أعظم ما تعلمه لنا دروس التاريخ من تجارب الأمم والشعوب إنه ليس بالرايات الملونة والشعارات البراقة والهتافات الزاعقة تتقدم الأوطان وتعرف طريق النهضة، وإنما تنهض الأمم وتنتعش الشعوب بالعمل والجهد والعرق فى المزارع والمصانع وفى البحار والأنهار دون تهيب من رمال الصحراء أو صخور الجبال.. والتاريخ يعلمنا أن الأمم تبنى نفسها بالعلم والمعرفة وحسن توظيف الإمكانيات المتاحة لمزيد من التنمية ومزيد من الاستثمار باعتبارها جسور العبور نحو الشواطيء الآمنة لتوسيع قواعد الثروة الوطنية ونشر العدالة الاجتماعية. وفى مراحل التحول العظيم للأمم والشعوب التى استوعبت دروس التاريخ تختفى من فوق الشفاة والألسنة مفردات الحرمان من أى شيء استهلاكى يمكن الاستغناء عنه أو الاستعاضة عنه ببدائل أخرى لأن الشعوب فى مرحلة التحول العظيم تحتاج إلى القوة النفسية التى تجهض مبكرا أمراض الشكاية والشعور بالنقص وتوجه أنظار الناس إلى الجزءالممتليء من الكوب فيرون فى كل أرض جديدة مستصلحة مئات الآلاف من فرص العمل وفى كل مصنع جديد يجرى تشييده أملا نحو غد أفضل وفى كل مستشفى جديد يجرى بناؤه لأن هذه كلها عوامل تؤكد أن الوطن على الطريق الصحيح، وأن الإرادة القوية للبناء لن تسمح لليأس أن يتسرب إلى النفوس أبدا. وظنى أن أعظم ما يفعله الرئيس السيسى أنه يواصل النفخ فى نفير اليقظة من أجل بناء القوة النفسية لكى يتحمل الشعب مسئوليته تحت مظلة اليقين بأننا لا نملك فقط أدوات القدرة على قهر التحديات والمصاعب، وإنما نملك أيضا مفاتيح الإصرار على الصبر حتى لحظة بزوغ الفجر.. وليس لا يخالجنى أدنى شك فى أن الفجر قادم.. وهنا لا أتحدث فقط عن مشروعات عملاقة يتم تنفيذها، وإنما أشير إلى تغيير أساسى فى البنية المجتمعية ضمن إطار التغيير الشامل المنشود الذى يتسع للجميع تحت راية الانتماء الصادق للوطن بعيدا عن أى انتماءات أخري! خير الكلام: الإرادة أقوى مفتاح لكافة الأبواب المغلقة! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله