يجمع كل خبراء التنمية على أن التعليم هو المحور الأساسى للتنمية والوصول إلى مستقبل أفضل فى أى دولة، وقد عانينا فى مصر نمطية منظومة التعليم وتكلسها طوال سنوات طويلة اعتمادا على فكرة تلقين الطلاب واعتمادهم على حفظ مناهج عقيمة، بدلا من تطوير المناهج بما يواكب روح العصر، واعتماد الطلاب على الفهم والتفكير وليس الحفظ والتلقين. وقد بدأت وزارة التربية والتعليم بقيادة الدكتور طارق شوقى باتباع رؤية وسياسات جديدة لتطوير منظومة التعليم بأكملها من معلمين ومدارس ومناهج وامتحانات، وخلال الأيام الأخيرة أرسى الوزير منهجا جديدا باستطلاع رأى الطلاب وأولياء الأمور فى جدول امتحانات الثانوية العامة، والاستجابة لملاحظاتهم وتعديل الجدول قبل اصداره فى شكله النهائى بما يحقق مصلحة الطلاب، ويرسخ فكرة التعاون بين الوزارة والطلاب بهدف تحقيق المصلحة العامة. إن هذا النهج جزء من منظومة التطوير التى تتم الآن ليكون التعليم هو القاطرة التى تقود البلاد نحو المستقبل، وقد سبقه تغيير جذرى فى منظومة الثانوية العامة بالانتقال من نظام الامتحانات التقليدية إلى نظام «البوكليت» الذى يتيح قياس فهم الطالب لأكبر عدد ممكن من جزئيات المنهج. وتستعين الوزارة بخبراء من دول العالم المتقدمة فى التعليم مثل فنلندا والمانيا واليابان لتطوير المناهج، وتطبيق النظام الجديد للتعليم الثانوى الذى يعتمد على أن يكون التقييم خلال 3 سنوات وليس سنة واحدة، وعن طريق «الأون لاين» حيث يستخدم الطالب التابلت فى الامتحان، الأمر الذى يؤدى إلى تفادى الخطأ البشري، وتغيير نظام التقييم، وتجفيف منابع الدروس الخصوصية. إن استخدام التكنولوجيا فى تطوير منظومة التعليم خطوة أساسية ومهمة، وتؤدى إلى تنشئة أجيال جديدة قادرة على استيعاب كل التطورات التكنولوجية والحصول على المعلومات بأيسر الطرق. وسوف تظهر آثار هذا التطوير تباعا، لأن التغيير لن يحدث بين يوم وليلة، لكن يحتاج إلى بعض الوقت، من أجل الوصول إلى مستقبل أفضل لمصر والمصريين. لمزيد من مقالات رأى الاهرام