الاوراق فى الساحة المصرية، وأنا أقول إن المستفيد الأكبر من زعزعة استقرار بلداننا وخاصة مصر فى سيناء هو إسرائيل، وبالتالى لا نستغرب أن تدخل اسرائيل على هؤلاء الإرهابيين بأى طريقة، ونأمل أن تنجح مصر فى مكافحة هذه الظاهرة، لتحل بعد ذلك التنمية فى سيناء والمشاريع التى تخدم استقرار مصر، ونحن فى غزة ايضا ننتفع بها. كيف تنظرون لدور مصر اليوم؟ مصر كانت على الدوام حاضنة القضية الفلسطينية وحاضنة العرب جمعاء، ومصر القوية تعنى أن العرب أقوياء، وبلاشك ان الشعب الفلسطينى عشمه فى مصر كبير فى كل الظروف، ورغم مشغوليات مصر وانشغالاتها العديدة كانت القضية الفلسطينية تحظى باهتمام كبير لدى الدولة المصرية. ما نريده من مصر البقاء والاستمرار فى احتضان القضية الفلسطينية وثوابت الشعب الفلسطيني، وأن تكون مصر صمام أمان للقضية الفلسطينية من أى انحراف، وأن تظل مصر حامية لخيار الشعب الفلسطينى فى نيل حقوقه واسترداد أرضه. ما الذى يعرقل تنفيذ اتفاق المصالحة؟ هناك ملفات متعددة فى أمر المصالحة المنظمة والانتخابات والأمن والحكومة والمصالحة المجتمعية، للأسف نحن لم نبدأ إلا فى ملف الحكومة فقط، وبالتالى المصالحة تحتاج إلى قرار سياسى وإرادة سياسية من كل الفصائل. يتردد الحديث عما يسمى بصفقة القرن.. هل لديكم معلومات عنها؟ فلنسمها صفقة ترامب، وهى تعنى إعادة تقسيم الشرق الأوسط من جديد بعد مائة عام من وعد بلفور وسايكس بيكو، واليوم ما يتردد من أفكار لا يمس القضية الفلسطينية وحدها إنما يمس المنطقة كلها، لم يعرض علينا أحد شيئا، لكن ما نلمسه فى الغرف المغلقة والأخبار أن هذه الصفقة تعدها أمريكا لإعادة تقسيم المنطقة من جديد، صحيح أن القضية الفلسطينية محور ارتكاز فى هذه الصفقة التى تقوم على إرضاء الاحتلال الإسرائيلى وتمديد قدراته السياسية والاقتصادية والأمنية فى المنطقة على حساب الحق الفلسطيني، أما مصير الدولة الفلسطينية فمصير مجهول، الخاسر الأول هو فلسطين، وبالتالى نحن كفلسطينيين لا يلزمنا أحد كائناً من كان القبول بشيء ينتقص من ثوابت شعبنا، وسنبقى بالمرصاد لأى خطوة أو مشروع يستهدف الانتقاص من حقوقنا الثابتة. وماذا يمكن أن تقول للشعب المصرى وشعوب المنطقة بشأن حركة حماس التى اعتبرها كثيرون تتدخل فى شئون دولهم الداخلية؟ حماس تقول لأمتها وشعوبها إنها حركة فلسطينية تناضل من أجل قضيتها الفلسطينية العادلة فى وجه الاحتلال، لكم علينا عهد أن يظل سلاحنا موجها للاحتلال لإنجاز مشروعنا الوطنى وألا نتدخل فى شئونكم الداخلية، والشعب المصرى له خصوصية وتربطنا علاقة الجوار والنسب والدم المشترك الذى نزف فى ساحات مواجهة العدو الإسرائيلي، وهذا الدم لا يمكن أن ينساه الفلسطينيون أو تنساه حماس. فى كل حادث يقع تذهب الشكوك صوب حماس؟ حماس وفية لأمتها، ولن تقبل أن يأتى إلى مصر منها ما يعكر أمنها أو صفوها، وسيناء بالنسبة لنا عمق أمني، وعندما تكون سيناء آمنة يكون ظهر غزةوفلسطين آمنا، وعندما تتخلخل خاصرة سيناء ومصر يصبح ظهرنا مكشوفا، لمصر أن تراهن علينا ولن نخذلها أبدا إن شاء الله.