قليلة هي شوارع ومحطات قطار الأنفاق وحدائق لندن التي تخلو من المشردين رجالا ونساء، فقد بلغت ظاهرة «التشرد» حدا جعلها إحدي سمات العاصمة البريطانية تحديدا، بالإضافة إلي باقي قطاعات المملكة المتحدة ودفعت لجنة الإحصاء العامة في مجلس العموم البريطاني إلي وصفها بأنها «أزمة وطنية». أبرز مظاهر هذه الأزمة هو أنه في إقليم أسكتلندا وحده تدخل أسرة بأكملها كل 18 دقيقة ضمن فئة المشردين ، حسبما تقول مؤسسة «المأوي» الخيرية. وتشير إحصاءات الجمعيات التي تكافح التشرد في بريطانيا إلي أن 9100 شخص في إقليم إنجلترا يعيشون في الشوارع في ظروف غير آدمية، غير أن لجنة الإحصاء في مجلس العموم لفتت أيضا الانتباه إلي ما وصفته ب «التشرد الخفي»، وكشفت عن أن أكثر من 78 ألف عائلة بها قرابة 121 ألف طفل، يعيشون في سكن مؤقت معرضون للطرد إلي الشوارع في أي وقت. واتهمت اللجنة وزارة الحكم المحلي بغض الطرف عن الظاهرة التي وصلت إلي حد زيادة نسبة البريطانيين المشردين في الشوارع بمقدار 134٪ مقارنة بما كان عليه الحال قبل سبع سنوات.