الإنترنت أصبح جزءا لا يتجزأ من حياتنا، وعلى أولياء الأمور الاستعداد للتعامل مع تحديات الإنترنت بصورة متزنة تجمع بين المعرفة المتعمقة لتكنولوجيا المعلومات والدراية المستمرة والمستنيرة بالتحديات التى تواجه النشء عند استخدامه. وليد حجاج خبير أمن المعلومات يقول: إننا نتعرض لهجوم معلوماتى وتوقيت نشر المعلومة أهم من المعلومة نفسها مما يساعد فى نشرها، وهناك برامج تقوم بتحليل كل ما ينشر على الفيسبوك لتحليل الاتجاهات السائدة.. وعلينا أن نعلم أبناءنا أن الأشخاص الذين نلتقى بهم على الإنترنت دائما ليسوا أصدقاء، فكثير منهم يضع أسماء وهمية لذا يجب أن نحمى خصوصيتنا وألا ننشر كل صورنا الشخصية، ولا نضع ثقتنا الكاملة فى أصدقاء الإنترنت ولا نطور علاقتنا بهم. د. صفاء سيد عميد المعهد العالى لعلوم الحاسب توضح أن التكنولوجيا الرقمية غيرت شكل حياتنا بكل تأكيد ولها إيجابيات كثيرة.. وعلينا بالسعى نحو رفع الوعى التكنولوجى والأمن الرقمى للتحول المجتمعى الرقمى وأهمية تكرار الندوات التى تسهم فى التوعية والتثقيف، وهناك العديد من الجرائم المستحدثة التى تستخدم وسائل وأساليب تكنولوجية حديثة لم يكن للمجتمع المصرى عهد بها من قبل، الأمر الذى يكشف عن مدى التحول الملحوظ سواء فى صور وأنماط الجرائم أو فى مرتكبيها، أو فى أساليب ارتكابها، فالجريمة الالكترونية ظاهرة عالمية تكاد تعانيها جميع دول العالم ومن بينها مصر، مثل الخداع والاحتيال الذى يبدو فى قدرة مرتكبيها على إقناع ضحاياهم بأن أهدافهم عادية ومشروعة، كما تتسم هذه الجرائم بالتعقيد المتزايد الأمر الذى يعوق عملية الكشف عنها أو حتى ملاحقة مرتكبيها وعقابهم لقدرتهم الفائقة على إخفائها، وعلى الرغم من دور تكنولوجيا المعلومات والاتصالات فى الحياة اليومية للمواطن إلا إنه خلال الآونة الأخيرة انتشرت الجريمة الإلكترونية خاصة جرائم الإرهاب، الذى ينطوى فى داخله على مخاطر تفوق جميع التصورات فى تهديده الأمن فى المستقبل ويكفى أن نعرف أنه بلمسة واحدة يمكن لشخص أو مجموعة أشخاص أن يكبدوا بعض الأشخاص أو المؤسسات خسائر كبيرة، ويهددوا أمن واستقرار المجتمع. فالإرهاب لم يعد مقصورا على التفجيرات فقط، ولكن الحرب الإلكترونية بات نطاقها أوسع بكثير، فهى قادرة على غزو المؤسسات الإنتاجية والخدمية والمصارف ومحطات البث الإذاعى والتليفزيوني، وباتت الجرائم الإلكترونية أشد خطورة من خلال زرع أجهزة التجسس أو إحداث جرائم عبر التداخلات اللاسلكية فى الشبكات. د. شريف درويش اللبان أستاذ تكنولوجيا الاتصال بكلية الإعلام جامعة القاهرة يقدم بعض القواعد الذهبية للاستخدام الآمن للإنترنت منها منع وقوع التجارب السلبية عن طريق التأكد أن الأبناء يعرفون كيف يحمون خصوصياتهم ويحترمون خصوصية الآخرين.. وعلى الأبوين تعليم الأبناء ألا يستجيبوا لرسائل المضايقة على الإنترنت ويساعدوهم على فهم أنواع الرسائل والسلوك التى قد تسيء إلى الآخرين وعليهم الاحتفاظ بالرسائل المسيئة فقد يحتاجونها كدليل مهم.. وعليهم التعرف على الإستراتيجيات المتبعة فى مدرسة الأبناء لمقاومة المضايقة والتعاون مع أولياء الأمور والمدرسين لمنع المضايقات بصفة عامة والمضايقة على الإنترنت بصفة خاصة، وضرورة التواصل مع الأبناء والتعرف على أصدقائهم وتشجيعهم على أن يخبروا بأى حدث مزعج وقع على شبكة الإنترنت أو بعيدا عنها، وتشجيعهم على استخدام مواقع تقدم محتوى مناسبا، وتوضيح مخاطر تحميل مواد من الإنترنت دون حذر، والتأكد أيضا من حماية الكمبيوتر والحرص دوما على استخدام نسخة محدثة من البرامج المضادة للفيروسات.